صفحة الكاتب : باقر جميل

ماذا يريد السيد السيستاني منا ؟
باقر جميل

 هناك مجموعة من الناس ، لا شغل لهم ولا شاغل سوى الاعتراض ، خصوصا في مسألة الوضع العراقي  وتدخل  المرجعية فيه ، فهو لا يقبل  بأي  تصرف تقوم به المرجعية ، ولا يريد ان يفهم ما هو أسلوبها  في  التعامل  مع الأوضاع .

مع اني متأكد ان الكثير منهم يفهم ما تريده المرجعية  ، لكنه يسعى لمعارضتها سعيا منه لخروجها  من العراق نهائيا ، معنويا ووجوديا .
كانت الناس  كثيرا ما  تسأل عن موقف  السيد السيستاني  في  شكل  ونهج الدولة التي  يريدها  في  العراق ، وكانت إجابته واضحة ودقيقة ومنذ أول شهر من سقوط صدام لعنه الله ، أجاب  بالتفصيل  على ما يريده في  الحكومة وكيفية نظام الحكم ، وأجاب سماحته بان الحكم هو حكم مدني قائم على ثوابت الإسلام الأصيل ، وعدم إقرار القوانين التي تخالفه ، لان غالبية الشعب العراقي من المسلمين ، أي  لا يكون العراق دولة دينية كإيران  أو السعودية ، ولا  دولة علمانية خالصة تهاجم الدين وتحاربه.
وكانت الناس  تسأل ايضا عن موقف  المرجعية من التدخل  في  السياسة من عدمها  ، ومتى وكيف يكون التدخل ؟ ، وكانت إجابات هذه الأسئلة أيضا مبينة ومعطاة للناس ولأكثر  من مرة ، ولقد أفردنا  لها  مقالا  خاصا لمن اراد ان يتعرف على  وضعها  السياسي في  العراق ، أسميناه : (وضع المرجعية السياسي ، في  الماضي والحاضر  والمستقبل) ،(http://www.kitabat.info/subject.php?id=73025) .
ألان جاء سؤال  مكرر أيضا ، وكالعادة إجابته موجودة منذ  زمن طويل ، لكن الذين  يسألون ، أما  انهم لم يبحثوا عن الجواب  أصلا ، أو يكونوا  معاندين ، ولنحملهم على محمل  حسن ، وهو أنهم لم يبحثوا  عن الإجابة من خلال عدم متابعة كلام المرجعية ، فهو يعتبر عيبا للسائل ، حيث  يعترض على سؤال ، فلو بحث  عنه بكبسة زر واحدة ، لوجد إجابته أمام عينه ! ، ومع هذا سنعيد إجابة المرجعية له ولأمثاله ، ليكون أمام الأمر  الواقع .
إجابة هذا السؤال  ينقسم لقسمين حسب إطلاق السؤال :
القسم الاول :
ماذا تريد منا بالنسبة للجانب الاجتماعي والحياة العامة للناس  ؟ 
والقسم الثاني :
  ماذا تريد المرجعية منا بالنسبة  للجانب السياسي  ؟ 
أما  بالنسبة للجانب  الاجتماعي ، فالمرجعية لا  تريد من الناس  سوى الهداية ، وما  فناء  عمرها  الشريف إلا  لإنقاذ  الناس  من الجهالة ، وحيرة الضلالة ، ولم نرى أحدا منها  منذ  تأسيسها قد طالب  بأجر مقابل  ذلك ، بل  العكس ، يحرمون أنفسهم من كل  ما لذ  وطاب في سبيل تأليف  كتاب  يكون لي  ولغيري حصنا منيعا من هجمات الأفكار  الأخرى .
وخير مثال  على ذلك ما صدر  حديثا من المرجعية العليا ، نصوصا ونصائح للشباب بصورة خاصة ، تبين لهم نهجا  قويما يسيرون فيه بمختلف  المجالات ، العقائدية والأخلاقية والمهنية أيضا .
أما  على الجانب السياسي :
 فالمرجعية واضحة كوضوح الشمس  في  ما  تريده من الناس ، فهي  لا تبحث  عن  موقع لها  في  السلطة إطلاقا ، ولقد قالتها  المرجعية لكثير من الوفود الذي  حظروا  عندها ، ان العراق  هو بلدكم انتم ، وهذه ارضكم ووطنكم هذا ، استخرجوا  خيراته بخبراتكم انتم ، (ولا  أريد من العراق سوى موضع قبر ادفن فيه !) .
