صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

تصريحات السفير السعودي صدى لتصريحات نتنياهو !!
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  ليفخرالشعب العراقي بمرجعياته الدينية الواعية التي أقلقت أعداء الوطن والاسلام، وليفرح الشعب الذي يقاتل اللعبة الامريكية الصهيونية داعش، بعد اعتراف نتنياهو أن الحشد الشعبي في العراق الذي انطلق للجهاد بفتوى المرجعية، قد صدم أمريكا وإسرائيل، وسنتسلسل مع تصريحات نتنياهو حول هذا الحدث الذي أقلق نتنياهو كثيرا، وأقلق أمريكا وذيولها من الحكام العرب، الذين عدّوا الحشد الشعبي بل الشيعة الذين يأخذون أوامرهم من المرجعية خطرا على مشاريعهم ووجودهم.
 قال نتنياهو من داخل قاعة الكونجرس الأمريكي يوم (3/ 3 / 2015 م ) وكأنه يفتخر بذلك ( نحن وداعش نجاهد على خط واحد ضد إيران وسندعمهم ) ، داعش صديقة لإسرائيل، لأنها عدوة لإيران، وعدوة للشيعة الذين يدعمون المقاومة ضد إسرائيل، لقد اعترف رئيس وزراء إسرائيل من داخل الكونجرس الأمريكي قبل أشهرأنه يدعم داعش، فهل يوجد استهتار أكبر من هذا؟
 أين أمريكا التي تضحك على الذقون وتدعي كذبا الحرب على داعش؟
 ألا يستحق نتنياهو التجريم والعقاب بعد هذا الاعتراف؟
ألا يوحي هذا الاعتراف من داخل الكونجرس أن أمريكا وإسرائيل هما من يدعمان الإرهاب في العالم ؟
 من حق الشيعة أن يفخروا لأنهم أعداء لإسرائيل، بعد أن أقرّ نتنياهو بعدائه للشيعة ولمرجعياتهم، إذ تكلم نتنياهو بالذم وعبر عن قلقه من الشيعة لأنهم يأخذون تعليماتهم من المرجعية، واستدل على ذلك بتطوع الحشود الجماهيرية في الحشد الشعبي بناء على فتوى المرجعية، وعدّ ذلك تهديدا لإسرائيل، من هذا يظهر أن تصريحات السفير السعودي الجديد في بغداد ( ثامر السبهان ) لم تكن عبثية، بل هي صدى لتصريحات سيده نتنياهو الذي تكلم في هذا السياق قبل أيام فقط من تصريحات ( السبهان ) عن المرجعية والشيعة والحكام العرب، وعلاقتهم باسرائيل في السر والعلن، وتكلم أيضا عن داعش التي فضل أن تجاور إسرائيل على أن يجاورها الشيعة، ويقصد حزب الله في لبنان، تكلم نتنياهو ذاما الشيعة ومادحا الحكام الاعراب ومادحا داعش السنية على حد قوله، ذمّ الشيعة وصنفهم أعداء لإسرائيل، وعدّ دعم الشيعة للمقاومة ضد إسرائيل إرهابا، فالشعب الفلسطيني وفق معيار نتنياهو إرهابي لأنه يقاوم الاحتلال الصهيوني، وكذلك الشيعة إرهابيون، وإيران إرهابية وكل من يدعم المقاومة ضد إسرائيل فهو إرهابي، وبما أن داعش ضد الشيعة فهي إذن حليفة لإسرائيل وليست إرهابية، ليس داعش فحسب بل جميع منظمات الارهاب هي في خدمة الاهداف الصهيونية، بل إن الاسلام الوهابي بجميع تشكيلاته ومدارسه هو في خدمة الاهداف الامريكية الصهيونية، عليه فتصريحات ( السبهان ) لم تخرج عن دائرة كلام نتنياهو، وقد أقرّ نتنياهو بالتعاون المشترك بين السعودية ودول عربية أخرى مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بلعبة داعش، وأقرّ أيضا بالخطر الذي يهدد إسرائيل وحلفاءه الحكام العرب من الحشد الشعبي الذي تشكل بفتوى المرجعية، واعترف نتنياهو بخطر المرجعية على إسرائيل، وبخطر الشعارات الحسينية التي يطلقها الشيعة في محرم على إسرائيل وأمريكا كما سيتضح لاحقا من كلمات نتنياهو.
 بعد هذا الكشف الصريح من نتنياهو، من حق السنة في العراق أن يحتجوا لأن نتنياهو صنفهم من الداعمين لداعش، ولم يفرق بين السنة كطائفة وبين داعش الارهابية المنتسبة إلى السنة، ولم يفرق بين السنة وحكامهم الذين هم أدوات بيده ويد أمريكا، يدعي بعض السياسيين السنة أن داعش تدافع عن سنة العراق، الدولار النفطي جعل من هؤلاء السياسيين أبواقا للمشروع الامريكي الصهيوني، وأدواتهم من الحكام الاعراب،  داعش عند نتنياهو ليست إرهابية لأنها ضد الشيعة في العراق وسوريا وإيران، والشيعة لأنهم يقاتلون داعش فهم أعداء للسنة في عرف نتنياهو، ولكن ماذا يقول نتنياهو عن السنة الذين يقاتلون داعش ؟
هذه المعادلة هي التي يؤمن بها نتنياهو، فوقف في الكونجرس مدافعا عن السنة وهو يعني الدفاع عن داعش، ويتجاهل حقيقة ليس كل السنة داعش، ويدافع عن داعش لأنها ضد المقاومة وضد الشيعة الداعمين للمقاومة، وعندما يعد نتنياهو الشيعة أعداء له، فللشيعة الفخر لأنهم أعداء لإسرائيل، وعلى السنة أن يحتجوا لأن نتنياهو عدّهم أصدقاء لإسرائيل، إذ عدّ من يمثل السنة الحكام العرب وهم حلفاء لإسرائيل في السرّ والعلن، إضافة لداعش السنية فهي لعبة صهيونية باعتراف نتنياهو، فعلى السنة الشرفاء أن يعلنوا براءتهم من حكامهم، ومن أوباش داعش أصدقاء وحلفاء إسرائيل.
وقف نتنياهو داخل الكونجرس الامريكي مدافعا عن السنة في العراق وسوريا، ولا يعني السنة كطائفة الذين هم أيضا ضحية لداعش، بل يعني السنة المتطرفين التكفيريين والوهابيين من حكام ومنظمات إرهابية، نتنياهو ظلم السنة لأنه عدّهم أصدقاء وحلفاء لإسرائيل، وظلمهم لأنه ألبسهم ثوب داعش، إذ لم يفرق بينهم وبين داعش عن قصد وإصرار على الباطل، وفي هذا ظلم كبير للأشراف الوطنيين من السنة الذين يحاربون داعش في خندق واحد مع الشيعة والأيزيديين والتركمان والكرد والمسيحيين وجميع الطوائف والقوميات الوطنية.
 داعش عدوة للشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته، وعدوة للدين والوطن والإنسانية، والصهيونية تدعم أي منظمة تتصف بهذه المواصفات، وهذا مؤشرعلى أن جميع منظمات التكفير الإرهابية هي في خدمة أمريكا والصهيونية، ومنهج الفكرالوهابي هو في خدمة جميع أعداء الإسلام وليس الصهاينة فقط .
ألقى نتنياهو كلمته الخائبة في الكونجرس الأمريكي رغم اعتراض الرئيس الأمريكي وحزبه الديمقراطي على ذلك، وإنما اعتراضوا خدمة لمصلحة إسرائيل، لأن نتنياهو تكلم خلال فترة الانتخابات الاسرائيلية، فعدّ بعض المسؤولين الامريكيين، وبعض الاسرائليين نشاط  نتنياهو داخل الكونجرس من باب الدعاية الانتخابية، لكن نتنياهو المهووس لم يكترث باعتراض أوباما، لأن من يسيطر على الكونجرس الصهاينة الامريكيون المؤيدون لنتنياهو، فألقى كلمته مادحا لداعش والسنة لأن داعش سنية، وذامّا لإيران الشيعية وذامّا للشيعة في العراق وسوريا، لأنهم يقاتلون الاداة الصهيونية داعش وينبذون التكفيروالتطرف، ولأنهم يدعمون المقاومة ضد إسرائيل، عليه فالشيعة أينما يكونوا فهم أعداء لإسرائيل.
من استمع إلى كلمة نتنياهو يحكم عليه بالهوس، فقد ظهر باكيا من إيران والشيعة، ومتباكيا على السنة في العراق، ودعا أمريكا لإيقاف مفاوضاتها النووية مع إيران وطالب باستمرارالعقوبات عليها، واتهمها بدعم الإرهاب وتهديد وجود إسرائيل بنشاطها النووي، ومعروف الإرهاب الذي يعنيه نتياهو الذي تدعمه إيران، المقاومة الفلسطينية وكل أنواع المقاومة ضد إسرائيل هي إرهاب عند نتنياهو، وهي إرهاب عند حكام السعودية والخليج حلفاء إسرائيل الذين تحولوا في علاقتهم معها من السرّ إلى العلن، وكل من يدعم المقاومة المشروعة ضد إسرائيل، أو يدعم المقاومة ضد الإرهاب في سوريا والعراق، فهو داعم للإرهاب في قاموس الصهيونية والوهابية ويتفق مع نتنياهو في هذه الرؤى الحكام العرب كالسعودية وقطر والأمارات والأردن وآخرين، إضافة إلى تركيا التي تتوافق مع داعش في منهج الفكرالسلفي التكفيري، فالحزب الحاكم في تركيا (العدالة والتنمية) برئاسة أردوغان ينتمي إلى فكر جماعة الأخوان المسلمين، المنتمين فكريا الى التطرف والتكفير وهم جزء من المنظمومة الفكرية الوهابية.
