صفحة الكاتب : بكر ابوبكر

الحكومة والوئام الأهلي، والتعليم!
بكر ابوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يشهد للحكومة الفلسطينية الحالية حراكها في عديد المستويات رغم التحديات التي تواجهها سواء المتمثلة بتلك الاعتداءات والانتهاكات الاحتلالية المتفاقمة والمتزايدة الى حد تهميش السلطة والسعي لإسقاطها فعليًا ومعنويًا، ومنها السرقة الإسرائيلية المباشرة من أموالنا الضريبية.

التحديات الوطنية الداخلية التي تواجه الحكومة كثيرة، ومنها اضراب المعلمين الذي وصل لقمته! عدا عن عديد المشاكل الداخلية الكثيرة الاخرى التي تقف أمامها الحكومة أحيانًا وقفة جادة، وأحيانًا بعجز ظاهر!

قد يكون من الصعوبة بمكان لحكومة تحت الاحتلال أن ترسم خطة واضحة المعالم لعام واحد، فما بالك لخمس سنوات مثلًا!؟ لأنها لاتتحكم بالمعطيات والموارد كلها، فرسوخ الوجود الاحتلالي العدواني الميداني عامل أصيل في تدمير أو إبطاء أو تقليص الحياة أو القدرة الفلسطينية على أي عمل لمصلحة الناس، هذا عوضًا عن آلاف الجهود الدعائية والإعلامية الصهيونية واخواتها الموجهة عبر التغريدات والمنشورات والمواقع والحسابات المدعومة صهيونيًا والتي تسيء للحكومة حتى لو قالت: لا إله الا الله!

إن صعوبة وجود كيان يتنفس الحرية تحت ظلال السيوف المشرعة من قبل الاحتلال، هي بذات صعوبة منع الضحية من الصراخ حين تنشب أظفارها في جسد المعتدي؟ فما بالك حين ينظر العالم ومنه عالم الأشقاء؟! للأظافر هذه كادوات إرهاب! ويتعامي عن مسسباتها الأصلية من رسوخ الاحتلال ومنهجه المعروف بالقتل وسرقة الأرض والاحلال والتهويد؟!

يجب النظر لعمل الحكومة باعتباره خدمة أمينة (فأعضاء الحكومة هم خدمٌ للشعب، كما قيادات الفصائل خدمٌ للشعب وفلسطين، ومصطلح الخدمة يشرفهم أجمعين). أو يجب أن نحرص على أن تكون الخدمة شفافة وأمينة على استمرار حياة ومصالح الناس قصيرة وطويلة الاجل،ولكن مع اتخاذ واحد من مسارين: فإما مسار الحياة الاستهلاكية المرتبط بالتراخي والخضوع والتساوق والانسحاق تحت قدم الدولة المتحكمة أي الاحتلال، وإما مسار الثورة والمقاومة والكفاح الجماهيري والخارجي، وإن افترضنا الثاني فإنه يتقاطع مع ضرورة تحقيق الوئام الوطني والتوازن وتحديد الاولويات.

لا يمكن فهم استمرار مشكلة نقابة المعلمين (وقبلها نقابات أخرى) وتعطيل الدراسة بشكل مؤسف حتى الآن، بغض النظر عن المخطيء ومن المُلام من غير المُلام! فالأولوية الوطنية تسبق المصلحية المحدودة مهما كانت محقة، لأن الأولوية الوطنية هنا هي تحقيق مصلحة الطلاب لأنهم عدة الأمة القادمة في التحرير والكفاح والمقاومة، ما لايعني بأي حال من الاحوال إغفال دور وحقوق المعلمين أو غيرهم من الفئات، وهنا يأتي تحقيق التوازن المطلوب، ودور الفصائل ومنظمات المجتمع والحكومة معًا.

في مسار التعامل مع الوضع تحت الاحتلال وكأننا في بحبوحة! قد يصح النظر للدول الأخرى والقياس عليها! فنفرد أرجلنا! ومازلنا بعيدين جدًا عن هذه الحالة-الحلم.

أما حين النظر للأمر أننا سلطة أو حكومة مؤقتة تحت الاحتلال (ضمن سلطة سياسية أعلى هي سلطة منظمة التحرير الفلسطينية) من واجبها التعامل مع اقتصاد مكافح ومقاوم، فإن النظرة الوطنية العامة يجب أن تختلف كليًا سواء من الأجهزة الحكومية، أومن النقابات، أو الفصائل السياسية؟ أو منظمات المجتمع الاهلي والمنظمات غير الحكومية.

استنادًا لما سبق فأن الحراك الخارجي الحكومي هو خطٌ هام، متى ما كان متوازيًا تمامًا ومتزنًا مع خطين آخرين الأول هو خط الكفاح والنضال اليومي ضد الاحتلال، ثم مع خط تحقيق مصالح الناس ومطالبهم وتحقيق الوئام الوطني والتفاهم والاستقرار سواء مع الفصائل الفلسطينية السياسية أو مع منظمات المجتمع المدني ومنه مع النقابات وكافة الشرائح.

بذلك نستطيع أن نفهم ضرورة (أو أولوية) حل مشكلة الطلاب (الوطنية الداخلية) وإضراب المعلمين، في ظل بحث رئيس الوزراء مع رئيس زيمبابوي "سبل تعزيز التعاون الثنائي ما بين البلدين على الصعد التنموية والاقتصادية وتقانة المعلومات، وإرسال فريق فني لتبادل الخبرات والمساعدة في المجال الزراعي" كما تقول الأخبار.

إن توازي وتوازن عمل الخطوط الثلاثة (الخارجي، والكفاحي الميداني، والوئام الوطني والأهلي) يفترض جدلًا أنها يجب أن تتقاطع مع المهمة والهدف الجامع المتمثل بتحرير فلسطين عبر تحقيق استقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقانوني (القائمة لكنها تحت الاحتلال)، ومع الوسيلة/الأسلوب المتفق عليها.

في ظل دوام وتواصل عمل الخطوط أو المجالات الرئيسة الثلاثة للحكومة الفلسطينية، وفي فهم لطبيعة الظرف المعقد تحت الاحتلال، وفي ظل تحديد الأولويات ضمن وضوح الهدف فإننا نترقب حراكًا وطنيًا فلسطينيًا ذو وتيرة أشد نحو الوئام الوطني العام، وكل هذا لا يتاتى فقط بالحوارات مسدودة المنافذ بين الفصائل، وإنما عبر إشراك أطر أخرى مثل النقابات والمنظمات الأهلية (غير التنظيمية أو غير الحزبية) ومراكز الدراسات والأبحاث والشخصيات العامة فقد يكون لها من الإثراء ما لم تستطع الفصائل إدراكه!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بكر ابوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/20



كتابة تعليق لموضوع : الحكومة والوئام الأهلي، والتعليم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net