العراق ومكافحة المخدرات
جبار عبد الزهره
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبار عبد الزهره

بذلت وتبذل وباستمرار الجهات الرسمية في العراق وخاصة وزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة التي يتحمل موظفوها ومنتسبو وزارة الداخلية كونها الجهة المسؤولة بشكل اكبرعن إنفاذ القانون ومكافحة كافة مظاهر الإنحراف داخل البلد وبين اوساط المجتمع يتحملون القسط الأوفر من بذل الجهود المضنية على طريق حراك متابعة التعاطي مع المخدرات على مستوى الزراعة والإنتاج والنقل والتوزيع وقد اثمرت جهودها عن الكثير من حلات افشال حراك التجارومصادرة سمومهم التي ينوون نشرها بين الشباب خاصة ومنع الكثير من حالات التعاطي داخل اماكن عامة وخاصة بمداهمات ومتابعات وملاحقات متتالية دون كلل او ملل لأماكن التعاطي والاتجار بالمخدرات في حربها لمكافة هذا المرض في حربها ضده وضد الذين ينشرونه 0
ادت الى اعتقال الكثير من المنحرفين السالكين لهذه الطريق الوعرة والتي تشكل بؤرة خطيرة جدا على مستوى العلاقات العامة في المجتمع وكذلك تهدد السلم الأهلي لأنها تدفع المتعاطي تحت تأثير المادة المخدرة الى ارتكاب جرائم بشعة وخطرة جدا دون وعي منه تهدد امن الناس واستقرار اوضاع الحياة في المجتمع والتي بمرور الزمن تؤدي الى إنتشارآفة الفساد والإنحراف داخل المجتمع وخاصة على مستوى شريحة الشباب الذين يدفعهم تعاطي المخدرات نحو الجنوح على مختلف المستويات كما قلت آنفا 0
لكنه من المؤسف حقا وهذا ما رآه أنا ان العفو العام الذي اقره البرلمان العراقي وجهة طعنة مضنية لكافة جهود مكافحة المخدرات على مستوى الصنّاع والتجار والمتعاطين الذين شملهم هذا العفو مع العلم ان ارهاب المخدرات هو اشد خطورة على المجتمع لأنه يتوجه نحو الحالة الإدراكية للفرد ويصيبها بشلل عميق يمنعها من التفكير السليم في التعامل مع معطيات الواقع الذي يعيشه هذا الفرد داخل مجتمعه العام وبين افراد اسرته بشكل خاص ، لذلك يجد الإنسان الكثير من الجرائم ارتكبها متعاطي او مدمن المخدرات ضد افراد اسرته حصريا ادت الى تلف شديد وتمزيق واسع للعلاقات التي تربطه باسرته وربما دفعت باتجاه تفكيك الكيان الإجتماعي لهذه الأسرة 0
الحالة العامة في اطار التعامل مع انتشار ظاهرة المخدرات في العراق حالة مظلمة المعالم ومربكة للإنسان العراقي الذي اصبح ضحية الوضع غيرالمدروس بشكل جيد لا زمنيا ولا مكانيا لإصدار العفو العام والذي سمح باطلاق سراح تجار المخدرات من المعتقلات والسجون لكي يعودوا الى الوسط المجتمعي العراقي 0
وانا لا اعتقد ان الذين يتعاطون مع المخدرات كصناع وكتجار يتركون هذه المهنة التي اختاروها كوسيلة للعيش رغم انها وسيلة قذرة ووسخة وتنشر الرذيلة والفساد والإنحطاط الإجتماعي بين اوساط المجتمع العراقي 0
إن العفو العام اصاب جهاز مكافحة المخدرات الحكومي بالوهن والإحباط لأنه بتحريره للشريحة المتاجرة بالمخدرات تسبب في ضياع جهود كبيرة بذلها هذا الجهاز طيلة السنوات الماضية في ملاحقة اعمال الإتجار بالمخدرات ومحاربتها لإنقاذ سكان العراق من شرورها ومخاطرها وبالمقابل فتح الأبواب على مصاريعها امامهم للعودة الى مزاولة مهنتهم القذرة التي تستهجنها كل المجتمعات البشرية وكل الخيرين من بني آدم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat