مجلس حسيني ـــ المقداد بن الاسود الكندي تاريخه واسلامه
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

قالوا الجَماعَةُ قُلتُ آلَ مُحَمَّدٍ ـــــــــــ قَومٌ بِهِم شَفعُ الإِلَهِ رَسولَهُ
وَبِهِم عَلى تَوحيدِهِ في عُصبَةِ ــــــ ال إِسلامِ إِذ جَحَدوا أَقامَ دَليلَهُ
أَفَغَيرِهِم أَبغي السَبيلَ إِلى الهُدى ــــ وَهُمُ الَّذينَ بِهِم أَبانَ سَبيلَهُ
تشترك الأمم الحية عادة في احترام وتقدير العلماء والشهداء والرجال الذين بنو المجتمع والعقيدة وطوروا البلاد والعباد لا الذين ترفع اسماءهم شعارات ,كل انسان يعيش في سبيل المبادئ الحقّة والقيم الإنسانية يدخل في قلوب الاجيال ولا يحتاج اعلام , لان الاعلام يحكي عمن كتبه وفي الأمة الإسلامية عدد كبير من الافذاذ الين رسموا خارطة المجتمع الاسلامي الحق. رغم وقوف كتاب التاريخ ضدهم , لان تاريخ الاسلام مزيف اعطى قيمة لمن هو يحتاج تربية واخلاق وساووه مع الرسول وفضلوه على اهل البيت{ع} فكيف بأصحاب امير المؤمنين {ع}.
هناك صحابة تعمد المؤرخون ان لا يذكروا لهم دورهم في التاريخ بل الاكثر كتبوا فضائلهم لغيرهم ليرفعوا من لا قيمة له. وتناسوا من له موقف انساني وجهادي وايماني . خاصة من كانوا يحبون عليا{ع} وهم شيعته الاوائل ,فنالوا بسبب هذا الحب التهميش حتى ان بعضهم لا يعرف الشيعة عنهم الا اسمهم فقط . ومنهم المقداد بن الاسود الكندي . فمن هو.
*** قبل البحث في حياة الصحابي الجليل المقداد بن الاسود الكندي نتشرف بقراءة بدور النبي محمد{ص} في بناء الانسان { الرجل} تربويا ثم بناءه فكريا . وتحصين العائلة من المؤثرات الخارجية عن الاسلام وخاصة المؤثرات الاجتماعية التي تبنت الجاهلية وبقيت عليها في الاسلام.
***ذكر القران الكريم طبقة من الناس واعتبرهم رجال دول بقية الذكور هؤلاء ليس شرطا ان يكون عالما او غنيا . او زعيما لقومه, بل اعتبر الاسلام المواقف التي تمر في حياته هي التي تبين معدنه . مثلا: نجزم أنّ كل من سار على نهج النبي{ص} دخل أبواب الخلد بجدارة،سواء ذكره وعاظ السلاطين او لم يذكروه .لان هؤلاء الصحابة هم استطاع الرسول{ص} أن يؤسس بمواقفهم دولةً وحضارة في مقطع زمني يسير، لم يتجاوز ربع قرن.، وهذا الإنجاز والعطاء الضخم لا بد ان يكون له عدّة مقومات وأسس، إضافة إلى التأييد والتسديد الإلهي نجد هِمم الرجال الأبطال الذين كانوا يدورون حول مشروع النبوة والرسالة، والذين تعلّقوا بشخص الرسول الكريم(ص)، لم تُلههم تجارة ولا بيع، ولا الصفق في الأسواق، {ولم يخلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً} لم يهربوا من المعارك كلها . {ولم يغيروا كلام الله ورسوله واتبعوا ضلالتهم} لم يشكّوا من الم الجراح ولا شظف العيش. كانوا على هدى من ربهم، هم فقط الذين اشترى الله منهم أنفسهم، ورضي الله عنهم، وأحبّوا الله ورسوله وأحبّهم الله ورسوله، وما قام الإسلام الا بجهادهم وتضحياتهم وأموالهم.
**ومن هؤلاء العظماء شخص أخلص لله بأبهى صور الإخلاص، وصدّق بالقول والفعل وقبْل الاسلام والولاية بنية طيبة، واتبع النبي(ص) فكان مصدقاً لحديث الثقلين، فتمسك بالقرآن والعترة، فحاز على السعادة في الدارين،[هو المقداد بن الاسود الكندي] {رض} رجل امن بالاسلام والقران والولاية، فنال رضى الله ورسوله وحاز أوسمة المدح والثناء من الله تعالى متمثلة بجواهر كلام الرسول الأعظم (ص) حيث قوله(ص) «إن الله عز وجل أمرني بحبّ أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم، قلنا: يا رسول الله فمن هم فكلنا نحب أن نكون منهم؟ فقال: علياً وأبو ذر وسلمان الفارسي والمقداد ابن الأسود الكندي»[الخصال للصدوق: ص254.] هناك أحاديث كثيرة نطق بها الرسول عن الله (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) تعبّر وتُظهر عن عظيم منزلة هذا الصحابي الجليل، منها ما رواه الصدوق وابن عساكر، وغيرهما،عن فلان وفلان عن الحسينبن علي عن ابيه {ع} قال النبي{ص}:"الجنة تشتاق إليك وإلى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد»".. فمن هو المقداد..؟
**اشتهر بأنه ابن الأسود الكندي، والحقيقة خلاف هذا ذكر الشيخ المفيد[قدس]: قال كنية المقداد أبو معبد هو مقداد بن عمرو البهراني، اما الأسود بن عبد يغوث الزهري تبناه فنُسب إليه،: ابوه عمرو بن ثعلبة أصاب دماً في قومه قتل رجلا , فهرب من بلاده والتجأ الى حضرموت هناك حالف كندة فكان يقال له الكندي، وتزوج من امرأة فولدت له المقداد، لما كبر المقداد وقع بينه وبين رجل لقبه أبو شمر الكندي فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة .. هناك في مكة حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري وكتب إلى أبيه فقدم عليه فتبنى الأسود المقداد فصار يقال المقداد بن الأسود وغلبت عليه الشهرة بذلك فلما نزلت: (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ)[8] قيل له: المقداد بن عمرو ولكن بقيت شهرته ابن الأسود.
** إسلامه :كان المقداد في مكة، فبلغه خبر النبي(ص)، فأسرع إلى الإيمان به، ذكر ابن عساكر والذهبي، وابن حنبل وغيرهم، اذا عدّوا أوائل المسلمين كان منهم المقداد، ويقال هو سادس الاسلام.. كان يتحين الفرص للالتحاق بالنبي(ص)، في السنة الأولى من الهجرة عقد النبي(ص)لواء لعمه حمزة (رض)لمعارضة قوافل قريش، وخرجت قريش فخرج المقداد معهم وهو عازم على الالتحاق بالمسلمين، فلما التقيا انضم المقداد إلى صفوف المسلمين، وبهذا بدأت المسيرة الجهادية لهذا الصحابي العظيم، فقد هاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها كان فارسا يوم بدر حتى إنه لم يثبت أن أحدا كان فيها على فرس غيره .وبمرور الزمن ظهرت حقيقة المقداد وكانت سيرته كلها ايجابية ..
*** في غزوة بدر: الأحداث تمر والزمان يتصرم لكن المواقف يسجلها التاريخ سلبية كانت أو إيجابية، هذه المواقف ترسم شخصية صاحبها، وتكشف عن معدنه فنجد أن المقداد(رض) من الذين سجل لهم التاريخ مواقف بطولية، في وقت تخاذل فيه الغير ممن يحاول كتّاب السلطة أن يُضفوا عليهم صبغة الشجاعة والرأي، فبعد أن أفلتت قافلة قريش بقيادة الطُلقاء، لم يبق سوى خيار المواجهة العسكرية مع جيش المشركين من قريش، فحاول النبي(ص) أن يعرف ما أضمرت قلوب اصحابه، وكان الوحي قد رسم لنا حالهم آنذاك بقوله تعالى:(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ) فطلب منهم أن يتكلموا، فقام اثنان من المهاجرين- من الذين سُرقت لهم الألقاب وأُلصقت بهم فيما بعد- فتكلموا بكلام لا يناسب الإيمان والرجولة والبطولة وفيه تخذيل للمقاتلين، فأعرض عنهم، فعندها قام صاحب المواقف البطولية النابعة من إيمان عميق وصدح بما يُرضي الله ورسوله، فكان لكلامه الأثر الواضح على نفوس المسلمين، مما جعل بالنبي (ص) أن يثني عليه ويدعو له، وقد أوردت هذا الموقف مصادر المسلمين من الفريقين، قال ابن الاثير وغيره أنه قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله (ص) امضِ لما أمرك الله فنحن معك، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى:(فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذي بعثك بالحق لو سِرتَ بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله(ص) خيراً، ودعا هذه اول معركة يعطيها الاسلام اهمية لانها كشفت المخلص من الذي يحمل شعارات وينهزم عند القتال.
*** المقداد والقرآن الكريم: يعتبر المقداد من أوضح من نزلت بهم بعض الآيات ، فقد ورد في تفسير البرهان عن الصادق{ع} ان قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) قال: نزلت في أبي ذر، وسلمان الفارسي، والمقداد، وعمار بن ياسر، جعل الله لهم جنات الفردوس نزلا، أي مأوى ومنزلا). حدثنا جعفر الصادق{ع}، عن آبائه: أنه لما نزلت هذه الآية:(قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ، (قام رسول الله(ص) فقال: أيها الناس إن الله تبارك وتعالى فرض لي عليكم فرضاً، فهل أنتم مؤدّوه؟ قال: فلم يجبه أحد منهم، فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك، ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث، فلم يتكلم أحد، فقال: يا أيها الناس، إنه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب، قالوا: فألقه إذا، قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل عَليّ (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، فقالوا: أما هذه فنعم، قال الصادق{ع}: فو الله ما وفى بها إلا سبعة نفر: سلمان، وأبو ذر، وعمار، والمقداد ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ,ذكر المجلسي في بحاره: الباقر (ع) قال: (سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سألت رسول الله (ص) عن سلمان الفارسي فقال :سلمان بحر العلم... قلت: فما تقول في المقداد؟ قال: المقداد منا، أبغض الله من أبغضه، وأحب من أحبه) فما سبب هذه المنزلة العظيمة لهؤلاء النفر والمدح الدائم لهم ..؟..
*** السبب هو التمسك بحديث الثقلين: لما عصفت بالأمة الإسلامية أحداث جسيمة قبل شهادة النبي(ص)وبعدها، أدت بشكل وآخر إلى انقلاب البعض عن الصراط المستقيم، وأظهروا الحقد وعدم الإيمان بما جاء به النبي (ص) علَناً ، فكانوا مصداقاً لقوله :(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَائن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)، بالمقابل هناك من ثبت على موقفه وصدق ما عاهد عليه، وأفنى حياته في سبيل إعلاء كلمة الحق والذود عن حياض ولاية ال محمد{ص}وكان مطيعاً لأمر النبي(ص)، غير مجادل، فكان من الصادقين، ومصداقاً للآية الكريمة: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)..
*** مواقفه بعد وفاة النبي ونصرته لأمير المؤمنين{ع}له مواقف جليلة من بعد النبي(ص)ناصر فيها أمير المؤمنين(ع)، وأنكر على المخالفين تولّيهم الخلافة، وعاش إلى أيام عثمان، وكان منابذاً له حتى أن عثمان رماه بالشرك، فقد ورد في الكافي: عن الباقر(ع) قال: (إن عثمان قال للمقداد أما والله لتنتهين أو لأردنك إلى ربك الأول، قال: فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار أبلغ عثمان عني أني قد رُددت إلى ربي الأول).
ومن حكمته: اشتهر بالحكمة والبطولة والحب لله تعالى ورسوله وعترته(ع)ورد في مسند أحمد:(قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوماً فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله(ص) والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فغضب المقداد .. فقلت له: ما اغضبك والله ما قال الرجل إلا خيرا ثم أقبل إليه فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنّى محضراً غيّبه الله عنه لا يدرى لو شهده كيف كان يكون فيه، والله لقد حضر رسول الله(ص) أقوام أكبّهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدّقوه، أو لا تحمدون الله). كلام المقداد فيه رؤية تخالف رؤية المذاهب الان باعتبار ان كل من راى رسول الله{ص} صار ممثلا للاسلام ..بل هناك صحابة راوا النبي {ص} وحضروا معه ولكنهم لم يطيعوه بل كانوا يطعنون برسالته وباهل بيته ..!!
اما وفاته: مات (رحمه الله) بالجرف على عشرة أميال من المدينة وحمل على رقاب الرجال، الى المدينة المنورة كانت وفاته في خلافة عثمان وكان عمره سبعين سنة، قال اليعقوبي في تاريخه لما قربت وفاته أوصى عمار بن ياسر، ان يصلي عليه ولا يؤذن لعثمان ان يصلي عليه كما صلّى عمار على عبد الله ابن مسعود - فاشتد غضب عثمان على عمار، وقال: ويلي على ابن السوداء أما لقد كنت به عليماً، فلما بلغ عثمان موته، جاء حتى أتى قبره، يثني عليه خيراً فقال الزبير بن العوام:
لألفينك بعد المـــوت تندبنـي وفي حياتي ما زودتني زادي
راجع تاريخ دمشق لابن عساكر، يبين العداء الذي كان بينه وبين المقداد وأخباره كثيرة ومواقفه شهيرة، فسلام عليه يوم ولد ويوم يبعث حيا. فالمقداد قضى حياته في عقيدة واحدة نابعة من احاديث رسول الله{ص} منذ ان أسلم المقداد أوائل البعثة، وكان من المهاجرين ومن المقربين من رسول الله{ص} ويرتشف التعاليم من فم رسول الله{ص} كان حاضرا في جميع حروب صدر الإسلام. وقد ورد ذكر المقداد وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر وأبي ذر {كأوائل شيعة الإمام علي{ع}، والذين عرفوا بهذا الاسم أيضاً في عهد النبي. ومن مواقف المقداد المشهودة بعد وفاة رسول الله {ص}وقف إلى جانب الإمام علي{ع} ودعم خلافته ولم يبايع أبا بكر، وكان من القلّة الذين حضروا تشييع السيدة فاطمة الزهراء{ع}، كما كان من المخالفين لخلافة عثمان بن عفان. يُعتبر المقداد في أحاديث أهل البيت{ع} من الأشخاص الصالحين، وقد ذكر{ كأحد الذين يرجعون في زمن ظهور الإمام المهدي{عج} روى المقداد أحاديث عن رسول الله{ص}..
*** زوجة المقداد من هي..؟ زوجة المقداد اسمها ضباعة ابنة عم رسول الله(ابنة الزبير بن عبد المطلب) حيث زوجها رسول الله[ص]للمقداد مع أنها كانت تُعتبر ذات حسب ونسب، وقال:{ص}«إنما زوجتها المقداد، لتتأسوا بسنة رسول الله، ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم». اما ابناءه كان لمقداد ولدان هما (عبد الله وكريمة)كان عبد الله أحد أصحاب عائشة في معركة الجمل، ووقف مقابل الإمام علي(ع) فقُتل، ولما نظر الإمام علي إلى جسده مقتولا من اجل الناكثين. صار الامام بتفقد قتلا معركة الجمل فلمح جسد عبد الله مقتولا مع اعداء ال محمد{ص} قال لعبد الله: «بئس ابن الأخت أنت». ذكر البعض إن اسم ابن المقداد معبد وليس عبد الله.
*** بعد أن استتبّ الأمر للخليفة الأوّل وصارت بيده السلطة، لم يكن من لديه القدرة على قتالهم، فجاء مجموعة من المهاجرين والأنصار أرادوا تحريك الوضع ضدّ الخليفة الأوّل، جاؤوا لعليّ(ع) يبايعونه على الموت ، فقال لهم: (إن كنتم صادقين فاغدوا علَيَّ غداً محلّقين) فحلق عليّ(ع)راسه وحلق سلمان، والمقداد، وأبو ذر ,وعمار بن ياسر ولم يحلق غيرهم، في رواية تضيف الزبير بن العوام ..!!!. ولذا صرح الامام علي{ع} أنّه: (لو وجد يوم بويع أخو تيم (أبو بكر) أربعين رجلاً كلّهم على مثل بصيرة الأربعة لما كففت يدي من القوم، ولكن لم أجد خامساً فأمسكت) .وكلامه واضح أنّه أراد أربعين على بصيرة هؤلاء، مستعدّين للتضحية والقتال. ولتحليل الحالة تلك الفترة .. نقول: الظاهر لا يوجد مثل بصيرة هؤلاء الاربعة. ولكن نقول نعم يوجد كثير ممن يعرف الحق انه متمثلا بعلي{ع} وأنّه صاحب الخلافة الحقّة وأنّهم اغتصبوها منه ظالمين له ما نقول به! هناك كثير من المهاجرين والأنصار يعرفون ذلك ولكنّهم لم يكونوا مستعدّين للقتال والتضحية، كانوا ينتظرون ما تأتي به الأيام، أو يتأمّلون خيراً.لانهم كانوا ممن حضر يوم الغدير قبل وفاة الرسول بسبعين يوما وراوا وسمعوا رسول الله{ص} يرفع يد علي ويقول{ من كنت مولاه فهذا علي مولاه} بالتالي لا نحكم على كلّ المسلمين بالردّة، وإنكار الإمامة، سوى هؤلاء الأربعة، بل نقول: إنّ جميع من ارتدّوا ارتدادهم لانهم أنكروا الإمامة، سواء عن علم وقصد، أو عن تواطؤ، أو عن جهل، أو طمع، هناك الكثير منهم كانوا يعرفون الحقّ ولكنّهم كانوا مختلفين في مستوى الحق والإيمان به ، نعم فيهم مستضعفون. اما قولنا ان هناك جماعة خالفوا قول الرسول{ص} ووقفوا ضد ال محمد {ص} هذا في تاريخ عقيدتنا وهذا يوجد مثله في القران.. وقه مثل ذلك لبني إسرائيل، عندما عبدوا العجل بعد تأخّر موسى(ع) ودفعوا هارون(ع) عن منصبه.
