صفحة الكاتب : باقر جميل

تعارض الدين مع السياسة.
باقر جميل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أن أخطر ما في السياسة والتعامل بها هو الحكم على الطرف الآخر من كلمة واحدة و دون معرفة موضوعية كاملة عن الشخص أو سلوكه. وتوظيف هذا الجانب في مسألة التخوين والتنكيل بمجرد عدم صدور رأي في قضية معينة، أو يذكر مسألة دون أخرى. فعدم ذكر جانب معين لا يعني بالضرورة موافقة تلك الوجهة. وإليكم بعض الأمثلة التي قام بها أهل البيت عليهم السلام بشكل عملي في الحذر بالتعامل مع هكذا قضايا.

♦️ مسألة خالد بن الوليد عندما قتل مشركا نطق بالشهادة الأولى فقط وغضب النبي الأكرم بمقتله على يد خالد بن الوليد دليل على أن الدين حذر ويحذر من الحكم على الآخرين بمجرد عدم قبول الآخر بمزاجه، لاسيما تحديد الوجهة الدينية والثقافية للشخص، فإعتراض النبي كان من خلال حكم قطعي صدر من خالد بن الوليد بمسألة كذب المشرك وأنه نطق بالشهادة الأولى ليتجنب الموت، والنبي استنكر الحكم المسبق والمكون من موقف واحد وكلمة واحدة فقط.

♦️ مثال آخر عند تعامل أمير المؤمنين عليه السلام مع طلحة والزبير عندما أرادو الخروج للبصرة، وهو يعرف بما يقومون به مسبقاً ، لكنه لم يحكم بحكم الخوارج عليهم حتى قيام السيف بينهم.

♦️ وهذا ما قاله زهير بن القين صبيحة يوم عاشوراء عندما نصح الأعداء بقوله : يا أهلَ الكوفةِ نَذارِ لَكُمْ مِن عذابِ الله، إنَّ حقَّاً على المسلمِ نصيحةُ أخيهِ المسلمِ، ونحنُ حتَّى الآنَ إخوةٌ على دينٍ واحدٍ ما لم يقعْ بينَنا وبينَكمُ السَيفُ؟ وقد أشاد سيد الشهداء بنصيحته وكلامه وأثنى عليه. فكلام زهير ينبأ إنه وأصحابه واميرهم سيد الشهداء مازالوا لم يحكم بخروجهم عن الدين أو الحكم على توجههم إلى جهة معينة مادام السيف لم يقع بينهم مع انهم يشحذون سيوفهم ليل نهار لمحاربة الحسين عليه السلام.

كل تلك الأمثلة وغيرها الكثير التي حصلت لأهل البيت عليهم السلام في الحذر والدقة بالتعامل مع هذه المسألة الحساسة تقول على الآخرين نطق الأحكام بمجرد موقف معين لاسيما إن كان الموقف سياسيا أو اقتصاديا، فالدين لا يتعامل إلا بضوابطه وقواعده التي نص عليها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة أهل البيت عليهم السلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر جميل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/31



كتابة تعليق لموضوع : تعارض الدين مع السياسة.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net