صفحة الكاتب : القاضي منير حداد

كل يتأمل عدوه مغنيا على ليلاه
القاضي منير حداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

لا يلعن السياسيون الفساد، حبا بالشعب، ولا يتوجهون للفساد بحد ذاته، انما يطعنون بمناوئيهم، من خلال لعن الفساد، الذي يسهم معظمهم في جزء كبير منه.

يكتفون بتوجيه التهم، يكيلونها لاعدائهم، من دون ان يفكروا بايقاد شمعة تضيء الظلام، فيتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر...

انهم لا يريدون النور، انما يكثفون سدف اعتمة، حتى تكاد تلمس، من اجل اطلاق التهم الجاهزة بحق منافسيهم، وما اسهل تعتيق ورقة تثبت ان هذا بعثي وذاك مفسد.

بان هزال العملية السياسية، في العراق، حتى سامها كل سائم، مشرعة المقاتل، اما المتصيدين في الماء العكرة، نفاذا الى ترسيخ قضاياهم الشخصية، من خلال الطعن بالفساد، كلاما غير مشفوع باجراء عملي رادع، بل شكم النفس الامارة بالفساد، في اضعف الايمان.

لذا ومن خلال رصدي الاعلامي للمرئي والمكتوب والمسموع، واثناء احتكاكاتي الاجتماعية بالساسة، اجدهم كلهم يلعنون الفساد، اعلاميا واجتماعيا، ويسهمون فيه... علنا وليس سرا.

ومع قصور احتجاجاتهم؛ لأنها محصورة بالكلام لا الفعل، فهم لا يعترضون على الفساد كفساد، انما يعترضون على نظرائهم المفسدين؛ احتجاجا على الايغال الذي لم يبلغوه.

فالبعض يطعن بالمفسدين لتسقيطهم شخصيا، او كنوع من دعاية انتخابية للذات، او لاسباب ذاتية يعلمها هو وحده، وليس من باب الاخلاص الوطني للشعب العراقي.

فهذا يشتم الفساد من زاوية معينة، وذاك يشتمه من اخرى، فمثلا احدهم يحمل دول الجوار مسؤولية تسببها بالفساد، من خلال عملاء داخل العراق، يشهر بهم؛ ليس شرفا، بل لأن تلك الدولة لم تنتدبه هو عميلا لها، اذن حين يلعن الفساد، فهو يرشح نفسه لأداء هذا الدور.

إذ يقال ان احدهم، ظل يكيل الملاحظات على قصور اداء وزارة الداخلية، في عهد رئيس الوزراء الاسبق نوري السعيد، ضاربا مثلا بين جملة واخرى: لو كنت انا وزير الداخلية، لما سمحت بكذا ولفعلت كذا؛ فلخص نوري سعيد الموقف بالاهزوجة الشعبية: تموتين وما آكلج باجلة.

وعودا للفساد، يظهر المفسدون على الفضائيات، يصبون جام غيظهم على رئيس الوزراء نوري المالكي، مثلا، او الكرد او الشيعة او السنة او دول الجوار؛ ليس لأنهم شرفاء يستفزهم الفساد ويقرع مليون جرس في آذانهم، بل لأن مصالحهم تضررت من المالكي او الكرد او الشيعة او احدى دول الجوار.

كلمن عدوه كبال عينه.. يتأمله ويغني على ليلاه، بينما الشعب حصاة ملقاة بين جبال، يتبادلون لوي الاذرع ببيعها سوما في سوق النخاسة.. تفجيرات وتظاهرات، لتمرير مصالح شخصية وفئوية، وليست وطنية!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


القاضي منير حداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/19



كتابة تعليق لموضوع : كل يتأمل عدوه مغنيا على ليلاه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net