صفحة الكاتب : ا . د . حسين حامد

حينما يحلو للسيد رئيس البرلمان الاساءة لوطنيته ...
ا . د . حسين حامد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نشرت بعض المواقع الالكترونية ما سمي انتخاب رافع العيساوي كنائب لقائمة متحدون ..ولا اجده جديدا في ما يخص متحدون او (قائدها) السيد اسامة النجيفي أو اذا شرف القائمة شخصا متهما بالارهاب والفساد الاداري والمالي؟ هل يغير ذلك من الاحوال شيئا؟  

فالسيد اسامة النجيفي ما برح يبرهن وبلا أدنى خجل أومبالات ، لا من نفسه ولا من شعبنا ولا من يمثلهم في البرلمان، على استعداده لعمل اي شيئ وكل شيئ من اجل اثبات بعثيته وتعاطفه مع الارهاب ، ويأمل في فوزه في الانتخايات القادمة ليكمل مسيرة القائمة العراقية البعثية التي اصبحت أثرا بعد عين . والرجل يعرف نفسه ويعرف امكاناته المحدودة ولاشعبيته جيدا بين العراقيين ما عدا اولئلك من يعتبرون انفسهم خارجون عن القانون. ويعرف أيضا ان مسألة اعادة انتخابه من قبل الوطنيين من شعبنا من سنة أو شيعة هو خط احمر بسبب انه متعاون جدا ومتفاهم جدا مع الارهاب البعثي - القاعدي . بل ولا يعتبر العراق وطنا له حتى يتم تقسيم العراق ويأخذ راحته بين جماعته (السنة) الارهابيين فهو يعتبرهم وحدهم الثقاة ومن يستطيع الاعتماد عليهم ، وبدونهم فهو انسان عديم الثقة بالناس وبنفسه. ولو كانت السلطة كما يجب عليها من قوة وديمقراطيتنا سليمة ، لكانت هناك حلولا ناجعة له ولامثاله في تطبيق القانون ودفعه اجر تحديه لشعبنا وتعامله مع العملية السياسية كأي داعم للارهاب والارهابيين وبما ينص عليه الدستور من عقوبات رادعة. ولكن نتيجة (للانتقائيات) و(الانتقائيين) في تطبيق مبادئ الدستور او عدمها (حسب الحاجة) ، كانت النتيجة ظهورهذا الاستهتار الذي يسلكه الكثيرون من أمثاله . 

والسيد رافع العيساوي ، مجرم مطارد ومتهم بالارهاب باعتراف حمايته، وانتخابه نائبا في قائمة متحدون (تكريما لوطنيته) وان كان ذلك مسألة خاصة (بين الحبايب)... ومع ذلك ، علينا ان ننظر باهمية لهذه الخطوة التي نعتقدها كخطوة سافرة للتحريض ودعم الارهاب . 

ابتداءا ، ومن اجل ان تتم مناقشة الامور بموضوعية ، علينا أن نعترف ان الامور اختلطت على شعبنا ، واننا لا ندري من هو الذي يقول الحق حول رافع العيساوي؟ هل ان السيد المالكي وحكومته تقول الحق في اتهامها ان رافع العيساوي قد تم الاعتراف عليه من قبل حمايته بتكليفهم مهاما لقتل بعضا من شعبنا؟ وان كان ذلك اتهاما حقيقيا ، فلماذا لم تحاول حكومة السيد المالكي اظهار تلك الحقيقة من خلال عرض اعترافات حماية العيساوي كما فعلت مع طارق الشركسي لكي تتأكد الحقائق والوقائع امام شعبنا ؟ 

 من جانب اخر، ان كان الاتهام الموجه للعيساوي ربما صحيحا، بدليل هروبه وعدم عودته لمواجهة التهم ضده، فلماذا يدافع عنه النجيفي؟ وهل يعتبره مظلوما ؟ أم يعتبره احد الاوتاد التي يتكئ عليها في محاربته حكومة المالكي؟  بل ويحتفي به يقوم بتكريمه وتنصيبه نائبا له في قائمة متحدون؟ 

أم أن النجيفي قام بعمل ذلك وفي هذا الوقت بالذات ، تماشيا مع ردود افعال السيد اوباما رئيس الولايات المتحدة ضد الحكومة العراقية واصرار الادارة الامريكية ان على المالكي يجب أن يحل المشاكل القائمة مع (السنة) والاكراد؟ وأن كنا نمتلك قنتاعاتنا في هذا الشأن وقد أوضحنا ذلك في مقالنا السابق (أنت مخطأ يا سيادة الرئيس اوباما) .. فنحن نطالب برد من السيد رئيس الوزراء على تساؤلاتنا ، من اجل ان يفهم شعبنا حقيقة الامور..وحتى لا يكون الظن اثما. .   

فما فعله السيد النجيفي ليس فقط تحدي للقانون، بل هو تحدي لمشاعر شعبنا الذي لا يزال الارهاب يفني وجوده في كل يوم .  كما وأنه حينما يتم الاجتماع لانتخاب رافع العيساوي وقائمة متحدون في (أربيل) ، فذلك لا يعني سوى اثبات (عدالة) السيد رئيس الاقليم في توفير الحماية لشخص عراقي مطلوب للعدالة ، ليسرح ويمرح ، تماما كما فعل من قبل مع طارق الشركسي. وهذه الخطوة غير الموفقة هي في حقيقتها تحريض على الارهاب ودعوة صريحة في تحدي النظام والحكومة والدستور وكل المعايير الاخلاقية التي تفرض ضوابطا على كل عراقي  في الالتزام بها وطاعتها حسب الاصول ، سواءا اكان رئيس اقليم او رئيس مجلس النواب ، طالما هناك اوامر صدرت بالقاء القبض على رافع العيساوي. ...من اجل هذا لا نجد ضيرا حينما نقسوا في كتاباتنا على من يستحقون اكثر من قسوة الكتابة من اجل الحق . ونعري بسرور من لاحق لهم في ما يدعونه من (ديمقراطية وعدالة وتطبيق القانون)....  

والمشكلة الكبرى وخطورتها أن السيد النجيفي ، رئيس البرلمان ، والحامي للدستور ، والممثل باسم الشعب لتنفيد مهام السلطة التشريعية . وان السيد النجيفي باختياره رافع العيساوي كنائب لرئيس قائمة متحدون ، انما من اجل مشاكل وازمات قادمة ضد شعبنا . لاننا لا يمكن ان نشك في أن اهداف ودوافع رافع العيساوي ، ومن خلال تقديم استقالته من الوزارة  وتواجده في ساحة الاعتصامات لفترة طويلة ، هو من اجل خلق المشاكل لا اكثر ولا اقل . وبما أن العيساوي اضطر الى الاختفاء نتيجة سعي السلطات للقبض عليه ، فان أهداف خطوة النجيفي ، هي ، أولا : من اجل عودة العيساوي الى ساحة الاعتصامات وتأجيج الحماس هناك والاستعداد للانتخابات المقبلة. وثانيا : هي فرصة النجيفي الكبرى في اعادة مساعيه الى خيارات لم تفلح سابقا بسبب انها لا تصب في مصلحة شعبنا من خلال تبنيه دعوة السيد جو بايدن ، نائب رئيس الولايات المتحدة من اجل تقسيم العراق، والمجال مفتوح امامه الان بمساندة دعوة الرئيس اوباما . 

اننا نطالب السيد رئيس الوزراء بما يلي :

- اتخاذ ما يلزم لفتح تحقيق في نوايا السيد النجيفي وما يضمره لشعبنا من عدم استقرار من خلال دعمه لاحد العراقيين المتهمين بالارهاب ومحاولة جعله في الواجهة السياسية كيدا بشعبنا . 

- كما واتقدم باسمي الشخصي كمواطن عراقي بطلب شكوى الى المحكمة الاتحادية للنظر بهذه السابقة الخطيرة التي تسمح للعراقي في ممارسة الارهاب في وطن حصد الارهاب فيه الاف العراقيين الابرياء ، ومن ثم تبرر حماية الارهابيين ، وعدم مبالات مسؤول كبير على رأس السلطة التشريعية في خلق اجواءا جديدة للفتنة . 

- العمل على النظر بامكانية بسحب الثقة عن قائمة متحدون في الانتخابات القادمة لسلوكها المتعارض مع سلامة شعبنا ، ولانها لا تمانع في ان يكون من بين اعضائها من هم متهمون  بالارهاب ، بل ولا نستبعد ان يصبح المجرم الهارب طارق الشركسي احد واجهاتها أيضا. 

- وعندما نتكلم عن ضعف الحكومة في مواجهاتها مع الارهاب او داعميه ، فان السكوت عن هذه السابقة اكثر من كافية للدلالة على ما نقوله . أذ ليس لنا اهداف تسقيطية ضد احد ، لا للمالكي ولا غيره ، ولكننا ، نعتقد ، ان شعبنا بحاجة الى توضيحات لما يجري ، وبحاجة اكبر لمن يقف بوجه محاولات البغي على شعبنا ولا نجد في شخصيته ما يسمح له بالسكوت على امثال السيد النجيفي حينما يقوم الاخير بضرب مباديئ وقيم شعبنا عرض الحائط بسبب معرفته المسبقة ان لا احد يستطيع ان يقول له (على عينك حاجب) .!!!

- من جانب اخر، هذه ملاحظة أخيرة بودنا توضيحها للسيد رئيس البرلمان : في الوقت الذي نجد فيه أن الارهاب القاعدي – البعثي قد اصبح الملجأ والحاضنة الرئيسية لمجرمي العراق ممن تم الاعتراف على تورطهم في جرائم ارهابية ضد شعبنا ، من امثال طارق الشركسي ورافع العيساوي و(أربعة عشر نائبا) أخر في البرلمان لا يزال شعبنا يجهل اسمائهم لان السيد رئيس الحكومة يمتنع عن الكشف عنهم ، أوممن تم السماح لهم "بالهروب" عن طريق مطار بغداد ،  أو من ظل من بعضهم ناشطا من اجل تصعيد الارهاب ودعمه من قبل تلك الدول في السماح له في التواجد على اراضيها ، وبث السموم ضد العراق والعراقيين ومنحهم الفرص في المشاركة في المؤتمرات والمناسبات التي تمكنهم من استغفال العالم بحجة تهميش العرب السنة ، وهم يواصلون دعمهم  للارهاب ، عليك ان تعلم يا سيد النجيفي ، أن هؤلاء ليسوا هم في الحقيقة ممن تطالب الادارة الامريكية بالانفتاح عليهم وتكريمهم كسياسيين (سنة) وقع عليهم التهميش .! 

- وختاما ، الادارة الامريكية ربما تعلم جيدا أن هؤلاء هم وراء اغتيالات المئات من ابناء شعبنا بالكاتم .  وان لم تكن تعلم بذلك ، فعلى السفارة العراقية في واشنطون ان تقوم بواجباتها في الاعلام في المجتمع الامريكي والتعريف عما يجري في العراق . فالشعب الامريكي لا يعرف الكثير عما يجري في العراق ، ولا عجب ان اننا نجد الرئيس اوباما يطالب بالمزيد من الانفتاح على السنة والاكراد. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ا . د . حسين حامد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/08



كتابة تعليق لموضوع : حينما يحلو للسيد رئيس البرلمان الاساءة لوطنيته ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net