صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

العقيدة والوسطية بين التنقيح والتشبيح!
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
لاشك أن العقيدة هي بمثابة الروح من الجسد عند كل إنسان، إذ لا تُقبل عبادة الإنسان إلا باعتناقه عقيدة تكون الحبل بينه وبين الله ويعتقد أنها تُنجيه وتسعده، فعلى مر العصور ناضل الإنسان من أجل عقيدته وإن وصل الأمر إلى بذله النفس والدم من أجل ما يعتقد، لذلك فقط وفقط كانت العقيدة خط أحمر غير قابل للمساومة.
في ظل النوافذ المفتوحة في عصرنا هذا بوجود الشبكة العنكبوتية ووسائل الإعلام أصبحت المعارك مفتوحة على كل الجهات، ولا يخفى على الجميع الحراك القوي الذي نشهده بالتجاذب القوي بين المتمسكين بعقيدتهم ولنطلق عليهم (الخط الولائي) وبين من يصح لنا تسميتهم (دعاة الإسلام السياسي) النقطة ليست باختلاف وجهات النظر! انما ثمة هناك أمر خطير، فالتيار الحداثي السياسي في مجتمعنا على الأخص يتدخل في معتقدات الناس بشكل نعتقد أنه يخدم مصالحهم فقط! وهنا مربط الفرس! باعتقادي أن العقائد والشعائر لا تقبل التسييس تحت أي بند، وإلا لما ضحت الناس بأرواحهم ودمائهم من أجل ما تعتقد! نقطة تحت السطر أيضآ، الكثير من الساسة الإسلاميين يتبنون مبدأ التخصص! فأين هم من تخصص العقيدة وتنقيحها! هل درسوها وعرفوا خفاياها أم عليهم بالظاهر والأهواء! ألم يعلموا أن دين الله لا يُقاس بالعقول، وأن أول من قاس هو إبليس!
اذا سلّمنا الأمر بضرورة تنقيح العقيدة وهذا أمر جيد فما دخل التنقيح بالتشهير وابراز العضلات في المنتديات والصحف مع ضمان عدم مقدرة الآخر للرد الا عبر قنوات أخرى قد لا تكون بقوة الصحف وماشابه! نحن لا نستطيع هضم التدخلات السافرة لساسة يبحثون عن مصالح شخصية أو تيارية على حساب عقيدتنا أو شعائرنا. نحن نعتقد أن الخط الولائي يسير بنهج علمائي يستند على فتاوى واجتهادات متجددة أفنى علمائنا جُل أعمارهم لإثباتها للمخالفين ومن حق الناس أن تختار، لكن ليس من حق آخرين التشكيك بنهجهم أو فيما يعتقدون بحجة التطوير! ففي كل التيارات يوجد الطبيب والعالم والمدرّس والمهندس فليس التطوير كما يراه البعض بالمظاهر فتلك نظرة قاصرة جداً، نحن نرفض التشبّيح والتطبيل لأفكار يعتقد بها البعض على أنها منجاة وأنها تلم شمل الأمة في ظل التعدّي على الآخرين بالشتم والقذف والإستهزاء، الحقيقة أن الخط الولائي أيضاً لديهم رؤى وتطلعات للوحدة وللتعايش مع كل الناس في ظل التزامهم بعقيدة صريحة وشفّافة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/13



كتابة تعليق لموضوع : العقيدة والوسطية بين التنقيح والتشبيح!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net