وقالت المرجعية بلسان عربي  فصيح : لا  نتدخل  في  السياسة الا اذا طلب منا  الاستشارة لأمر  ما ، او يكون الوضع مصيريا للبلد بأكمله كما  حصل في اجبار الاحتلال  الامريكي  على ان يكتب  الدستور  بأيدي عراقية منتخبة ، لا ان يأتي  به الاحتلال  جاهزا  ، إضافة الى تقديم المشورة والنصيحة لمن يريدها منا ، ويبقى اختيار البرلمان ورئاساته الثلاثة منوط بالشعب  العراقي ، فهو الذي يقرر  ماذا يختار ، ومن هم الذي يريد ان يمثلهم فيها ، لكنها أعطت نصائح كثيرة ، منها  عدم انتخاب  الفاسدين والمفسدين ، وعدم تكرار  الأخطاء  السابقة بإعادتهم للمناصب  مرة أخرى ، لكن الكثير من الشعب  لم يستمع الى النصيحة ، بل البعض  عاندها  وقام بالتزوير لينتخب  الفاسدين !
وبعدما حلت الكوارث ، يقول  لماذا لم تتكلم المرجعية ؟!
وقالت عندما  خرجت الناس  الى التظاهر والمطالبة بالاصلاح ، ان الشعب من حقه ان يطالبه بحقه ، لكن لابد ان يكون المطلب  جوهريا وحقيقيا ، ويستحق  التضحية والخروج من اجله ، فأوعزت الى اهم مطلبين في  العراق ، لو تحقق واحد منهما  لقطعنا  نصف الشوط في  معركة الاصلاح ، وهما : (اصلاح مؤسسة القضاء  ونزاهته ، وكذلك تفعيل  ومهنية واستقلالية لجنة النزاهة) ،لكن لعمري  كيف  كان هتاف  السواد الأعظم من المتظاهرين أشياء وصل  بعضها الى التفاهة ، أو يمكن للحكومة التحايل  عليها  وتخدير  الشعب  فيها  بسهولة ، أو رفضها  بشكل قاطع وبالقانون ايضا ، كأن يطالب  البعض من أهالي  الناصرية ، باستقالة محافظ السماوة !؟ او يطالب متظاهر  آخر من الناصرية بإقالة محافظ الديوانية ؟!
أو يريد ان يحل  الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية بساعة واحدة ، ويأتي  بفريق  كامل بدلا  عنهم !؟ وكأن الوضع عندنا  كما  هو في  غير مكان ، وإلا  فكم من الوقت يحتاجه الساسة ليتفقوا على البديل ؟ ثم يا ترى من يكون هذا البديل ؟ وهل  تسكت الأحزاب عن هذا الامر  ؟
نحن في انتخابات نقول عنها نزيهة نوعا ما، والكل مستعد لها ، وتطلب إعلان الحكومة سنة كاملة !
فكم من الوقت نحتاج يا ترى  لتشكيل حكومة وإجراء انتخابات سريعة أخرى ؟! ونحن نمر بحرب ضروس  مع داعش .
لا  اقول  عدم التظاهر ، لكن ليكون المطلب  جوهريا وحقيقيا ، لكي نرتقي بانفسنا قليلا ، ولتكن الحكومة على علم بصدق وجهوزية نوايانا اذا لم تلبى المطالب .
هذا ما  أرادته المرجعية من الناس  بعجالة ، فهل  هناك احد لم يسمع نصائح المرجعية بهذا الصدد ؟
لا  اعتقد ان احد في  العراق  خصوصا ، لم يسمع او لم تصل  اليه هذه الكلمات التي هدفها خدمة الشعب  العراقي  لا  اكثر .
أخيرا ، وبعدما  اجبنا  على  سؤالكم ، سؤالنا  لكم الان ، كم من هذه النصائح طبقتم على ارض  الواقع ؟ او كم الذين قاموا  بتطبيق  هذا الكلام على ارض  الواقع ؟
من لم يطبق  كل توصيات المرجعية ، ويأتي  يعترض  عليها بعد ذلك ما هو إلا الحمق بعينه .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر جميل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/09



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يريد السيد السيستاني منا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net