صفحة الكاتب : د . عبد الحسين العطواني

التغيير... والرأي الآخر
د . عبد الحسين العطواني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 التغييرهوعملية تحول من واقع نعيش فيه الى حالة منشودة نرغب فيها ، وعاد ة مايبدأ التغييرمن داخل النفس ولا يفرض على الانسان ، وفي قوله تعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) والتغيير المادي اسرع من التغيير الفكري ،لان الانسان غالبا ما يرضى بالواقع ويحكمه ، كل منا يرغب في تغيير سلوكيات من حوله ، كما يرغب في تغيير سلوكه وحياته ، الا ان تغيير الاخرين ليست بالامر البسيط حسب ما اكدته الدراسات والبحوث العلمية ، لذلك ترى ان بعض الناس لايتغيرون الا اذا حدث له أمرما ، او وصل الى عمر معين ، لكننا نستطيع ان نغير انفسنا ، فالمبادئ والقيم التي ينطلق منها الناس هي التي توجه كل حياتهم ونتاجاتهم ، فبعضهم من يسمونها حضارة ، والبعض الاخر يسمونها تقدم ، او فكر ، او فلسفة ، لكنها في النهاية مجموعة قيم ومبادئ تتحكم بنا ، ونحن نتبناها باختيارنا ، فكل مولود يولد على الفطرة ، ولو ترك الانسان بدون مؤثرات لعاش على منهاج رب العالمين .
القدرات يصنعها الانسان ، اما المهارات فيكتسبها ، ولاننسى وجود المواهب لدى البعض ، فاذا افترضنا ان القدرات هي موهبة ألهيه هل نستسلم ونعجز ، ولانتعلم اكتساب المهارات التي تمكننا من تتغيير الحياة وفقا لتغيير المسؤوليات ، والصلاحيات ، والصلاحيات هي الحق الذي يعطى للانسان ليتصرف ويطاع على مبدأ احترام وتقبل الاخرين ، وكما اشرنا انه لكل شخص مجموعة من القيم والمعتقدات التي تحدد انماط سلوكه ولابد من تقبل اوجه الاختلاف بدلا من تحدي الاخرين بتغييرهم .
فالانسان لديه الامكانيات اللازمة لاحداث التغيير الايجابي في حاضره ومستقبله ، من خلال الاستعانة بتجارب الماضي في تهيئة السبل للنجاح في الحاضر والتخطيط للمستقبل ، وبالتالي يمكن ان يتمتع بحياة ايجابية ، فالناس يستخدمون احسن اختيار لهم في حدود الامكانات المتاحة في ذلك الوقت ، وما يفعله الناس هو محصلة قيمهم ومعتقداتهم وتجاربهم المتراكمة خلال الزمن ، فليس هناك فشل ، ولكن نتائج وخبرات ، الشخص الاكثر مرونة هو الذي يتحكم بالامور ، لان المرونة في الاتصال تؤدي الى نتائج افضل ، وطريقة تبليغ الافكار ، والمعلومات تحدد نوع الاستجابة التي نحصل عليها ، كما ان العقل والجسم كل يؤثر على الاخر ، فوجوهنا واجسامنا هي مرآة افعالنا ومشاعرنا ، فاذا كان اي انسان قادر على فعل اي شئ ، فمن الممكن لأي انسان اخر ان يتعلمه ويفعله ، اليس من يتحكم بعقلة مسؤولا عن تصرفاته ؟
واخيرا نقول ان تقبل الرأي الآخر ، والتخلي عن الأفكار السلبية والتفكير بإيجابية بنظرة وتفاؤل بمستقبل جميل ، وتجاوزترسبات الماضي هو تغيير في حد ذاته للنفس ، ومن خلالها للأخرين ، رغم التحديات والصعوبات التي تواجهها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الحسين العطواني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/08



كتابة تعليق لموضوع : التغيير... والرأي الآخر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net