تعمل أي محاورة أدبية ثقافية لاكتشاف المساحة الفكرية والروحية للأديب والشاعر، ومعاينة جوهرية لعلاقته الإنسانية بما يكتب
حورانا مع "الشاعر الحسيني الأستاذ علي جودة"
قرأنا للشاعرِ بعض المفاهيمِ البناءة القادرة على تعريفِ الحق من خلالِ ارتباطهِ المعنوي بمولانا صاحبِ العصرِ والزمانِ عجل الله فرجه الشريف، وله القدرة على تبيين واقعة الطَّفِّ في كربلاءِ المقدسة ومقاصدِها السَّاميَّة لشبابِ الأُمَّةِ المحمدية لتجنبِ الوقوعِ بالفِتنِ المتتابعةِ والمنزلقاتِ المستوردةِ.
ومِن أَجل الأَخذِ بأسباب التَّوفيقِ والتَّمسك بها
والسَّير بِبصيرةٍ لِنصرةِ المَشروع الرباني والالتحاقِ بِالركبِ الحُسَيني المَوعودِ بِالفتحِ وتجنب أسباب الخذلانِ وفضح جميع الظالمين لِآل البيتِ النبوي الشريف.
****
س1: - هل القصيدةُ العموديةُ هي مشروعُك الوحيدُ الذي يمثل هويتك الشعرية الحسينية؟ أَم لك مشاريع لأَجناس أَدبية اخرى؟
- هويتي الأَدبية والشِّعرية الحُسَينية تتمثل عندي مِن خلال
أَولا: - (القصيدة العمودية) وهي السِّمةُ الرئيسية الأُولى
ثانياً: - أَدب الطفل (الطفولة المبكرة) دون السبع سنوات
ثالثا: - أَدب الطفل فوق سبع سنوات.
وأكتب الشعر الفصيح وَالشَعبي مِن خلال الشعر الدارمي والملمع وهما نوعان من أَنواع الشِّعر الشَّعبي في العراق.
فَتجربتي الأَدبية ليست مختصرة وَمنحصرة في الشِّعرِ العمودي فقط
***
س2: - ما هو المطلوب مِن الأَديبِ الحُسَيني اجتماعيا؟ وما أَهمية ذلك؟
- الأَديبُ الحُسَيني هو ابنُ المجتمعِ المسؤولِ وهو المُحدِّثُ بِنعمةِ اللهِ فَهو شخصيَّةٌ رساليَّة مُوفَّـقةٌ وَليست بِمنعزلة اجتماعياً.
وأَبناءُ المجتمع هم المتلقون مِن هذا المُحدِّثِ لِـوَلايةِ اللهِ ورسولهِ وَوَلايةِ أَمير المؤمنينِ (عليه السلام).
فَالشاعرُ الحسيني هو المُحفزُ للمجتمع وللمتلقي المنطلق نحو الإِصلاح الحُسَيني المنشود، وَمِن هنا تأتي قيمةُ ودَورِه الاجتماعي، لِأَنه يفتح بابَ العطاءِ التربوي البَنَّاء
وعندي في هذا المجال (كتابات شعرية متعددة) لا زالت أَسيرة الورق، أَملي أن ترى النور مستقبلا عندما يأتي جيل متعطش لما أكتب.
فالأدب الحسيني مصدر مهم للشباب المسلم صاحب البصيرة، ويساهم بحفظ الطفل والشباب مِن الثقافات الهدامة المستوردة وَيُديمُ ارتباطه بِمصباح الهدى وبِسفينة النجاة
****
س3: - يقال أن القصيدة الحسينية تعتني بالماضي ولا شأن لها بالمستقبل، بمعنى مستقبل الطَّفِّ في القصيدة؟
- لِلقصيدة الحُسينيةُ (انطلاقةٌ) مِن كربلاء الحسين نحو المستقبل المهدوي مرورا بالواقع المعاش.
والشاعر الحُسَيني يقرأ بِبصيرة واقعه السياسي والاجتماعي لينطلق بِكنوز كربلاء المقدسة نحو المستقبل المهدوي فيخلق واقعا ممهداً متمكنا متجاوزاً لِلانتكاسات التي عاشتها الأُمة طيلة عقودٍ نتيجة لتهميش ممهديها، وهذه مسؤولية تضامنية على الجميع
****
س4: - ما هي طقوسك الخاصة عند نشر قصيدة حسينية لك؟
- يَقتضي (لكل مَقامٍ مَهام وَمَقال) فَللطفل حقَّهُ الأَدبيُّ عليَّ وللشابِّ حقَّهُ الأَدبي والتربوي وكذلك للوجهاء وَلِلأُم، وَمِن نِعِمِ اللهِ عليَّ إِنَّ لي تجربة ثريـة ناضجة منذ تسعينيات القرن الماضي ولِغاية هذا اليوم
****
س5: - هل القصيدة الحسينية متجددة أم أنها غير معنية بمستجدات الحداثة.
- القصيدة الحسينية بِدون انقيادٍ تواكب الواقع المُعاش للانطلاق به نحو صبح الله القريب وتتحكم في ذلك أمور سلبا وإيجابا حسب الواقع والمؤثرات، ولا يصح الا الصحيح
****
س6: - مسؤولية الشاعر برؤية الأَزمات مثل الأزمة الأخلاقية الإبداعية والقبح والخراب الاجتماعي
- المسؤولية الكبيرة الملقاة على الشاعر الحسيني تُحتم عليه مع أَهلِ البصيرة مِن أَبناء مجتمعه الحُسَيني ألَّا يقف متفرجاً أَمامَ هذه التحديات بل يجب التصدي لها بِمسؤولية تضامنية مع إِدامة الارتباط بصاحب العصر والزمان من خلال معرفته وعدم تجاهله
****
س7: - هل نستطيع أن نعرف القصيدة الجادة المبدعة والتقليد من حيث اللغة- الأسلوب- الصور- المواضيع، أي أن يكتب الشاعر بذات غيره.
- تعتبرُ القصيدةْ الحُسَينيةُ عندي هي جوهرةٌ ذات كنوز تربوية مهداة لأبناء بلدي ولكلِّ الإِنسانية.
****
س8: -هل يتوقف المبدع يوما عن إبداعه، كيف نحافظ على الموهبة؟
- لن يتوقفَ الإِبداعُ بل يبارك الله فيه بِالمَددِ
***
س9: -هل من الممكن رؤية الحسين عليه السلام في قصيدة شاعر
- الإِمامُ الحُسَينُ (عليه السلام) هو مصباحُ الهدى، والقصيدة الحسينية بالغة بِأَثرها الطيِّبِ المحمود بِمقدار انبعاثها مِن مصدرها المتمثل بمصباح الهدى
وعلينا جميعا الالتحاق بِسَفينةِ النجاة وكلما كانت القصيدة الحسينية مُكللةً بِصدق كاتبها
الحسيني المُوفقِ بِفضلِ اللهِ كان الالتحاق والوصول
***
س10 هل ترى أن تجربة الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة في موسوعة الشعر العراقي إدانة للتوثيق العراقي وإظهار عجزه
- نعم.. وهذا مؤسف للغاية وإني أُحيي هذه الباحثة الأَكاديمية لما بذلته مِن جهدٍ في التوثيق
***
س11: - هل أنت مع مَن يطالب الشاعر الحسيني بالانعزال عن الثقافات المتقلبة أم مع مواجهة أي انحراف فكري؟
- هذا متروك للشاعر والأَديب حسب قراءته للواقع وتقديره وبلا شك أنه لا يُقصر بحق مقتضيات واقعه ولا يتوانى عن تحمُّلِ مسؤولياته ولطالما نجح وَأَفلح وَأَيضا كلفه الكثير
****
س:12 -هل خدمت الصحف العراقية والعربية مشروعك الأَدبي؟
- لِلأسف ليس بمستوى الطموح، ومع ذلك للأَمانة أَقول إِنَّ هنالك بعض الصحف العالمية والعراقية والعربية اهتمت بمشروعي الأَدبي ومنها مجلة الأَحرار الصادرة من العتبة الحسينية المقدسة ومجلة النيل والفرات وجريدة الحدث اللندنية وغيرها..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat