ارض النجف (ظهر الكوفة) ارض لا تضاهيها ارض في القدسية والمكانة والطهارة والشرف فهي تفتخر على كل ارض الا ارض المدينة لأنها احتضنت جسد سيد الخلق رسول الله محمد صلى الله عليه واله ، وهذه القدسية والمكانة لم تأتي من فراغ او تعصب بل اتت من مجموعة من الأدلة الرصينة التي تخضع لها رقاب العلماء والمثقفين .
فهذا القرآن الكريم يصرح بهذه القدسية و المكانة ويأمر نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى ومن اولي العزم أن يخلع نعليه ويعطيه علة خلع النعلين انه في اقدس ارض قال الله سبحانه وتعالى ( فلما اتاها نودي يا موسى ، إني أنا الله فأخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى)( 1) , وقد صرح القرآن الكريم على بركة هذه البقعة وهي البقعة التي خرجت منها كلمات الله سبحانه وتعالى ولم يذكر القرآن في مكان آخر أن هناك بقعة غيرها تكلم منها الله سبحانه وتعالى ( فلما أراها نودي من شاطيء الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين)( 2)
فقدسية ارض النجف (ظهر الكوفة ) بعد هذا التصريح الواضح والبيان القاطع من القرآن الكريم اتت السنة النبوية لتؤكد على هذا المعنى ، لقد اثبت علماء المسلمين أن ارض المدينة اشرف من ارض مكة لأحتضانها لجسد رسول الله صلى الله عليه واله وهو اشرف الخلق والقاعدة تقول المكان بالمكين وبما ان رسول الله اشرف من الكعبة اذن ارض المدينة اشرف من ارض مكة اي اشرف بقعة على الكرة الأرضية هي ارض المدينة لاحتضانها لجسد الرسول صلى الله عليه واله ، وتبعا لذلك فأن أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس رسول الله صلى الله عليه واله وهذا بصريح القرآن إذ يقول الله سبحانه وتعالى( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وأبناءكم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (3) وقد أكدت السيرة النبوية على هذا المعنى إذ يقول رسول الله صلى الله عليه واله (إنّ عليّاً مِنّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن من بعدي ».
وفي رواية : « دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً ، إنَّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي ».
(4) وفي (مجمع الزوائد) للهيثمي: قال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد عليّ، فقال: هذا)(5) .
وهناك عشرات الأحاديث التي تؤكد على هذا المعنى ، ومن هذه الأحاديث نستنتج أن ارض النجف اشرف بقعة على وجه الأرض إلا ارض المدينة ، وهذه الأرض تعظم قدسيتها ومكانتها عندما نلاحظ الروايات التي تؤكد على تشرف ارض النجف بحضور وسير الإمام الحجة عج عليها وإتخاذها مقراً له ومن هذه الروايات : الطبري الإمامي عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن جعفر قال:
حدثني علي بن محمد يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفة القائم (عليه السلام): كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة على فرس محجل له شمراخ يزهر يدعو ويقول في دعائه: «لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله ايمانا وصدقا لا إله إلا الله تعبدا ورقا.
اللهم يا معين كل مؤمن وحيد ومذل كل جبار عنيد أنت كهفي حين تعييني المذاهب وتضيق علي الأرض بما رحبت.
اللهم خلقتني وكنت عن خلقي غنيا ولو لا نصرك إياي لكنت من المغلوبين.
يا منشر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقها فهم من سطوته خائفون أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك فكل لك مذعنون أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تنجز لي أمري وتعجل لي الفرج وتكفيني وتعافيني وتقضي' حوائجي الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنك على كل شيء قدير» ، وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه البقعة المباركة تحتضن أرواح المؤمنين فأي شرف وقدسية تملكها هذه البقعة التي شمخت على جميع البقاع في هذه الخاصية الفريدة في أحضان أرواح المؤمنين وقد أكدت الروايات على هذه الخاصية هذه واحدة منها:
عن الديلمي رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ما من مؤمن يموت في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله جل وعلا روحه إلى وادي السلام، قيل: وأين وادي السلام؟ قال: بين وادي النجف والكوفة، كأني بهم خلق كبير قعود يتحدثون على منابر من نور ( 6). وفي حديث اخر الكافي: علي بن محمد عن علي بن الحسن، عن الحسين بن راشد، عن المرتجل بن معمر، عن ذريح المحاربي، عن عباية الأسدي، عن حبة العرني قال: خرجت مع أمير المؤمنين إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لأقوام فقمت بقيامه حتى اعييت، ثم جلست حتى مللت، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولا ثم جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائي، فقلت يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال: يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته قال: قلت: يا أمير المؤمنين وانهم لكذلك؟ قال: نعم لو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون، فقلت أجسام أم أرواح؟ فقال: أرواح، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه: الحقي بوادي السلام، وإنها لبقعة من جنة عدن .
عن الكافي: العدة، عن سهل، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عمر رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إن أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها فقال:
ما تبالي حيث ما مات أما إنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام فقلت له: وأين وادي السلام؟ قال: ظهر الكوفة أما إني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون(7)
فأرض بهذا المستوى من الخصائص والصفات التي امتازت على بقاع المعمورة الا تكن مقدسة وشريفة ، وهذه القدسية الا تحتم علينا أن نحترمها ونكن على مستوى المسؤلية من ناحية تقدير وتعظيم هذه البقعة الطاهرة التي يتمنى كل إنسان واعي ومؤمن أن تحتضنه رمال ارض النجف المقدسة وهو ميت ، اذا كان كل مؤمن يتمنى أن تحتضنه رمال هذه الأرض وهو ميت فكيف بالحيّ الذي يسير عليها الا يتمنى أن يتشرف بهذا الشرف العظيم وهو بالسير على ارض طُلب من نبي الله موسى عليه السلام أن يخلع نعليه لانه في وادي مقدس وطاهر ، والصورة المصغرة لاحترام قدسية هذه البقعة المشرفة أن نحلل حلال الله ونحرم حرام الله ونبتعد عن المفاسد حتى نكن بحق اهل هذه البقعة الطاهرة المقدسة التي تنتظر الإمام الحجة عج أن يسير على رمالها الطاهرة .
(1)سورة طه ايات 12,11(2)سورة القصص اية30(3)سورة آل عمران اية 61(4)وأورده المزي في تحفة الأشراف ، وابن الأثير في جامع الأصول. وقال الألباني حول رواية ابن أبي عاصم : إسناده صحيح ، رجاله ثقات على شرط مسلم.
وأورده الألباني في الأحاديث الصحيحة،(5)مجمع الزوائد للهيثمي ج9ص163(6)موسوعة أحاديث أهل البيت ع -الشيخ هادي المجفي ج12ص104(7)بحار الأنوار العلامة المجلسي ج97 ص234
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat