كثرت قبل اشهر الاحاديث الصحفية التي تتحدث عن منع بناء المآذن في السويد وبلدان اخرى من اوربا ،الكثيرون يتحدثون عن حق المسلمين في بناء مساجدهم وعن عنصرية الدول الاوربية ،لماذا تضخيم الامور يجب الاحتكام الى العقل في مثل هذه المسائل فالدول الاوربية لم تمنع بناء المساجد بل منعت بناء المآذن بدعوى ان هذه المآذن وطريقة هندستها المعمارية سوف تغير الطابع المعماري الاوربي المسيحي لهذه المدن وان هذا حق مشروع فمن حق كل دولة او مدينة ان تحافظ على طرازها المعماري الخاص بها وان هذا الموقف يجب ان لايحمل على محمل العنصرية والتمييز والحرب ضد الاسلام ،بل يجب استثماره لصالح القضية الانسانية وتوعية الاجيال باهمية المحافظة على معالم مدنهم وهندستها الخاصة فالمميز دائما عندما يصور الغرب المدن العربية او المسلمة في افلامهم يصورون الماذن ،اذن فهي سمة معمارية مميزة للعالم العربي او الاسلامي . ان الموروث الهندسي والمعماري عامل مهم لبناء الشخصية الوطنية فيجب المحافظة عليه لانه جزء من الهوية الوطنية فمثلا العمارة العربية الاسلامية تتميز باحترام خصوصية العائلة ويجب تفهم الاخر وان لا نصدر احكام جائرة على افكاره حتى نفهمها جيدا وندرسها ،اخبرتني احدى الصديقات انها وبينما كانت تقف مع زوجها في احدى تقاطعات الطرق في مدينة المانية وبينما كانوا ينتظرون اشارة المرور الضوئية كان يقف بقربهم مواطن الماني سارع للابتعاد الى الطرف الاخر من الشارع بعيدا عنها عندما ابصر حجابها ،ضنا منه انها انتحارية ،سوف تفجر نفسها فيه، بينما صديقة اخرى اخبرتني انها في احدى الجلسات التي كانت تشارك فيها مع الجالية العربية هناك ،تعرفت الى فتاة المانية عندما عرفت انها مسلمة قالت لها ولماذا لا تلبسين حجابكم الجميل فانه يذكرنا بالقديسات ،فاخبرتها صديقتي انها مسلمة ولكن ليست محجبة ،اذن هم بشر مثلنا لهم افكارهم الخاصة ونظرتهم الخاصة واحكامهم الخاصة ،كما لدينا نحن ايضا افكارنا ونظرتنا واحكامناالخاصة التي تنطلق من معرفتنا الشخصية ،لذلك قبل ان نسيء الظن بقصد الاخرين لنتسائل ماذا يعرفون هم عنا حقا.وماهو دور السفارات او المراكز الثقافية او البعثات في تقديم وتصحيح الصورة والرؤية عند الغرب او ما لدينا نحن ايضا عنهم لابد من مد جسور من المحبة والتعريف بالاخر والاحترام لكينونة كل شعب وخصائصه ومعتقداته فلابد من تضافر الجهود من قبل الجميع لتصحيح النظرة الخاطئة للاخر ومحاولة ايجاد ارضية مشتركة لهذه الشعوب فنحن اولا واخير شركاء في الانسا نية مهما اختلفت الواننا او معتقداتنا او افكارنا
هناء احمد فارس
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat