كيف يقرأ الفقيه سيرة المعصوم ؟
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

تختلف قراءة الفقيه - بما هو فقيه - لحياة وسيرة المعصوم عن قراءة الناقد والمفكر والقارىء المثقف بصورة عامة .. لأن السيرة عنده عبارة عن دليل شرعي غير لفظي لإستنباط الحكم وربما تكون عبارة عن مجموعة قرائن ومقوّيات لأدلة أخرى تنفعه في استنباط الحكم الشرعي ..
والدليل الشرعي غير اللفظي يمثل هنا فعل وتقرير المعصوم في مقابل قول المعصوم الذي هو الدليل اللفظي ( الروايات ) ..
والدليل الصامت ( غير اللفظي ) عند الفقهاء عبارة عن دليل لبّي تجري عليه بعض القيود والشروط قبل الاستفادة منه في استخراج الحكم .. منها مثلاً : عدم جريان قاعدة الإطلاق التي يستفاد منها العموم ، فلا يعمم فعل المعصوم مثل تعميم قوله اذا كان مقترناً بأداة عموم أو قابلاً لجريان قاعدة قرينة الحكمة ..
كما أنّ فعل المعصوم أو سكوته على فعل يعني مجرد عدم الحرمة وتركه للفعل يعني عدم الواجب ولا يمكن استنباط الأحكام الاخرى منه ( وجوب واستحباب وحرمة وكراهة ) بسهولة كما هو حاصل في تصريحات واستظهارات الدليل اللفظي ..
كما أن الدليل اللبي يؤخذ منه القدر المتيقن وكذلك لا يحتمل المعارضة ، على عكس الدليل اللفظي الذي يكون أوسع وأقوى في هذين المجالين ..
كما يصعب معرفة الخصوصية في فعل الإمام بما هو إمام ، فقد يفعل المعصوم ما هو من خصوصيات شخصيته ووظيفته وبما لا يُطلب من غيره ، على عكس الدليل اللفظي الذي هو في الأصل كلام موجّه لغير الإمام ..
هذه لمحة سريعة عن طبيعة قراءة الفقيه لحياة المعصوم والتفصيل في بحوث علم أصول الفقه ..
آجركم الله بذكرى شهادة حجة الله الإمام الحسن العسكري عليه السلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat