تصنيف أحاديث حول المهدي في كتاب المهدي حقيقة لا خرافة (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

جاء في كتاب المهدي حقيقة لاخرافة للمؤلف محمد بن اسماعيل: و قال الحافظ ابن حجر فى (الفتح): (و قد أخرج ابن ماجه عن ثوبان رفعه قال: (يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة) فذكر الحديث فى المهدى، فهذا إن كان المراد بالكنز فيه الكنز الذى فى حديث الباب دلّ على أنه إنما يقع عند ظهور المهدى، و ذلك قبل نزول عيسى و قبل خروج النار جزما، و اللّه أعلم) و قال الحافظ أيضا فى (الفتح) أثناء شرحه لحديث (تصدقوا فسيأتى على الناس زمان يمشى الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها) فذكر الحافظ احتمالات تعلق هذا الحديث بالباب الذى قبله و هو (باب خروج النار) فقال رحمه اللّه: (و تعلقه به من جهة الاحتمال الذى تقدم، و هو أن ذلك يقع فى الزمان الذى يستغنى فيه الناس عن المال، إما لاشتغال كل منهم بنفسه عند طروق الفتنة، فلا يلوى على الأهل فضلا عن المال، و ذلك فى زمن الدجال، و إما بحصول الأمن المفرط و العدل البالغ بحيث يستغنى كل أحد بما عنده عما فى يد غيره، و ذلك فى زمن المهدى و عيسى ابن مريم، و إما عند ظهور النار التى تسوقهم إلى المحشر). و قال الشيخ الفقيه ابن حجر المكى رحمه اللّه: (الذى يتعين اعتقاده ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدى المنتظر الذى يخرج الدجال و عيسى فى زمانه، و يصلى عيسى خلفه، و أنه المراد حيث أطلق المهدى) *و قال الشيخ على بن سلطان محمد القارى فى مصنف: له فى المهدى ما نصه: (و قد ثبتت أحاديث كثيرة، و روايات شهيرة عنه عليه الصلاة و السلام مما هو صريح فى علىّ مقامه، و جل مرامه) يعنى المهدى. و قال أيضا فى (شرح الفقه الأكبر للإمام أبى حنيفة): (فترتيب القضية أن المهدى عليه السلام يظهر أولا فى أرض الحرمين، ثم يأتى بيت المقدس، فيأتى الدجال، و يحصره فى ذلك الحال، فينزل عيسى عليه الصلاة و السلام على المنارة الشرقية فى دمشق الشام، و يجىء إلى قتال الدجال، فيقتله بضربة فى الحال).
و قال الشيخ محمد البرزنجى (ت 1103 هـ): (الباب الثالث: فى الأشراط العظام، و الأمارات القريبة التى تعقبها الساعة، و هى أيضا كثيرة فمنها: المهدى، و هو أولها، و اعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر) إلى أن قال: (قد علمت أن أحاديث وجود المهدى، و خروجه آخر الزمان، و أنه من عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه و على آله و سلم من ولد فاطمة بلغت حد التواتر المعنوى، فلا معنى لإنكارها) و قال الصبان: (قال فى الصواعق: و قد تواترت الأخبار عن النبى صلى اللّه عليه و على آله و سلم بخروج المهدى، و أنه من أهل بيته إلخ). و قال فى (الإذاعة): (و قد جمع السيد العلامة بدر الملة المنير محمد بن إسماعيل الأمير اليمانى الأحاديث القاضية بخروج المهدى، و أنه من آل محمد صلى اللّه عليه و على آله و سلم و أنه يظهر فى آخر الزمان، ثم قال: (و لم يأت تعيين زمنه إلا أنه يخرج قبل خروج الدجال). و قال السفارينى فى عقيدته المسماة بـ (الدرة المضية فى عقيدة الفرقة المرضية): و ما أتى فى النص من أشراط فكله حق بلا شطاط منها الإمام الخاتم. و قال أيضا فى شرحها: (كثرت الأقوال فى المهدى حتى قيل: (لا مهدى إلا عيسى) و الصواب الذى عليه أهل الحق: أن المهدى غير عيسى، و أنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، و قد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوى و شاع ذلك بين علماء السنة حتى عدّ من معتقداتهم... ثم ذكر بعض الأحاديث الواردة فيه من طريق جماعة من الصحابة، ثم قال: (و قد روى عن من ذكر من الصحابة و غير من ذكر منهم بروايات متعددة، و عن التابعين من بعدهم، مما يفيد مجموعة العلم القطعى، فالإيمان بخروج المهدى واجب كما هو مقرر عند أهل العلم و مدوّن فى عقائد أهل السنة و الجماعة) و قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه اللّه: (و قد ورد ما يدل على أن المهدىّ من ذرية الحسن رضى اللّه عنه كما رواه أبو داود و غيره).
و قال المحدث أبو الطيب صديق بن حسن الحسينى البخارى القنوجى ملك (بهوبال) ما نصّه: (و الأحاديث الواردة فى المهدى-على اختلاف رواياتها -كثيرة جدا تبلغ حد التواتر، و هى فى السنن و غيرها من دواوين الإسلام من المعاجم و المسانيد) قال العلامة أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادى: (اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد فى آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، و يظهر العدل، و يتبعه المسلمون، و يستولى على الممالك الإسلامية، و يسمى بالمهدى، و يكون خروج الدجال و ما بعده من أشراط الساعة الثابتة فى الصحيح على أثره، و أن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، و يأتم بالمهدى فى صلاته) و قال الشيخ محمد بن جعفر الكتانى (ت 345 هـ) رحمه اللّه: (الأحاديث الواردة فى المهدى المنتظر متواترة، و كذا الواردة فى الدجال، و فى نزول سيدنا عيسى ابن مريم عليه الصلاة و السلام) و قال المحدث الناقد أبو العلاء السيد إدريس بن محمد بن إدريس العراقى الحسينى فى تأليف له فى المهدى ما نصه: (أحاديث المهدى متواترة-أو- كادت، و جزم بالأول غير واحد من الحفاظ النقاد). (و قال العلامة أبو عبد اللّه محمد جسوس فى شرح رسالة ابن أبى زيد ما نصه: (ورد خبر المهدى فى أحاديث ذكر السخاوى أنها وصلت إلى حد التواتر) قال شارحه المحقق أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسى فى (منهج المقاصد): (هذا أيضا مما تكاثرت الأخبار به و هو المهدى المبعوث فى آخر الزمان، ورد فى أحاديث ذكر السخاوى أنها وصلت إلى حد التواتر).
و قال الشيخ محمد حبيب اللّه الشنقيطى رحمه اللّه: (فأحاديث نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة و السلام متواترة بل تواترت أحاديث المهدى أيضا كما صرح به شيخنا الشيخ عبد القادر بن محمد سالم الشنقيطى إقليما فى نظمه (الواضح المبين) بقوله: تواترت به الأحاديث الصحاح فيما روى أهل الفلاح و النجاح. و قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حفظه اللّه: (أما إنكار المهدى المنتظر بالكلية كما زعم ذلك بعض المتأخرين فهو قول باطل، لأن أحاديث خروجه فى آخر الزمان، و أنه يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا، قد تواترت تواترا معنويا، و كثرت جدا و استفاضت كما صرح بذلك جماعة من العلماء بينهم أبو الحسن الآبرى السجستانى من علماء القرن الرابع، و العلامة السفارينى، و العلامة الشوكانى و غيرهم، و هو كالإجماع من أهل العلم، و لكن لا يجوز الجزم بأن فلانا هو المهدى إلا بعد توافر العلامات التى بيّنها النبى صلى اللّه عليه و على آله و سلم فى الأحاديث الثابتة، و أعظمها و أوضحها: كونه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما). و قال الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتى الديار المصرية سابقا، و عضو جماعة كبار العلماء بالأزهر: (و ننصح المسلمين بأن يتقبلوا الأحاديث الصحيحة بقلوب مطمئنة و يؤمنوا بظهور المهدى فى آخر الزمان إيمانا صحيحا، و يتركوا الأقوال التى تهدم هذه الأحاديث لصدورها ممن لا علم لهم بالأحاديث، بل لا تقدير لها و لا عقيدة عندهم بوجودها).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat