صفحة الكاتب : فطرس الموسوي

كمال الحيدري ودعوى الرمزية في قصص القرآن الكريم
فطرس الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

باﻻمس انكر المشركون نزول القرآن واستكثروا ان تكون اياته وحيا من الله عز وجل على رسوله ص " وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا "
واليوم يدعي كثير الدعاوى - كمال الحيدري - ان قصص القرآن ليس بالضرورة ان تكون حقيقة بل هي رمزية نزلت لاهداف معينة ، في محاولة وخطوة من خطوات الجرأة على القرآن الكريم ، مدعيا مفتريا بمقاربة واهنة : ان ذلك هو رأي صاحب الميزان ايضا وقال مستنكرا : " وهل على صاحب الميزان غبار ؟! " متناسيا طعنه فيه بوقت ليس بالطويل بأن الميزان مليء باﻻسرائيليات بل كله اسرائيليات - بزعمه - ومتناسيا ايضا انه قبل هذا الطعن مجد في الميزان وصاحب الميزان فقال : " وسيبقى الميزان فخرا للتشيع الى يوم القيامة " .
ان هذه الحالة من التناقض التي يمر بها كمال الحيدري يعبر عنها بالجنون الادواري وفي علم النفس بانفصام الشخصية ويعبر هو عنها بالشيطان الذي يعتريه وانا اعبر عنها : بكمال الحيدري الذي يعتري الشيطان .
ان كمال الحيدري الذي تطاول على مراجع الدين وتجاوز على اساطين المذهب ثم على التراث الروائي وعلى اصحاب اﻻئمة ع كأبي حمزة وغيره وقال صراحة : " انا ليس عندي خط احمر وﻻ اعترف بأي عالم وﻻ بأي احد حتى بأصحاب اﻻئمة " وبعد طرفة جواز التعبد بالمذاهب والديانات السماوية واﻻرضية واﻻلحادية البوذية والجرذية و .. الى ان وصل الى دعوى رمزية القرآن وانه ليس بالضرورة ان تكون قصصه حقيقية، فﻻ قصة ﻵدم وﻻ نوح وﻻ موسى وﻻ عيسى كانت لهم قصص بل كانت وبحسب قاعدة : " بيني وبين الله " الحيدرية خياﻻ وسريالية ، متغافﻻ متحامقا - مثﻻ - عن قوله تعالى" نحن نقص عليك نبأهم بالحق .. انهم فتية امنوا بربهم فزدناهم هدى " وقوله عز من قائل : " ما كان حديثاً يفترى " ، وهل فيما ورد في القرآن الكريم من قصص للنبي الخاتم ص مع قومه - بينك وبين الله - هي قصص ليست حقيقية ؟!
ما اراك اﻻ على اول عتبة لانكار القرآن الكريم تريد ان تمهد لها بهذه الطريقة المفذلكة المحذلقة المشحونة بالزمجرة المعهوده وادعائك البائس " بينك وبين الله " ، تتبعها بما هو اشد وادهى على دين النبي ص واهل بيته ع تهدم بمعول الحمق اركانه لدى من اضللت من الذين اعجبهم فهمهم لإطروحاتك وصدقوا ما اشهدت الله على مابينك وبينه " وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ " وقد مهدت في وقت سابق واسست لتهديم التراث الروائي وادعيت ما ادعيت من مخالفته للقرآن تارة وانه خليط من اسرائيليات ومجوسيات وغيرها حتى عجبنا لتقليدك لمن قال :" حسبنا كتاب الله " وظنناك قد قلت بمقالته لكنك ظهرت عليه ولم يبق حسبك اﻻ هواك ومشتهاك ..
يعترض بعض محبي كمال الحيدري معرضين بمن رد عليه بأن ردودهم انشائية غير علمية ، نعم هي كذلك - عندي لكن ليس غالبا - لان المردود عليه لم يعد من من يستحق الرد وما نورده هو للتنبيه وبيان ضﻻل المدعي وللبحث عن دواعي تلك المدعيات وما ورائها وان احتاج المطلب لمناقشة علمية نورد منها الحد الذي لا نكون فيه كالمتطفلين ونوجه فيما ينبغي الرجوع فيه الى مضانه .
ان مثل هؤلاء اشربوا في قلوبهم حب كمال الحيدري وانا اذعن له بفن المغالطة واعتبره استاذ الاساتيذ وكم له من حيله يقف امامها الشيطان ذاهﻻ قد استحوذ عليه الحيدري .
استكمالا لخطوات كمال الحيدري في التنصل من هيمنة الكتاب تعرض في حلقات عدة لموضوعة الاخطاء اللغوية في القرآن وفي اروع مغالطة ومماطلة ومساوفة بدأ عرض المسألة بأسلوب لطيف بعيد عن اثارة الشبهات واخذ كتابا بالفارسية عن سيبويه واستجهل مقدسيه وفرض خيارا بين الطعن فيه او الطعن في القرآن والنتيجة واضحة لا تحتاج البيان ان انحصر الخيار وضاقت سبل التوجيه لتجنب الطعن في كلا الخيارين ، ولكن مع كمال الحيدري تجد نفسك تائها - ليس لقصور فيك - عن النتيجة التي يصل اليها الحيدري فهي لا تطابق المقدمات ومن الشيطنة انه لايقدم النتيجة صريحة بل يتركها كالمعلقة حذرا من الاتهام بتبنيها ، وليس تجنيا ، نعم هو يرى ان في القرآن اخطاء لكنه بارع في اللف والدوران ، ومن حيله انه يستشهد لتأييد رأيه بمن يعرف ان الكثير - ولتقية نوعية - لا يستطيع حتى التفكير بالرد على ذلك الرأي لما يحمله صاحبه من قدسية لدى محبيه ، فيولول مستظلما : " لو كنت انا من قال بهذا القول لقامت الدنيا ولم تقعد " نعم انت تقول بهذا وتدعي ان في القرآن اخطاء لغوية وتسوق الامثلة وتوهم وتوهن المتابعين وتمكن للشبهة دون الخروج بالنتيجة ودون الافصاح بالحل .. لا ادري وﻻ ادعي ان ذلك لجهلك بدقائق اللغة ولطائف استعمال القرآن لها بل لغاية في نفسك ومآرب ..
ودونكم مسألة القراءات السبع او العشر وحفص وعاصم وطريق رواية القرآن وكيف ابله القضية وسفه النتيجة المستلزمة لمفترياته وتجاهل قطعية صدور القرآن.. وتعامى عن وجود المعصوم ع وكأننا بغيبة كبرى من بعد وفاة الرسول ص ..
ان كنا منصفين مع الحيدري في حرية الرأي فلمثل هذه الابحاث مكانها في اروقة البحث والدرس ولا تعلن وتطلق جزافا لعوام الناس واختلاف مستوياتهم وما تلحقه من رسوخ للشبهات عندهم ناهيك عن تصيد المخالفين والمناوئين كقنوات صفا ووصال وغيرهن .. وليته يخرج بنتيجة واضحة صريحة عما يثيره من شبه وتساؤلات .. بل لا هدف لديه الا التشويش والتشويه والتعمية ..
للفائدة : في مسألة توهم ورود الاخطاء اللغوية في القرآن الكريم يمكن الرجوع بالبحث في موقع مركز الدراسات واﻻبحاث العقائدية كما يمكن الرجوع الى غير الموقع ايضا فالمسألة ليست بالجديدة ولا بالغريبة فقد تشدق بها كثير من المستشرقين واعداء الدين .
الخﻻصة : النتيجة المستنبطة من طرح كمال الحيدري لدعوى رمزية قصص القرآن والقراءات ودعوى الاخطاء اللغوية وما سبقه من توجيه لبعض الايات وتفسير الدين من منطلق ادعاء معرفة ملاكات الاحكام ، ومن قبل ما فرط بالتراث والمنهج الروائي وعدم اعترافه بالعلماء واصحاب الائمة ع والتشكيك - على استحياء - بعصمة الانبياء واﻻئمة ع والتلميح عن امكانية اتاحة الوصول لمقام العصمة لكل احد ، وما بيناه - في مواضيع سابقة " واسمع غير مسمع "- من ادعائه الرسالة الثانية بعد الرسول ص .. دلائل على نصبه لنفسه مشرعا يجاذب رداء الكبرياء لله عز وجل .. بهدف تخريب الدين لمصلحة من له المصلحة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فطرس الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/29



كتابة تعليق لموضوع : كمال الحيدري ودعوى الرمزية في قصص القرآن الكريم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net