نتنياهو حسنا فعل عندما كشف عن المستور، ولو أن الشعوب تعرف الكثير من الحقائق، كلام نتنياهو ليس من باب الدعاية الانتخابية مثل ما يتصورالبعض، بل هي ستراتيجية صهيونية ثابتة، والدليل بعد فوز نتنياهو في الانتخبات، وبعد أشهر عديدة من الفوز، وعندما أصبح رئيسا للحكومة الاسرائيلية للمرة الثانية كشف في بداية العام الجديد ( 2016 ) حقائق مثيرة عن الحكام العرب والشيعة، نقلتها(سومر نيوز) ووسائل إعلام أخرى، ولأهميتها ننقل فقرات من كلمة نتنياهو :
( قد تستغربون إذا قلت لكم أن مصدر قوتنا هو الحكام العرب فأغلبهم متعاونون معنا في العلن، والبعض الآخر يفضل ذلك في السر .. وهناك مصالح تربط دولتنا بالدول العربية، - مؤكدا -  أن إسرائيل دولة عظمى ولا يجب نكران ذلك، وهذا بسبب قوتنا وسياستنا الصحيحة، ولذلك نرى قطر والامارات والسعودية والاردن ومصر ودول أخرى رهن الاشارة، أنا باسم الشعب الاسرائيلي أتوجه لهم بالشكر الجزيل ولا يفوتني موقفهم المشرف وسعيهم الجاد في توسيع حدود دولة إسرائيل، - وذكر- أن ما يحدث اليوم في العراق وسوريا من قتل ودمار ما هو إلا بتخطيط مشترك مع بعض الحكام العرب لاضعاف ايران وحزب الله العدو الحقيقي لإسرائيل، - وقال - أنا أحذر العراق وسوريا أن لعبة داعش ستستمر حتى يرضخ الجميع لإسرائيل ويضعف النفوذ الشيعي في تلك الدول، وشدد نتنياهو على ضرورة أن تنتهي المظاهر والطقوس الدينية التي يمارسها الشيعة في العراق، - مشيرا إلى - أنها تشكل خطرا حقيقيا على دولة إسرائيل، - مضيفا إلى -  أن الشعارات والهتافات التي يطلقونها في محرم ما هي إلا عدوان حقيقي لنا، - ولفت نتنياهو إلى -  أن ولاء الشيعة لمرجعية واحدة يمثل تهديدا مستمرا لإسرائيل وبعض الدول العربية، وهذا ما ظهر مؤخرا في الاعداد الكبيرة من المتطوعين الشيعة – يقصد الحشد الشعبي – واستجابتهم لفتوى المرجعية التي صدمتنا وصدمت أمريكا نفسها.)
 بعد كشف هذه الحقائق من قبل نتنياهو، أرى من حق الشيعة أن يشعروا بالفخر لأن نتنياهو عدّهم أعداء لإسرائيل فذمهم، وأرى على السنة الشرفاء من غير حلفاء نتنياهو الذي وقف مدافعا عنهم، أن يرفضوا دفاع نتنياهوعن السنة، ويرفضوا وجود الحكام العرب حلفاء نتنياهو، ويعلنوا براءتهم من داعش لأن نتنياهو صنفها مدافعة عن السنة، وكشف أنها لعبة تدار من قبل إسرائيل وأمريكا والحكام العرب، وأرى من حق السنة الشرفاء الذين يرفضون الذلّ، ويرفضون أن يكونوا ورقة بيد المشروع الأمريكي الصهيوني الذي ينفذه الحكام العرب وحزب الأخوان في تركيا عليهم أن ينتفضوا على كل سني يريد أن يربطهم بهذا المشروع المُذِل، الذي وقع في أسره الكثير من السياسيين السنة بدوافع طائفية متطرفة، أو بدافع الحصول على المال الحرام من دول النفط العربي في الخليج، وعلى السنة الشرفاء أن ينتفضوا مرة بوجه نتنياهو لأنه وقف مدافعا عنهم إذ لم يفرق بين السنة وداعش، وأخرى أن ينتفضوا على الحكام الاعراب حلفاء نتنياهو بعد أن كشف أوراقهم، وينتفضوا أيضا بوجه السياسيين السنة الذين استمرأوا كلام نتنياهو ولم يحتجوا عليه بعد أن عدّ  داعش ممثلة للسنة، وبعد كلمات نتنياهو هذه لن نستغرب من كلام السفير السعودي في بغداد ( ثامر السبهان )، فكلماته عن المرجعية وعن الشيعة ما هي إلا إعادة وترديد لكلمات نتنياهو ضد الشيعة ومرجعياتهم التي تكلم بها نتنياهوقبل ( السبهان ) بأيام قليلة، ولن نستبعد أن حديث سفير السعودية جاء بأمر من سيده نتنياهو، لأن الحشد الشعبي المقاوم الذي تشكل بفتوى المرجعية، أصبح مصدر قلق الى إسرائيل وأمريكا وأدواتهم من الحكام العرب .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/29



كتابة تعليق لموضوع : تصريحات السفير السعودي صدى لتصريحات نتنياهو !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net