موقف الامام علي من المقداد
شهد رضوان الله عليه بدراً، وكان فيها فارساً مغواراً لا يشق له غبار، حتى قال علي بن أبي طالب{ع}: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن عمرو، وقال القاسم بن عبدالرحمن: إن أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن عمرو، ولقد شهد المقداد أحد والخندق وبقية المشاهد النبوية، وكان واحدا من أمهر الرماة..
**هذا يذكرني بموقف العباس{ع} من الحسين يوم عاشورا.. المعروف ان يوم العاشر كان من اصعب الأيام الي حلت بال البيت {ع}بالخصوص على الامام الحسين{ع}الا انه في ظهيرة ذلك اليوم اجتمعت عنده اربع مواقف كانت كالصاعقة على قلبه. منها مقتل عبد الله الرضيع .. ومقتل علي الاكبر.. وموقف خروج زينب تناديه ان القوم هجموا على المخيم .. واكبر تلك المواقف حين نظر الى العباس مقطوع اليدين والسهم نابت في عينه حتى تغير وجه الحسين{ع} لم يبق بعد أبي الفضل الا هيكلاً معرىً عن لوازم الحياة وقد بين حاله بقوله: (الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي) ورجع إلى المخيم منكسراً حزيناً يكفكف دموعه بكمه وقد تدافعت الرجال على مخيمه فنادى: أما من مغيث يغيثنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من طالب حق ينصرنا، أما من خائف من النار فيذب عنا؟ فأتته سكينة وسألته عن عمها، فاخبرها بقتله! وسمعته زينب فصاحت: وا أخاه وا عباساه وا ضيعتنا بعدك، وبكين النسوة وبكى الحسين معهن وقال: واضيعتنا بعدك.
أوصيك يا عباس يا حامي الضعينة ////// والليث ما يحتاج يتوصى بعرينه
اذكر ابوك المرتضى باخر انفاسه //وصاك بالحورة بعد ما انصاب راسه وانت بطل محد بلغ شدة امراسه ////////// معلوم زينب صارت ابايد امينة
ولدي واعرفك زين يرهب منك الباس / غيرة وشجاعة ومرجلة واحساس ما ظنتي حد العقيلة يوم ينداس ///والضيغم العباس بتاره بيمينه
عباس اريدك دوم خادم للعقيلة //////// ومحملها لحد ينظره وانت كفيله طلعت عزيزه وياك لا ترجع ذليله /// ليكون اسمع خدرها هاتكينه
هاي وضعها المرتضى بجفك امانة //ما عرفت الذل والهضيمة و الـمهانة
كلها البطل عباس والبتار بيده /// يمة أنا مذخـور للمحنة الـشـديـدهو اللي ابوه المرتضى الشدات عيده /// وعباس سبع الكنطرة كلهم يعرفونه والله لضيك بالمصارع سعة البرور /بصولات تحسبها العساكر صيحة الصور ////////و كـل يوم اخلّي الدهر يذكر يوم عاشور ـــــــــ
والله حـسافة ابـن الـبتولة ايموت عطشان//وصدره الـطاهر يـستوي لـلخيل ميدان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat