صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

من هو السائد منهج السلطة ام الدولة
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الدولة في مفهومها الحديث تتكون من مثلث ذو ثلاث أضلاع.. هي الشعب والحكومة والارض.. في حين انّ السلطة تتكون من ضلعين فقط.. هُما الشعب والحكومة (بلا ارض مثل فلسطين، حيث تمثل السلطة الفلسطينية مثال جيد لسلطة تملك حكومةً وشعباً ولا تملك ارضاً).. ودولة الفاتيكان مثلاً هي اصغر دولة في العالم.. لها حكومة (يراسها البابا) ولها شعب (البطارقة والكهنة) ولها ارض(ارض الفاتيكان) وهي دولة داخل دولة إيطاليا.

موضوع السلطة قديم قدم المجتمعات البشرية ، حيث لا يمكن أن نتصور أي تجمع إنساني دون أن تكون به سلطة بأي طريقة من الطرق ، فمنذ المجتمع اليوناني القديم نجد إشارات واضحة في فكر " أرسطو " عندما تناول موضوع الدولة المدينة ، حين أشار إلى إن شرعية الدولة تقوم على السلطة ، وشرعية السلطة هي قيامها لمصلحة العبيد ، ويرى أن سلطة السيد على العبد هي لمصلحة العبد ، مع أن مصلحة السيد ومصلحة العبد تتماثلان حينما تكون المشيئة الحقيقية للطبيعة هي التي تعيّن للسيد وللعبد المستوي الذي يشغله كل منهما ، ويشير إلى أن سلطة الوالد على الأسرة غايتها مصلحة الخاضعين لها ، أو أنها مصلحة مشتركة .

العراق بعد احداث 2003 بدأ بتغيير نظامه من دولة السلطة الى سلطة الدولة ، ونظر المحللون الى انه تغيير جيد في واقع الحال السياسي العراقي ، في حين تراجعت بعض الاصوات التي لم يرق لها هذا التغيير ، وبدأت الدولة العراقية في وضع حجر الاساس ببنائها المؤسساتي الحديث .

وسارت العملية السياسية وصنع دستورا عراقياً يعتمد عليه برغم النواقص والملاحظات، ولكنه دستور اختاره شعبنا ليكون انطلاقة في بناء عراق جديد مبنياً على العدل والمساواة بعيداً عن التسلط من حزب او فئة او جماعة .

ان من اهم عناصر سلطة الدولة امتيازها بالسلطة العامة لان ذات اختصاص عام يتضمن كل نواحي النشاط البشري في الدولة، وتبعاً لذلك فان السلطة تحتكر القوة المادية التي تجعلها قوة تسيطر على ارجاء الدولة ولاتسمح بوجود اية تنظيمات عسكرية او تكون منافسة لها .

ولعل الشي المهم الاختفاء الكبير للدولة العراقية كتجسيد لمفهوم الدولة، هو اندحارها بالكامل امام سلطة الافكار البعثية وبعدها اندحار الاثنين اما سلطة رجل واحد، كان هو الدولة واصبحت الدولة هي ذلك الشخص.

اسباب هذا الاندحار، لازالت فاعلة في الفضاء الابرز لهيكل الدولة، وهو الحكومة، كجهاز تنفيذي، والبرلمان كجهاز تشريعي، اضافة الى السلطة القضائية التي اختارت الوقوف الى جانب الاقوى في معادلة الاندحار والانحدار.

لم تعد الدولة في العراق تمتلك الا اطارها النظري، وهو اطار ربما يتآكل مستقبلا في الكثير من عناصره نتيجة لتغوّل السلطة لافراد او جماعات تتصارع فيما بينها.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/02



كتابة تعليق لموضوع : من هو السائد منهج السلطة ام الدولة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net