أضواء على حياة السيدة فاطمة المعصومة "ع"
فاطمة السعيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاطمة السعيدي

ولدت سليلة الطهر والعفاف فاطمة المعصومة في ظروف عصيبة ألمت بأهل البيت عليهم السلام
فتحت هذه السيدة عينيها على الدنيا في أيام محنة أبيها وقد أحاطت به الخطوب فارتسمت حياتها بالحزن والأسى قبض على أبيها وهي في سن تدرك فيه غياب الأب عن البيت وتعي ما يجري في بيتها وما يسوده من الحزن والألم وما يعانيه أهلها من لوعة وعناء.
ثم ما تناهى إلى سمعها من شهادة أبيها (عليه السلام) وما تلاها من أحداث مروعة . فادركت "عليها السلام" أن لهذه القضايا جذورا تمتد إلى زمان جدتها الزهراء (عليها السلام)...
السيدة فاطمة المعصومة فقدت أباها وهي في مقتبل العمر إلا أنها عاشت في كنف شقيقها الرضا (عليه السلام)، وأولاها العناية الخاصة في تربيتها ورعايتها حتى غدت أفضل بنات الإمام موسى ين جعفر "عليهما السلام .
نشأت هذه السيدة تتلقى من أخيها العلم والحكمة في بيت العصمة والطهارة
و حظيت بأحسن الأسماء وأجمل الألقاب وإن لأسمائها وألقابها من الدلالات والمعاني ما يشير إلى عظمتها ذلك لأن الاسم أو اللقب لم يطلق عليها جزافا وإنما صدر عن المعصوم ، الأمر الذي يدل على جلالة هذه الشخصية وعظمتها
من القابها «المعصومه» ولهذه التسمية من الدلالة ما لا يخفى فإنها تدل على أن السيدة فاطمة (عليها السلام) قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة حيث سماها الإمام (عليه السلام) بالمعصومة، والعصمة تعني الحفظ والوقاية.من المعلوم أن الإمام "عليه السلام" لا يمكن أن تصدر منه مبالغة في القول في حق شخص من الأشخاص على خلاف الحق.
فمجئ الإمامين الرضا والجواد (عليهما السلام) لتجهيز ودفن هذه السيدة الجليلة دليل واضح على عصمتها وذلك لأن من معتقدات الشيعة أن جنازة المعصوم لا يتولى دفنها إلا المعصوم.
ولئن لم تكن معصومة بالمعنى الخاص للعصمة الخاصة بالأئمة (عليهم السلام) والصديقة الزهراء (عليها السلام) إلا أن في التعبير عنها بالمعصومة إشعارا ببلوغها مرتبة عالية من الطهارة والعفة والنزاهة والقداسة ولا إنها تنحدر من بيت العصمة وتربت على يد المعصوم وكانت ابنة معصوم وأخت معصوم وعمة معصوم.
و لقب أيضا « كريمه أهل البيت»ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور في شأنها فإن أهل البيت (عليهم السلام) قد جمعوا غر الفضائل والمناقب وجميل الصفات ومن أبرز تلك الخصال الكرم وقد عرفوه بأنه إيثار الغير بالخير ولا تستعمله العرب إلا في المحاسن الكثيرة ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذلك . والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل. عاشت السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في كنف أخيها الرضا (عليه السلام) ورعايته مدة من الزمن تمكنها من تلقي التربية والتعليم اللائقين بمقامها على يد أخ شقيق لم يكن في علمه ومقامه كسائر الناس، فهو الإمام المعصوم وهو المربي والمعلم والكفيل سليل الكرم .
لقبت أيضا ب «محدثة اهل البيت» لانها كانت من المحدثات وورد ذكرها في أسانيد رواها العامة فضلا عن الخاصة وأشهر ما روي عنها حديث الغدير
نالت فاطمه المعصومة "ع " قسطا وافرا من العلم والمعرفة تلقته من معدنه الصافي، وأخذته من منبعه العذب حتى غدت ذات شأن ومقام
قال معلمها ومربيها الإمام الرضا (عليه السلام) : «من زار المعصومة بقم كمن زارني »
ولا يغيب عن بالنا أن القائل معصوم لا ينطق عن الهوى وإن وراء هذه الجملة على قصرها ما يدل على مقامها الرفيع ، اللهم ارزقنا زيارتها في الدنيا وشفاعتها في الآخرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat