صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

كفوا ألسنتكم وأقلامكم عن السيد السيستاني
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 انه قدر العظماء أن يظلوا على الدوام موضع انتقاد وحسد من الناس,ولأنه احد عظماء عصره لقد سلطت الأضواء كاملة على شخص السيد السيستاني(دام ظله) وصار الشخصية العالمية الأولى ,فمن السذاجة بمكان أن نقول بأن من يتعرض للسيد السيستاني هو جاهل بمكانته وعلو مقامه لأنهم يعرفون جيدا من هو السيد السيستاني ,وياليت التهم الموجهة إليه كانت ذات قيمة !فهم يتهمونه بالفارسية ويعلمون بأنه إمام في اللغة العربية وضليع في الفقه وأصوله , فضلا عن كونه سليل الدوحة العلوية الهاشمية القرشية العربية ,واتهموه بتخزين الأموال وهم يعلمون بأنه علم في التقوى والورع والعرفان والزهد في مال الدنيا وزخرفها وقد رآه العالم اجمع من خلال الصورة الوحيدة التي تتكرر في وسائل الإعلام كيف يجلس على الأرض ويعيش بتقشف بالغ في غرفة متواضعة ليس فيها سوى الكتب والمراجع ,واتهموه بالصمت وهم يعلمون انه يتربع على قمة المسؤولية والتحلي بالحكمة في معالجة الأمور في بلد كثير التناقضات ,ويعلمون انه قد تكلم عندما كان الكلام ضروريا وسكت عندما دعت الحاجة ,ويعرف العقلاء بأن السكوت في بعض الأحيان يكون ابلغ من الكلام في التعبير عن موقف معين,واتهموه بعدم حمل الجنسية العراقية وهم يعلمون بأنه مقيم في النجف الاشرف منذ أكثر من نصف قرن من الزمان, وان الجنسية لا تسوى عنده جناح بعوضة ولو أرادها لقدمت أكثر من دولة جنسيتها له ولو أراد مكانا يسكن فيه لعرضت أكثر من دولة استضافته على أراضيها باعتباره يمثل أعلى مرجعية للطائفة الشيعية في العالم , كما انه لم يدع يوما انه عراقي أو تركي أو إيراني ونظرته إلى الجنسية هي نظرة قرآنية بحته كما في قوله تعالى(إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) ,إن الذين ينفثون عليه سموم الحقد والكراهية والحسد والتشهير والذم وجميع ما في قاموس الإساءة من كلمات ويفعلون ذلك ليل نهار وعلى جميع الأصعدة إنما ينضحون بما في أنفسهم باعتبار أن كل إناء ينضح بما فيه ,ولو رأينا ماذا لقي أولئك مقابل ذلك السيل من الإساءات من السيد السيستاني لوجدنا الأناة والتحمل والصبر والحكمة والتدبير والهجر الجميل ,وهكذا فان كل الذين كتبوا ضده وتعرضوا له بالشتم والاهانة إنما شتموا انفسهم واهانواها  وان شتائمهم عادت إليهم دون أن يكلف السيد نفسه بالرد عليهم وكما لم يعرف بأن أحدا من مكتبه تصدى للرد على هذا السيل من الاتهامات على أني استطيع أن اجزم إن السيد يدعو لهؤلاء جميعا بالهداية والمغفرة وحسن العاقبة ,والسيد السيستاني بإتقانه أصول المنطق والفلسفة يعرف كيف يزن الأمور حسب الموازين المنطقية التي تعيد الأمور إلى نصابها ,كما إن الفقيه المرجع يعرف متطلبات العصر ويتابع أوجه التطور في القضايا السياسية والاجتماعية ليس في العراق وحده بل في معظم بلدان العالم كونه ليس زعيما لشيعة العراق بل لشيعة العالم , ويعلم كيف يرعى مصالح الناس وفق المعايير الشرعية , بقي أن نقول انه لا يجوز توجيه النقد له من أناس دون مستواه ومن عظيم الظلم وبالغ الإجحاف القول انه لا يفعل شيئا ,وان عدم الخروج غالى الانضواء والزهد في إجراء المقابلات التلفزيونية وقلة التصريحات لا يعني انه بعيد عن الأحداث ,كما إن موقف المرجعية الرشيدة معروف من السياسة معروف , وعدم التدخل في السياسة هو بحد ذاته سياسة ولا ينفي أن يكون لدى المرجعية برنامج حكم ومشروع سياسي , وفي الختام أقول كفوا ألسنتكم وأقلامكم عن السيد السيستاني ودعوه يعمل في جو من الهدوء لصالحكم بعيدا عن الشوشرة ,حفظ الله سماحة الإمام المرجع .. وأدام ظله الوارف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/16



كتابة تعليق لموضوع : كفوا ألسنتكم وأقلامكم عن السيد السيستاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : جمال الدين الشهرستاني من : العراق ، بعنوان : نقد صديق في 2011/05/25 .

السلام عليكم اولا نبارك لكم الموقع وتوجهاته وعقلانيته . اقول ولكن اما ان تنشر كل التعليقات او لا تنشر نهائيا ماعدا الالفاظ الخارجة عن الادب والذوق العام وما يعتبر كلام فاحش 



• (2) - كتب : سلام الكناني من : العراق ، بعنوان : شكر وتقدير في 2011/05/19 .

سلام عليكم --اخي واستاذي كاتب المقال:-لقد احسنت واجملت واكملت وفقك الله لاخراس افواة الحاقدين وسفلة القوم واقول دع الكلاب تعوي والقافلة تسير---فلوا ان كل كلب عوى القمته حجرا ----لاصبح الحجر مثقال بدينار-----دمتم عزا للاسلام






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net