المقاومة بحاجة لأناس لا يقفون على اعتاب الدنيا، ولا تقهرهم لقمة العيش، ولا تخيفهم الخسائر، ولا يرعون بالاً للدنيا وما فيها، هم جنود الحرية والكرامة، فهي فعل أنساني رجولي بحت، يدور حول رفض الاستسلام للظلم، فكل فرد يواجه الاعتداء برفضه مرة والقتال مرة هو مقاوم، رغم قلة الامكانيات وتسلح العدو بالعدة والعدد، فالمقاومة ليست مبارزة عادلة الا ان المقاوم متسلح بعقيدته فقط، و(كلنا مقاومة) وان لم نرفع السلاح علنا.
في ظل التطبيع والمهادنة اصبح العرب ينظر للمقاومة عمل يعيق الامن والسلام في المنطقة، ويهدد المصالح الاقتصادية ويحد من تقدم الامم، لذلك هرولت بعض الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل، اعتقاداً منهم ان عداءهم لاسرائيل قد يحد من تقدمهم او ازدهار بلدانهم!
وهم لا يدركون ان مهادنتهم للباطل واستسلامهم امامه، ماهو الا تجسيد لاطماعه في التأريخ والجغرافية .
ان المقاومة فكر وتجسد ذلك في شخص السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، يعدّ من أبرز القادة الذين رسخوا مفهوم المقاومة كخيار ستراتيجي ضد الاحتلال الإسرائيلي، فهو يرى أن المقاومة ليست مجرد سلاح، بل هي إرادة وصبر وإيمان بعدالة القضية يؤكد السيد نصر الله أن المقاومة حق مشروع كفلته القوانين الدولية، وهي السبيل الوحيد الذي أثبت فاعليته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وفلسطين.
شكلت خطابات السيد حسن نصر الله، صهريج حماس يذيب جليد الخذلان لطالما اشار ان المقاومة ليست مجرد دفاع عن الأرض، بل هي حالة وعي وإيمان تتجاوز الحدود الجغرافية، حيث يقول:
"إن خيار المقاومة ليس خياراً يمكن التنازل عنه، بل هو مصير الشعوب التي ترفض الخضوع والذلّ."
يرى السيد نصر الله أن الشهادة هي أحد أسمى مظاهر المقاومة، حيث يقدّم المقاومون أرواحهم فداءً للوطن والعقيدة.
وتجسد ذلك فعليا في شهادة السيد حسن نصر الله، وقد جاء مشهد تشييع السيد حسن نصر الله رداً ووفاء للعهد معه ومع فكر المقاومة، الذي تحدث مرارًا عن قيمة الشهادة، مؤكداً أنها ليست خسارة، بل هي طريق النصر والكرامة.
صدق السيد حسن نصر الله عندما قال "نحن قوم لا نُهزم، لأنّنا لا نخاف الموت، بل نطلب الشهادة. والموت في سبيل الله هو طريقنا إلى الحياة الحقيقية."
هذه الفلسفة جعلت من المقاومة مدرسةً متكاملة تخرّج أجيالًا مستعدة للتضحية، حيث أصبح الشهداء رموزًا للكرامة والعزة، مما عزز الروح المعنوية للشعوب المقاومة.
إن الحقيقة الثابتة والتي اصبحت عين الحق ان المقاومة ليست مجرد وسيلة لحمل السلاح، بل هي حالة وعي وهوية ثقافية تُعزز روح العزة والاستقلال و السيد حسن نصر الله، من خلال خطابه وحراكه، جعل من المقاومة نهجًا ثابتًا ضد الاحتلال والهيمنة، معتمدًا على الإيمان بالشهادة كقيمة عليا لا تُقاس بالمكاسب المادية، بل بانتصار الإرادة على الاستبداد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat