كانَ هذا الذي يبكي
أفقٌ على وجنتيكَ
بسمةٌ تطلُ من المدى تعانقُ خدّكَ
وكل المدى روحكَ
يا ... بُنيّ : هل كنتَ رداءَ البكاء ؟
أم كلّ الذين يموتون فوقَ الحقولِ
كلُّ الطرقِ فقدتْ لونها
وكلّ الكلماتِ تتقمصُ صوتَ الرّيح
قد تطلبُ الرحمةَ في الحلمِ الأخيرَ
تراودُ الوردَ والغيثَ لتصعدَ
ثم تتدحرجَ إلى الأسفل .....
يا ..... بُنيّ
لا تكنْ المقعدَ المركونَ في شرفاتِ الصمتِ
ولا الذي ينحني ليلتقطَ الخرابَ
لِمَ تبكي يا ولدي ...؟
كنْ زنابقَ الربيعِ النائمِ على كتفِ الوطن
يا أَبي هذا الدّمع فوق عيني الراعشة
والكفُّ والقيودُ توأمان
وهذه الحياة في كبوِ اشتعالي الأخير
بني لا تبكِ ؛ كان لإسماعيلَ الكواكب
ولصبرهِ إشعاع الذين مرّوا بظلمة القتل
سلمَّ نفسهُ لمعاريجها
إلى رائحةِ الترابِ
الأملُ يشرقُ في المغيبِ وفي الفيضِ راحةٌ
لِمَ تخشى انحراف الرّوح في العتمة ؟
والضوءُ كثيفٌ في الرّوح والوطن في شذى القلبِ يهيمُ
كيف للأرضِ أن تتركَ متّكأها بعينكَ
والغربة تغزو مداكَ ؟
خُذْ صوتكَ فوق خيولِ الألوانِ الشهيةِ
إلى أقاصي الغفلة
ربّما برق الخطوات أشهى من التيه ؟!
مثل أحجية السماء قلبكَ وراحة الجفون
لا تنحنِ ,,, لا تسقط
أنتَ حكايةُ اسماعيل وسنبلةٌ لا تميلُ إلى ظلٍّ يخونُ
أنا وأنتَ توأمان إنشادِ العصافير
لماذا ...؟ يعلو نحيبُ ضحكاتكَ
أسألُ فيضيعَ السؤالُ في عينيكَ
في تجاعيدَ الوجهِ وفي العشبِ الأصفر
قالَ يا ..... أنا : إنّما للضحكِ قوافلُ دخانٍ
وللقلبِ هزيمةٌ أعلنتْ عنها الحياة
لمَ تبكِ ...؟ تعبرُ الدموعُ في اللامنتهى
تستدرجُ زرقةَ البحرِ وتغسلُ غيمَ السّماءِ
لتتدلّى سحابةُ عشقٍ ونجماً في حوضِ النور ...
لِمَ البكاء يا ... أنا ؟ والأرضُ مُهرتكَ
لا شأن لكَ بالخيانات ولا صخبِ الشموع
لاشأن لكَ بالكلماتِ المريبةِ
ولا بذكرى تزوجتْ ماضٍ في الإنصراف
حبيبتُكَ وحدها تخيطُ قميصَ الليلِ
كي تغفو في الرموز
هل ستنامُ قليلاً ...؟
ها قد رتّبتْ لكَ ركبتها والحكاية
ستغفو وتنتصرُ يا بني
الحريةُ ناقوسكَ ...
لا تعلنْ اكتمالَ الألم
كُنْ شذا النّدى ونوافل النعناع
ستتذكرُ ذاتَ مساءٍ و تحكي .....
لنسائكَ أنّكَ كنتَ لذيذاً مثل البرق ،
وخاطفاً مثلَ الرشّفِ
ورحباً، رحباً مثل السماء
أنّكَ لقاحُ الحكايةِ
أنّكَ الرجلُ الوطن
أنّك آذانُ الطفولة
لا تبكِ يا بني ... لا تنحنِ إلّا لقطف وردٍ وصوفٍ عابر
يكفي نشيج , وكُنْ كما أنا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat