صفحة الكاتب : باقر جميل

كورونا  واختلاف المفاهيم 
باقر جميل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  كثير هو الكلام الذي دار حول فايروس كورونا، منه الثقافي ومنه العقائدي ومنه العلاجي وحتى الخزعبلات لعبت دور فيه أيضاً ، إلا أن المتيقن منه ان لا علاج له لحد هذه الساعة ، كما أن الحل يكمن في الوقاية  فقط في هذه الفترة على أمل وجود العلاج مستقبلا .

لكن ما زال ذهني شارد لنوعين من الناس في كيفية تعاطيهم مع هذا الوباء :
الأول : هو الهالع الجازع الذي لا يعرف ماذا يفعل ، وبإختصار ستجد بيته عبارة عن مخازن للمواد الغذائية  وغيرها . وهذا يمكن علاجة بالطمأنة ان الفايروس لا ينتشر اذا حافظت على نفسك ، ولا داعي لكل هذا المخزون .
الثاني : وهو الأصعب والأخطر وهو عدم المبالاة بالفايروس  وعدم اتخاذ ما يلزم ، وهذا النوع صعب التعامل معه ، لذا أود ان اوضح ما يلي :
أولا : نحن لابد ان نتعامل بالواقع ، ونترك المثاليات ، والواقع يقول ان الفايروس موجود وينتشر ، بعيدا عن الاسباب التي أدت الى وجوده ، سواء كانت سياسية او اقتصادية او حتى غيرها . وبهذه الحالة لا يمكن التعامل معه بتغافل او بعدوانية سياسية ، وتشكيل حماية وقائية تتناسب ووضع البيئة التي يعيشها الفرد .
ثانيا : الاخذ بالجوانب الوقائية  في مرحلة معينة قد يكون واجبا عينيا على الانسان ، ذلك لان حفظ المكلف لنفسه واجب ، لان نفسه ليست ملكا له ، حتى يتصرف فيها كيفما يشاء ومتى يشاء . 
لكن ان تقول ان الموت في اي مكان ولا تخاف  من الفايروس فهذا تصرف غير عقلائي ، لان الله تعالى يجري المسببات بأسبابها ، ولا نكن كصاحب الناقة التي اضاع ناقته عند ربطها  بباب المسجد بدون ان يعقلها ، فقال له النبي الأكرم (إعقلها وتوكل) .
كما ان الاسلام حرم قتل الشخص لنفسه مهما كانت الاسباب والدوافع (الانتحار) ، فاعد الله تعالى لها عقابا كبيرا ونارا مستعرة لمن يقدم على عليه ، فالتجول بدون مراعات لنفسك وانت تعلم بمرضك الذي يقتل الاخرين ويقتل نفسك يعد نوعا من انواع الانتحار ، لان  معالجة الشخص لنفسه عند المرض واجبة ان تمكن منها .

ثالثا : لا نجعل فساد الحكومة ذريعة لعدم تطبيق اوامر خلية الازمة ووزارة الصحة ، فمهما دار  بيننا وبين الحكومة من مشاكل ، الا ان خطورة الفايروس يخص العالم بأكمله ، ولا علاقة للسياسة فيه ابدا ، فمن يجعل فساد الحكومة وعدم تلبيتها لمطالبنا سببا في عدم الوقاية من الفايروس ما هو الا تفكير سطحي جدا ، و الشواهد على عدم الاخذ بالاحتياطات أمامنا عديدة فدونك إيران وكذلك ايطاليا فقد وصل عدد الاصابات عندهم بالالوف ، عندما تعاملوا مع الفايروس بالاستخفاف به .

رابعا : الابتعاد عن المزاجية في تطبيق الوقاية ، لان الوقاية ليست مزحة وليست نزهة بالتأكيد ، لكننا مجبرون على اتخاذ ما يلزم لدفع خطر أعظم واكثر فتكا اذا ما تفشى لا سامح الله .

خامسا واخيرا : ان لم تكن خائفا على نفسك ، ولا تتبع الجانب العقلائي في تطبيق الوقاية ولا الديني ، وكنت من اصحاب الأمزجة المعكرة ، ويكون بغضك للحكومة سببا في خرقك لحظر التجوال وعدم مراعاة نفسك ، فلتراعي أطفالك وعائلتك وأخوتك واخواتك ، فلهم حق عليك ، لا تكن سببا في فقدانهم ، لا تكن سببا في أذيت أحدهم وما زال امامهم الكثير ليحققوه ، لاسيما الاطفال منهم ، اجلس في بيتك ، تحدث معهم ، ناقشهم في أفكارهم ، تجول في بنيات عقولهم وما تحتويه ، ستجد عندهم الكثير من الكلام والأسئلة التي يرغبون بطرحها عليك ، ولم يجدوا فرصة مناسبة ليطلقوا عنان السنتهم بطرحها ، هذه فرصتك لا تضيعها . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر جميل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/16



كتابة تعليق لموضوع : كورونا  واختلاف المفاهيم 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net