صفحة الكاتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي

تذكرة: " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ "
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سُئِلَ أحد العلماء عن كيفية وصوله إلى تلك الدرجة العالية من الإيمان.فأجاب:

"كنتُ أيام شبابي مغرورا لاأتورع عن إرتكاب الآثام والمعاصي، وكانت لي والدة تأمرني أن أكتب كلّ ماأقترفه من ذنوبٍ وموبقات في كرّاسٍ خاص وأراجعه قبل أن أنام. إلتزمتُ بطلب والدتي دون أن أطلب منها تفسيرا لذلك وقلت مع نفسي: ما الضير في أن أدوّن في الليل ماأعمله في النهار.بدأتُ فعلاً بتفيذ طلب والدتي وكنتُ مساء كل يوم أراجع ماأكتب خوفا من أن أنسى شيئا لم أكتبه في ذلك الكرّاس. في أحد الأيام وكعادتي خرجت من البيت لاأدري إلى أين تأخذني قدماي،فرأيتُ في طريقي إمرأة حسناء محتشمة ومعها بُنية صغيرة، قلتُ لِاُعاكسها لعلي أحصل على شيء وفعلا طلبتُ منها أن تتوقفَ قليلاً لِنتحدّثَ حيث لايَرانا مَن لايَرانا، فَفَعَلتْ.دنوتُ منها مبتسما وإذا بها ترتعد كالسعفة  وقد إصفّر وجهها وقالت لي: إسمع أيها الشاب المغرور، والله ماوقفتُ في حياتي هذا الموقف ولم أك يوما إمرأة سَوءٍ أبدا، ولكني ومنذ ثلاثة أيام ومعي هذه الطفلة المسكينة لم يدخل جوفنا شيء من الطعام إطلاقاً، فهلاّ تصدقتَ علينا وأحسنتَ إلينا واللهُ يجزيك خير جزاء المحسنين.تأثرتُ كثيرا لموقف هذه المرأة الصالحة وعدلتُ عن الإساءة إليها والتحرشِ بها وقلتُ لها أخبريني عن مكان سكنك وسوف آتيكِ بما قسمه الله. أعطتني العنوان وإنصرفتْ آملة أن أكون صادقا فيما وعدت.ذهبتُ إلى بيتنا وأخبرتُ والدتي بما جرى فساعدتني في جمع بعض الطعام الذي كان عندنا فذهبتُ إلى تلك المرأة وناولتها كيس الطعام دون أن أنظر إلى وجهها وأنصرفتُ عائدا إلى أمي التي كانت في إنتظاري. إستقبلتني على غير عادتها، شكرتني على عملي وعلى محياها علامات الرضا وطلبتْ مني أن أدوّن هذه الحادثة أيضاً في ذلك الكراس الخاص.وافقتها الرأي ووعدتها أن أفعل ذلك قبل أن أنام. حان بعدها موعد النوم فأحضرتُ قلمي وأردتُ أن أسجل تلك الحادثة فإذا بيَّ أرى الصفحات (التي كانت مليئة بذكر السيئات) بيضاء ولا توجد في أعلى كل صفحة إلاّ هذه الآية:" إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ".فعاهدتُ ربي تعالى أن لا أفعل منكرا قط مادمتُ حيّا. بدأتُ بالإستغفار والتوبة من حينها وأكثرتُ من فعل الخيرات وعفرتُ وجهي في التراب وزهدتُ عن هذه الدنيا وتشوقتُ للآخرة "والآخرةُ خيرٌّ وأبقى".

 

نسأل الله المغفرة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جعفر الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/01



كتابة تعليق لموضوع : تذكرة: " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net