وحيث أعارك أنا شهوة الغرق..وتنازعني إليك بالأشواق نفسي...أراك عصيّ الدمع صَلداً ...!
فهلاّ غادرت أيها الكائن المجبول بالرقة المعروف بالحكمة الموصوف بالرحمة حيلة التجبّر وغطرسة الكبرياء ، فليست تليق بك القسوة ، ليست تليق .
لا تقاوم طبيعتك ولا تعاند خليقتك ،..فليس يليق بك الجفاف ليس يليق.
لا تكابر وتطغى و تتجبّر...
ولا تفاخر باللابكاء... بقدرتك على هذا اللابكاء ،لا تدع العين تصارع غبش الجوى وتكتم الدمع لتزهو انتصارا على رقيق أشلائه..ولا تزغرد لتجمد الزبد في أمواج مقلتيك ولا تجاهر، ودع الحكمة الإلهيّة تعيد ترتيب فصولك وتقرّر.
فلا تكن عصيّ الدمع...
وانكث عهود التكبّر..واسحق بذور القسوة تحت قدميك لئلا تتطاول على إنسانيتك وتتسلل من بين شقوق طينتك وتنمو ،وفي عمقك تستوطن وتتجذّر..
لا تتوجس من دمعك خيفة الضعف وابكِ...
جدد عهودك والسَّحاب الثِقال المُزجاة رحمة وابكِ بلا خجل أو وجل...فلطالما كان البكاء منحة الهيّة تشفى القلوب والعلل ،وغيثا به الروح ترقّ وتصفو وتتطهر.
ابكِ وانهِ جدالاً ملتهبا يجوب بيننا...
فبلا غيثك بلا رقّتك يا وليف الروح قد جفّت الأقاحي في فسيح روضتنا، وغدا زرعنا أشعثا ، وسنابلنا كالطَّلع الهشيم جاثيات أعناقها ذابلات مياسمها..وما عادت لتلاقيح الوداد تموج في إغواءٍ كي تُزهر ودّا ووردا .
كن لي سُقيا أماني ،وكن زمزم الشفاء وشذى العنبر..
ولا تغالِ في تعذيب نفسٍ تشتهي في نفسكَ الغرق ولا تستكثر...واطلق سراح الدمعة الموؤدة في أديمها ..وانهِ خصاما يؤرّق الروح ويؤلمها.. وامنن عليها بالحياة فأنت كالماء فيك سرّ حياتها....
امنن عليها بالحياة وكن كالماء ففيك سرّ حياتها ،
فكن كالماء لها ففيك سرّ حياتها...
فيك سرّ حياتها ....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat