القراءة الثالثة/ كتاب عاشوراء منبع الفضائل لسماحة السيد أحمد الصافي / تقرير الأستاذ صباح الصافي
علي حسين الخباز
علي حسين الخباز
بين الاستنساخ والاستنطاق
بين قراءة الاستنساخ وقراءة الاستنطاق هناك مقاربات نصية ترتكز على قراءات متعددة قادرة على ربط مفهوم الفكر في المجتمع لبعض المفاهيم والأفكار الفاعلة التي أثرت بشكل فاعل على رؤية الباحث.
في كتاب عاشوراء منبع الفضائل الذي هو عبارة عن محاضرات فكرية وعقدية من واقعة الطف لسماحة السيد أحمد الصافي، جاء في مقدمة الأستاذ صباح الصافي قسم الدراسات والبحوث مركز الفكر والإبداع، أن الفضائل إذا أردنا لها أن تكون مؤثرة وفاعلة في الواقع لا بد من نقلها من مجال التنظير والتفكير إلى مجال العمل والتغيير، الفضائل التي محلها العقل فقط قليلة الفاعلية والتأثير(لغة الأفعال أقوى من لغة المقال) والفعل المؤثر يمنح المجتمع الرؤية والمفاهيم الأسلوبية القادرة على إحداث التغيير المجتمعي (الفضيلة المجسدة أقوى من الفضيلة المجردة) ولهذا تبرهن لنا المقدمة أن الأسباب الجوهرية التي أدت إلى حكمة إناطة الرسالة الربانية للبشر أنفسهم حتى يكونوا أسوة وقدوة لهم في التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل وترسخ الأخلاق لمعيار الخير والشر، والاهتمام بعقلية المتلقي لتصل به إلى الارتقاء في السلوك الغريزي بمحض الإرادة الحرة، كونها ترتبط بالأيمان، ومصدره الوعي والضمير.
اظهر الله سبحانه وتعالى قوة العلاقة بين الأثر العاشورائي والوجدان الإنساني، كونه يمثل المنبع الأساسي للفضائل والقيم، وقد أسهم الفكر الحسيني في إثراء الحضارة بالمواقف المبدئية لنجاحه في تنظيم تنوع إنساني في واقعة عاشوراء ليس له مثيل، هذه القراءات الواعية تمنحنا فرصة للتعمق في مفهوم هوية الانتماء الحسيني.
كانت هذه المقدمة مدخلا مهما للولوج إلى أهداف الشعائر الحسينية.
مضمون (الفصل الأول /المبحث الأول) يصب في قضية إعلان الحزن كتجربة إنسانية، مجموعة من الآراء الفكرية التي تكشف معنى قوة الانتماء، أي مشروع ينتسب للإمام الحسين عليه السلام حالفه الحظ وكتب له النجاح حسب معايير القيمة الوجدانية، المعيار الأخلاقي الأول الذي يتمثل عند سماحة السيد أحمد الصافي هو هدف الكثير من روايات أهل البيت عليهم السلام التي ترشدنا إلى إحياء أمر الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، التواصل و العمران، وجعل الزيارة كشعيرة مباركة وصولا إلى الهدف الأسمى وهو أن نكون مع سيد الشهداء الحسين عليه السلام دائما وأبدا، في الدنيا والآخرة، وهذا التواصل الذي أعده سماحة السيد هدفا هو لا يختلف في شأنه عن شأن العمل الجهادي، المعنى المعبر عن كل خطوة جاهدت للوصول إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام، والثمار التي نقطفها اليوم هي أثر فاعل من آثار الإخلاص والموالاة، والله سبحانه وتعالى وهب للحسين عليه السلام المقام العالي، وتكفل سبحانه بهذا التعالق الفكري الجماهيري الخالد، بين روح الخلود والمفهوم الوجداني، فكرة تجذير الثورة عند مولاتنا زينب عليها السلام
قوه الانتماء ومقاومة كل اجتهاد ضال يعمل لمحو هذا الأثر،
الثورة عند مولاتنا زينب عليه السلام، من مزايا الخلود والبقاء، مصدره الإلهام في مقوماتها كثورة كونية قادرة على التعايش الفكري مع كل زمان ومكان، برزت رمزية الراية التي أكبر من رمزيه راية معركة، لهذه الراية أكثر من معنى، عند العباس عليه السلام راية شرف، راية غيرة، وراية ناموس، والمعنى الآخر من الراية لم تسقط على الأرض هناك أكف حملتها وبقيت هذه الراية خفاقة إلى يومنا هذا.
