ماوراء فقه كمال الحيدري
فطرس الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فطرس الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في وقت سابق نقمنا من كمال الحيدري فتواه بجواز التعبد باي من المذاهب اﻻسﻻمية فزادنا بجواز التعبد باي من الملل والنحل غير اﻻسﻻمية بل بوجوب ذلك - لمن قام لديه الدليل وبطﻻن اﻻعمال اذا لم يأتي بها -المكلف - وفقا للمذهب او الدين الذي يعتقد بصحته وﻻ تجزيء ان اتى بها مخالفة، حتى لو كانت مطابقة لمذهب اهل البيت ع، وإستدل على ذلك بأحاديث من بعض كتب العامة والخاصة جعلها في هذا المورد معتبرة، وادعى انه جاء بها للتأييد وان لديه ادلة عقلية سيتعرض لها ﻻحقا، وكرر مرارا ان مستند فتواه يرتكز على امور ثﻻثة :
- ان يكون هناك دليل .
- وان يكون قاطعا .
- وﻻ عبرة بمطابقة او مخالفة الواقع .
وذكر انه مستعد لﻻجابة على المﻻحظات واﻻشكاﻻت حول دعواه .
ولي ان اتسائل مستفهما :
هل يعتقد كمال الحيدري بصحة التعبد بجميع المذاهب والاديان والملل، ام ان ما وراء الفقه ما وراءه ؟
اتسائل عن من اعتنق : اليهودية، النصرانية ، المجوسية ، البوذية ، الوهابية ، عن المشرك، عن عابد الفأر، القرد، القط ، البقر .. وغيرهم ممن لديهم ادلة على صحة ما يعتقدون به ولهم طقوسهم وعبادتهم واحكامهم ، فهل يعتقد حقا ان تلك الطقوس والعبادات واﻻحكام واجبة عليهم وانهم يستحقون بأمتثالها الثواب والجنة وبتركها العقاب والنار ؟ هل يعتقد حقا ان الله تعالى وتقدس افترض ثوابا وعقابا على احكام لم يشرعها هو وفوض تشريعها لغيره ؟ إذن ان كان كل ما يأتون به وفق ما يؤمنون به صحيحا ومثابين عليه بالجنة ، فهﻻ اراح الله - والعياذ بالله - العباد من ارسال الرسل وبعث اﻻنبياء ، وكف عن التهديد والوعيد بالنار والعذاب اﻻليم لمن عبد غيره او اشرك به او اتخذ غير اﻻسﻻم دينا او عدل عما امر به من اتباع رسوله واهل بيت رسوله صلوات الله عليه وعليهم ؟
لا اعتقد ان كمال الحيدري يعتقد بذلك واعتقد انه يريد ماوراء ذلك !
ان مزاحه وهو يتحدث عن الكفار يغبطهم متمنيا ماهم عليه من فسحة السلوك وحرية الدين .
فيقول : " هنيئا لهم فبرغم ماهم عليه - من الانحلال والخمور والفجور - فهم غير مؤاخذين عليه "
تصريحه بأن مما يترتب على فتوى جواز التعبد بجميع الاديان : " الحكم بجواز بيع الخمور الى من يستحلها من دول العالم وهذا مما يفتح بابا واسعا للتجارة العالمية مع الغرب ".
وبالطبع فإن ذلك يشمل كل محرم عندنا محلل عندهم فﻻ حرج بعد ذلك - وفقا لفتوى صاحبنا - من التجارة ببيع الجري واﻻرانب والخنزير وربما المخدرات وفتح البارات والمﻻهي والمراقص وكل موبقة محرمة عندنا محللة عند غيرنا ، بعد استقراء سريع للملل والنحل وشرائعها في المحرمات والمحللات .
علما ان دعوى جواز بيع الخمور الى من يستحلها وانها مما يترتب على فتوى جواز التعبد بجميع الاديان والمذاهب مغالطة باهتة من مغالطات كمال الحيدري فلا ملازمة بين جواز محرم مع استحلال من يستحله .
ان الحيدري يحدو سريعا نحو اهدافه وﻻ اظن انه يريد تطبيع العﻻقات مع المخالفين من المذاهب اﻻسﻻمية وﻻ يهمه حقن الدماء والتعايش السلمي بينهم ، وﻻ اظن ايضا ان امر الديانات اﻻرضية يعينه شيئاً بقدر ما يعنيه امر احد الديانات السماوية بتطبيع العﻻقات معه وفي المجاﻻت كافة ، السياسية ، اﻻقتصادية ، اﻻجتماعية وبشرعية تامة .
لقد رأيت من اساليب التواء الحيدري " اﻻبداعية " انه يسبق قنابله الهجومية بصوتية خجولة ، حتى عبر عن ذلك صراحة عند بث بعض اطاريحه الباطلة بأنه يبينها على خجل ووجل فيطرحها غامضة ، حمالة اوجه ،معلقة او مشروطة ، مهيئا لمجموعة من القنابل الدفاعية مع بعض الخطط لﻹفﻻت واﻹلتفاف .
ان فتوى جواز التعبد بجميع المذاهب اﻻسﻻمية ما هي اﻻ منصة انطﻻق لما بعدها، ان ما يعنينا من فتواه هذه وغيرها من قبيل اعادة النظر باحكام المرأة وحزمة الفتاوى الحداثوية التي يطلقها بين الحين واﻻخر هو ماوراء تلك الفتاوى وقد صرح عن بعض ذلك بقوله : " كيف تحصل على القبول في المجتمع الدولي ولديك منظومة شرعية ﻻ تنسجم وﻻ تتﻻئم مع ما عليه ذلك المجتمع "
هذه المعاني وتلك الفتاوى ، وهاتيك اﻻشارة - بإمكانية فتح باب من ابواب التجارة العالمية مع الغرب ليشم منها رائحة التطبيع .
تحصل من جميع ما تقدم ان مستند - او ماوراء - فتوى جواز التعبد بجميع المذاهب والملل والنحل وكثير من الفتاوى الحداثوية هو :
الحصول على القبول في المجتمع الدولي بالوصول الى منظومة شرعية منسجمة مع ذلك المجتمع ، ولابد ان يكون ذلك بتغيير المنظومة الشرعية الغير منسجمة اي تبديل الشريعة الاسلامية الى اخرى ..؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat