في الخربة التي جنب داري وضعت الكلبة الملساء جراءها الخمسة تحممت مزهوةً بمية المستنقع ،
الذي تكون من فيض مياه الصرف الصحي في حَيّنا الشعبي ،وملئَت ازقته الترابية
التي حُفرت هي الاخرى بحفارات عمال شركة ادعت صيانتها لشبكة الصرف الصحي.
كانت رند ابنتي الصغرى اكثر اطفال الحي عرضةً لملاحقة ذباب المستنقع كلما خرجت في نزهة استطلاعية لاستكشافه.
تسمرت في مكانها وهي تصغ لانين الجراء تحت بطن امها وهي تلثمُ حُلَمَ اثداءها.!
طلبت واحدا منها بان نصحبه إلى دارنا.
انها قذرة ومريضة ،،،،
اني ساعتني بها ......
لا يُمكن ان تنظف،،،،،، إنها كلاب،،،،
الم ترّ انها تسبح في مياه المستنقع القذرة،،،،،
لم يكن كلامي مقنعا لها بدأت بالبكاء وتحول بكاءها إلى صراخٍ .
تجمع الاطفال حولها محاولين اقناعها دون جدوى.
من نهايةالشارع العام الذي يربط ازقة الحي صدرت صرخاتٌ مدوية مَلَئَته
كلب! ....كلب!... كلب!...
ارتد الكلبُ مذعورا على اعقابه
اراد حرسهِ ان ينالوا من المنادين
لولا تدارك المارة للموقف.
ركب سيارته الحديثة الانيقة محاطا ببطانته .
عبر زجاجها كان يرى هتافات للجماهير التي تابعت موكبه الفخم.
خفض قليلا من زجاج النافذة، ليسمع هتافات تمجد بحياته.
ومن خلالها. يسمع
كلب!،،،كلب!،،،كلب!،،،
اغلق الزجاج بعصبيةٍ واشار للسائق ان يغير وجهته.
لازالت الاصوات تصل الى مسامعه
كلب!،،،،،كلب!،،،،،كلب!،،،،
بدا الذعر يسري في اوصاله المنتفخة . .
الاصوات تتضخم في مسامعه
في كل زاويةٍ من قصره.
اغلق اذنيه بقطع من القطن دون فائدة
احس ان ربطة العنقِ حبلَ مِشنقةٍ يلتف حول رقبته رمى بها ارضاً.
رمى ببدلته (السموكن) لتلحق بالربطة.
صم اذنيه بِكلى يديه لم تنجح محاولاته .
ليل حالك يطبق عليه .
تصور ان زحفا من الجماهير التي هتفت لحياته اليوم والامس يتجه نحو القصر،لينقلب عليه.!
امر حراسه بغلق الابواب والنوافذ والانتشار بكل الشوارع التي تؤدي للقصر.
احس ان حدثا مهما سيحصل له قبل طلوع الفجر ،فكر كيف ينجو أيعود للحي القديم؟
من البعيد كان نباح الكلاب يتهادى لمسامعه،يقطع سكون الليل،
استفز حيوانيته وشهوته.
حاول تقليد الكلاب في عوائها وحركاتها محاولة ليفلت من العقاب من اللذين هتفوا ضده .
زحف على قوائمه الاربعة متسللا إلى الخارج.
ليبحث عن ملاذا له!
تريث.
التفت في كل الاتجاهات مذعورا
عند الركن البعيد من الشارع كانت مجموعة من الكلاب تتزاحم على اكوام القمامة،
وعند بوابات البيوت بعضها يحرس اصحابها.
زحف نحو المجموعة التي تدور حول اكوام القمامة.
ليختبئ بينها
أحاطت بهِ الكِلاب .وإشتد نباحها،
تراقصت حول الوليمة
عند الصباح عثر
عمال النظافةَ على بقايا جثة كلبٍ مهم،
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat