صفحة الكاتب : علي الغزي

الامام الحسين ع بدر في سماء العراق
علي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحسين ..سلام الله عليه..  ذكره بدرٌ وفي الليالي الظلماء ..ُيفتقد البدرُ!
 
ميلادهُ أشعلَ السماءَ بنورٍ يفيضُ عن حاجة الكون ..وعند مقتله بكته  بحبر سمائها..فاسودَ وجه الأرض ..وناحت الأشجارُ بحفيفٍ أجفلَ الحمائم فحلّقتْ إلى ماوراء الكون تسجعُ نائحةً ..تلعنُ الأرضَ بما أبقت عليها...
 
إنهُ الحسين , بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي سيدُ الشهداء ..وسيّدُ شباب أهل الجنة ..وسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم, ووارث شجاعة النبي وثالث أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم , وخامس أهل الكساء...
 
حملت به أمهُ فاطمة الزهراء عليها سلام الله , بعد ولادة ابنها الأول الحسن بخمسين يوماً, وكانت ولادته في الثالث من شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة ,وقد سماهُ النبيُ "ص.ع" حسيناً , وهو أول من سُمي بهذا الاسم , وفعل النبي في اليوم السابع من ولادته كما فعل بالحسن من قبل, فعقّ عنه كبشين , وحلقَ رأسه فتصدقَ بوزنِ شعره فضة ..
 
كان الحسين عليه السلام,من أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم , فعن علي عليه السلام قال:الحسنُ أشبهَ َ رسول الله مابين الصدر إلى الرأس,والحسينُ أشبهَ النبي ماكان أسفلَ من ذلك..
 
وكانت نشأة الحسين " مع أخيه الحسن الذي كان يكبره بأقلَّ من سنةٍ وكان كلاهما في كنفِ جدهما المصطفى"ص.ع"ورعايته, فعاشا طفولة سعيدة مشتركة " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:كنا نصلي مع النبي العشاء , فإذا سجدَ وثب الحسن والحسين على ظهره , فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذاً رفيقاً فيضعهما على الأرض, فإذا عاد..عادا حتى قضى صلاته, فأقعدهما على فخذيه ".
 
وعن أسامة بن زيد قال: طرقتُ بابَ دار النبي "ص.ع" ذاتَ ليلةٍ في بعض الحاجة ,فخرجَ النبيُ وهو مشتملٌ على شيءٍ ولما قضيتُ حاجتي سألته: ماهذا الذي أنت مشتمل عليه ؟فكشفه فإذا الحسن والحسين على وركيه , فقال : (هذان ابناي وابنا ابنتي ..اللهمَّ إنِّي أحبُهما ..فأَحبهُما وأحبَّ من يحبهما ).
 
ـ كان الحسين في السابعة من عمره حين توفي رسول الله"ص.ع" ثم توفيت فاطمة عليها السلام بعد ذلك بستة أشهر فعاش الحسين في كنف أبيه علي "ع.س" وأخذ عنه الفصاحة وحديث رسول الله وحفظ القرآن الكريم.
 
شارك الحسين في فتح شمال افريقية , وفي فتح طبرستان , وحصار القسطنطينية , وكان من المدافعين الذين حرسوا عثمان يوم حاصره الثائرون عليه, كما اشترك مع أبيه الإمام علي في وقعة الجمل ويوم صفين ومعركة النهر وان .
 
ـ كان الحسين ثائراً..والثائرُ المؤمنُ برسالته التي ستُتَوجهُ نبراساً من بعده لا يخش في الله لومةَ لائمٍ..حاملاً روحَهُ على كفه..ودمه عربوناً للأرض وبذوراً للشقائق..الموتُ لديه عنوان لحياة أبدية ..وكأنَّ الريح كانت تصغي إليه, لتبوحَ بسرٍ التقطتهُ من رفيف أجنحة الروح المحلقة على براق النور إلى بارئها وهي تهمسُ هازئةً بالأعداء : خذوا جسدي أيها الطغاة ..مزقوه ليكون شاهداً على جهلكم وهمجيتكم  "بأنّ الشاة المذبوحة لايؤلمها السلخ بعد الذبح" وأن الجسد, ليس سوى ثوبٍ تطويه الأرض في ميقات يعلن فيه الإله انفصال الروح عنه..
 
وهاهي قبسات باح بها فمهُ الطاهر ليخبرَ العالم عن سبب ثورته ودافع قيامه:(( هيهات منَّا الذلّة , يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون , وحجورٌ طابت , وبطونٌ طَهُرتْ,وأنوفٌ حميّة , ونفوسٌ أبيّة ..ألا ترون أنّ الحقّ لا يعمل به,والباطل لا يتناهى عنُه؟! فلا أرى الموتَ إلا سعادةً..والحياة َ مع الظالمينَ إلا بَرَماً.))
 
ـ سلامٌ عليكَ ياأبا عبد الله وفمك الطاهر يقطرُ بشهد الكلمات فأنت من قلت:
 
" وفينا كتابُ الله أنزلَ صادقاً       وفينا الهدى والوحيُ والخيرُ يُذكرُ
 
  ونحنُ ولاةُ الحوضِ نسقي مُحبَنا   بكأسِ رسول الله ما ليس َ يُنــكرُ"
 
سلامٌ عليكَ يوم ولدتَ,ويوم َثرتَ,ويوم استشهدت ويوم تبعثَ سيداً في رياض الخلود.
 
                                                

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/11



كتابة تعليق لموضوع : الامام الحسين ع بدر في سماء العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : واثق الغزي ، في 2011/12/26 .

رائع ايها الغزي وانت تكتب عن الحسين عليه السلام




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net