صفحة الكاتب : امل الياسري

الإمام الحسن: يوم على جمل ويوم على بغل!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس هناك أروع من مداوة الإنسان، لثورة غضبه بلجوئه الى العبادة، خاصة مع قلة المعين، وخذلان الناصر، في وقت عاشت الأمة الإسلامية، أخطر فتراتها العصيبة، متمثلة بالمنافقين الذين انحرفوا بالدين، صوب أيام السقيفة المظلمة، على أن اهل بيت النبوة (عليهم السلام)، قرروا ضبط النفس، إمتثالاً لأمره سبحانه وتعالى، وبما أن الغضب شر، إن أطلقته دمر، فقد كظم الإمام الحسن (عليه السلام)، غيظه حقناً لدماء المسلمين، وليهيئ الأمة لواقعة، ستدون تأريخاً يكتب إنتصار الدم على السيف!
حلم الإمام الحسن (عليه السلام)، إمتداد طبيعي لحلم والده أمير المؤمنين، ويعسوب الدين في إصلاح الدين، وإقامة العدل، بمنطق الحكمة، والنزاهة، والمساواة، والصبر على الشدائد، التي يدرك منها أنهم أهل لتحملها، رغم أنوف المارقين والناكثين، فلم يحكموا بمنطق القوة، والقمع، والفكر المنحرف، ونشر البدع، والإنحراف بالأمة، فلا أحد ينكر ما حدث، في واقعة الجمل، من رفع للمصاحف، وإستمالة صبر الإمام علي (عليه السلام)، لأنهاء نزاع القوم حول القميص، فكان النفاق يوم الجمل ومن صعدت عليه! 
 بعض من المسلمين، كان ينادي الإمام الحسن، ويقول: السلام عليك يا مذل المؤمنين، في إشارة لصلحه مع معاوية عليه اللعنة، كبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذباً، فهذا الموقف إنما ليس بأهون من ترك أصحاب السقيفة، لرسوله يحتضر، ويرفضون إحضار قلم ودواة، ويقال إن الرجل يهجر! اما موقف السبط الحسن، فهو على قدر كاف من الدراية والحكمة، من أن الأمة لا تقف معه جملة وتفصيلاً، فالدراهم والدنانير، باتت بديلاً عن الدين، وأحكامه، وتعاليمه!
جعدة تلك الزوجة الملعونة، التي يعرف الإمام الحسن، أنها مَنْ سيقدم طبق المنية على يدها، ليتقطع كبد كريم آل محمد تقطيعاً، جراء سم صنع خصيصاً لمعاوية، لتقديمه للإمام الحسن (عليه السلام) والتخلص منه، لأنه كان مثالاً للتسامح والحلم الإنساني، في التعامل الاجتماعي، الذي سلكه مع الناس وتجمعهم حوله، مما أغاض معاوية وعصابته، التي أوجعت القلوب، وأحزنت النفوس في موقف جديد، للمبغضين علياً، وهو رمي نعش الحسن بالسهام، فبالأمس كان النفاق على جمل، واليوم على بغل!     
إستعادة لحظات مدرسة الإمام الحسن (عليه السلام)، وأحاديثه، ووصاياه بتهيئة الأرضية المناسبة، لمواجهة التحديات، وحمل هموم الامة، والدفاع عنها مهما كان الثمن، كيف لا؟ وسيكون أخوه الإمام الحسين مستعداً، لأعظم ملحمة أعدها الباريء عز وجل للبيت العلوي، والذين تقبلوها دون غيرهم من العباد الصالحين، فأعد الناس بإتجاه قضية كربلاء، وعليه فالصلح مع معاوية ليس ذلاً أو إستسلاماً، بل هو النأي بالأمة عن الهلاك، لأننا ندرك جيداً حجم المؤامرة الأموية، بحضور الراكبين على الجمل أم البغل!  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/01



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الحسن: يوم على جمل ويوم على بغل!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net