صفحة الكاتب : عباس البخاتي

ماذا لو اختار العراق الوقوف مع أحد الطرفين ؟
عباس البخاتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو أن الوضع العراقي بحاجة إلى طرح تساؤلات عدة، مع ضرورة توفر من يجيب عنها، بعيدا عن الترف الفكري الفارغ ، الذي من شأنه الدفع بالبلاد إلى مزيد من الأزمات .

من جملة الاسئلة التي تراود أغلب المتابعين هو هل بإمكان بغداد التخلي عن واشنطن ؟

مع علم القيادة العراقية ومعرفتها بأن التعاملات المالية لا تجري إلا بموافقة أمريكية !

هل الأرضية السياسية العراقية مهيأة للتخلي عن الدعم الأمريكي في المحافل الدولية لصالح العراق بالضغط على دول عدة ؟

وفيما لو تم ذلك هل يمكن تخيل حال العراق وقد فرضت عليه العقوبات بسبب موقفه الداعم لإيران ؟

بالمقابل هل بإمكان الحكومة العراقية التفريط بالعلاقة المتينة مع دولة ذات مشترك عقائدي وجارة محورية مثل إيران ؟

كيف يمكن تصور العلاقة بين القرار الرسمي للحكومة العراقية مع حلفاء إيران من الداخل العراقي ؟

لقد كانت الفرصة سانحة للدبلوماسية العراقية أن تؤسس لعراق قائم بذاته بعيدا عن تبعية المحاور شرقا أو غربا ، لكن الأداء السيء أوصل البلد لما هو عليه، حيث أسقط المارد العراقي في الفخ لعدم استماعه للغة العقل والحكمة المنادية بانتهاج سياسة (المعية لا التبعية ) .

إن ما دعى لطرح التساؤلات أعلاه هو بلوغ الأزمة بين الدولتين إلى مرحلة لا يمكن الاستهانة بها .

الحكومة العراقية الحالية تمر بموقف لا تحسد عليه بعد أن وصلت ذروة المواجهة بين الطرفين إلى حد التطبيق الفعلي للعقوبات الأمريكية على إيران .

برغم إعلان الحكومة عدم تعاطفها مع تلك العقوبات إلا أنها وعلى لسان رئيسها أعلنت التزامها بها، وهذا يعتبر تأرجح في الموقف من وجهة نظر المحللين .

إن تبرير الحكومة التزامها بالعقوبات نابع وحسب ما أعلن هو حماية لمصالح الشعب العراقي .

إن اللغة الدبلوماسية التي تحدثت بها الحكومة العراقية فتحت عليها أبواب النقد اللاذع من عدة أطراف، اهمها الجانب الأمريكي الذي أبدى امتعاضه من وصف العراق لتلك العقوبات بالخطأ الجوهري ، الأمر الذي فسر من وجهة نظر أمريكية على أنه تعاطفا مع إيران، ودعما لانشطتها المشبوهة في المنطقة .

المحور الآخر المنزعج من موقف الحكومة العراقية هو الجانب الإيراني، الذي يرى في إلتزام العراق بالعقوبات بمثابة تأييد للجانب الأمريكي ووقوفا مع محور (الناتو العربي ) الحليف للغرب، والذي يسعى بكل ما أوتي من (بترول) لإشعال نار الحرب نكاية بإيران ومواقفها من القضية السورية ودعمها لحزب الله اللبناني وعداءها الأزلي مع إسرائيل ذات التأثير الواضح في العقلية السياسية الأمريكية .

هناك محور ثالث لا يمكن تجاهل دوره أو غض النظر عن تصرفاته، يتمثل بالفصائل المسلحة والأحزاب الحليفة لإيران ، والتي تحضى بتمثيل سياسي لا يمكن تجاهله في كل الأحوال .

ترى تلك الجهات أن ما صدر من موقف رسمي هو نكران لموقف إيران المساند للعراق منذ سقوط النظام السابق حتى انجلاء غبرة داعش .

يتلخص موقف تلك القوى بضرورة رد الجميل للجارة المسلمة والوقوف معها في محنتها .

هنالك بعض القوى الوطنية البعيدة عن المشهد نوعا ما لتواضع تمثيلها البرلماني،ترى أن العراق لا يمكن فصله عن السياسة الدولية، خصوصا حين يتعلق الأمر في الصراع الأمريكي الإيراني، إذا ما وصفت الحرب على داعش بأنها تجسيد حقيقي لصراع هذين القطبين ، حيث أن نهاية داعش في العراق يعتبر بداية لمرحلة أشد قسوة، كونه صراع وجود أو عدم لكلا الطرفين .

فهل يعي ساسة العراق خطورة تلك اللحظة العصيبة وهي صراع دولي كبير تحت مسمى المواجهة الكبرى وساحته العراق الذي ينظر إليه كلاهما على أنه أحد المكاسب الذي يود كل منهما الحصول على ولائه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس البخاتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/12



كتابة تعليق لموضوع : ماذا لو اختار العراق الوقوف مع أحد الطرفين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net