لهذا يكون المعنى الوجداني حاضرا في الشعائر الحسينية في زيارة المولى الإمام زين العابدين عليه السلام للعباس سلام الله عليه، وفي سؤال مولاتنا الزهراء عليها السلام عن سبب قطع الكفين يوم الملتقى، والمعنى الآخر المعنى الإبداعي، مراسيم تبديل الراية تجديد العهد للعباس عليه السلام، أن نكون بمستوى التضحية وبمستوى الخلق والشجاعة والشهامة التي كانت تظلل على أبي الفضل العباس عليه السلام.
لهذا تجد الشعائر تتعمق كل عام في وجدان الناس لتوصل أمانة إلى الأجيال القادمة بما تحتوي من مغانم فكرية، مراسيم الراية عملية استلهام وتأثر بثراء التاريخ الحسيني، إن تبديل الراية اليوم يؤكد للعالم الإيمان وروح الانتماء لها كراية وفاء وراية صدق
أن نكون ساعين جادين من أجل إبقاء هذه المراسيم ولو قطعنا،
لتمتد ثقافة الخطاب الى وصايا ترسخ المفهوم الشعائري وتسلط الضوء كونها تشكل دعامة إيمانيه للهوية والانتماء الحسيني
**
(وصيتي لكم تمسكوا بالإمام الحسين عليه السلام ما استطعتم إلى ذلك سبيلا، ولا تجعلوا الدنيا تذهب منكم وأنتم لم تعطوا شيئا للإمام الحسين عليه السلام)
نحن تجذرنا في مفهوم الثورة تجاوزنا مرحلة التفكير إلى الإيمان التام، ومرحلة التأمل إلى البصيرة والتحليل إلى الالتزام، كون هذا الفعل هو مؤثر وجداني واقعي تسنده أكثر من خمس مائة رواية حشدها الأئمة عليهم السلام، لتكون زيارة الحسين عليه السلام وسيلة من وسائل الانتماء والتحدي، ومعنى إدامة الشعائر، تجديد الحزن، تجديد رفض الظلم والاستبداد، لتبقى لعاشوراء الحرارة المتوقدة في القلوب والتي تعيننا على فهم الحياة بالشكل الذي أراده الله سبحانه وتعالى لنا، يتوجه الخطاب عبر التراكم المعرفي واستقلال الواقع بكل مكونات الثقافة والتصورات المنبثقة من النضج الفكري الواعي لأدراك متطلبات المجتمع.
****
علموا أولادكم أن لا ينسوا الإمام الحسين عليه السلام، فإن هذه البركة لا تعود للإمام الحسين سلام الله عليه وإنما تعود لنا ولأولادنا ولعوائلنا
****
الأمة التي تمتلك الإمام الحسين عليه السلام هي أمة عزيزة
لا تذل ولا تضعف، ما دام الإمام الحسين موجودا فلا نخاف ولا نحزن
****
تجدد القراءات الفكرية لواقعة الطف المباركة تجعل تسلط الضوء على الربط المعنوي بين قيم العزاء وقيم الانتظار المهدوي المبارك
***
نشر المجالس الحسينية، وان يحضر الأطفال في هذه المجالس بالأمس رأينا أبطالا وقفوا أمام أعتى عصابة مجرمة، الذين ردوها هم أبطال تربوا في مجالس سيد الشهداء عليهم السلام أولئك الشباب عاهدوا الله بالنصرة والنصر.
***
مع تبديل الراية في كربلاء، كل العالم الآن مشدود إلى كربلاء، كربلاء ليست هذه البقعة الجغرافية وإنما امتدت لتصبح قضية أبي عبد الله الحسين عليه السلام إلى العالم
***
جمره محبة الإمام الحسين عليه السلام لا تنطفئ في قلوب المحبين لذلك حاولت السلطات السياسية الحاكمة عبر التاريخ التصدي لشيعة أهل البيت عليهم السلام ومحبي الإمام الحسين سلام الله عليه ولا تزال جذوة محبة المؤمنين للحسين هي الأقوى
***
في مناجاة أئمة أهل البيت عليهم السلام الكثير من الأدعية التي تؤازر شيعة أهل البيت عليه السلام وتدعو لهم بالخير، دعاء الإمام الصادق عليه السلام (اللهم إنّي أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش) وهم شيعة الحسين عليه السلام
***
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين عليه السلام يوم الورود اللهم أنت السميع المجيب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat