صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

دموع على طريق الغرباء..
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من أين أبدأ عزف موسيقى الاحزان... فانا غير ضليع بنوتاتها....ولااعرف آلاتها التي تبعث حزنا شجيا ساحرا للنفس,، أكثر من غيرها.... لتسحق في ذاتي صبر إنتظار الاشجن حزائنيا لتسرق الدمعة من كل جفن عنوة...
السيد ضرغام.....غاب غيابا أبديا....شاب في مقتبل العمر وعنفوانه..... فاليوم في العراق يموت الشباب  فقط ....حتى بالدراسات المجتمعية مظلومين ومنسيون...او منسيين لاتهمني القواعد اللغوية قدر انها تقضم كل خلية في جسدي شبعت من دم الحزن والشجن.....هناك حرب ضروس سحقت كل شبابنا فلاالجدران ولاالمقابر اخذت تستوعب غيابهم اليومي....ولاامتلئت نفوسنا التي عايشت الحزن منذ وجود البعث الزنيم لليوم،من قوارب وبواخر الاحزان وهي تمخر في الشطآن والغدير والانهار وبحار الالم...
واليوم أيضا يسرق الموت منا شابا التهبت كل صفحات الفيس بووك لوداعه التراجيدي..وعندما تأملت وتألمت عن سبب موته إجده صعقة كهربائية في وقت يشكو الشعب كله من غيابها!!! ولكن السيد ضرغام غاب للابد وعانقه التراب لان التربة العراقية لوتحدثت للفظت شبابنا منها!!!
ولكن التربة ايضا حزينة على إستقبالهم وصامتة لان ذراتها قلّبت مع الاحياء مواجع الموت الرخيص....
ومن الصدف الغريبة في الحياة أن هذا الشاب الذي غادر الحياة بتراجيديا هيكيلية التنوع الهندسي للشجى والشجن....كان لنا معه صلة قرابة!! وصلات القرابة المجتمعية في العراق تقتضي التزاور ومواساة عائلة الفقيد.... توجه قلبي الملكوم لاجسدي الفاقد بوصلة الفرح والسعادة لمقر الفاتحة....كانت خطواتي كلها لفظة دمع صامتة في الاجفان...ولجت مقر الفاتحة... وهناك بعد قراءة الفاتحة ... تمنيت أن أكون بليدا..
تمنيت ان لاتفترس عيوني دموع العطاء الحنون في عيون اغلب الحاضرين... ولان الحزن يعرف سحنتي ويعرف شحنتي ويعرف سفينتي ويعرف يراعي ويعرف روعي ويعرف اختياراتي وجدت نفسي قريبا من اهل الفقيد... وانا لست مخرجا ولاكاتبا للسيناريو.....ولكن المشهد نفسه سحق كل توافق في جوارحي وانا اشاهد جموع الشباب الذين كانوا يعرفونه يبكون مع اخوته..... مع ان العراقيين قليل منهم من يبكي في مراسيم الفاتحة لاسباب اجتماعية....
لم أقو على الصمت!! أنهمرت دموعي بقساوة.... هاهو السيد ضرغام يدور مع موزعي الماء يتسامر مع اصدقائه فردا فردا..... ويلوم اخوته على الدموع!! واذا برجل ينهض من جنبي يحمل هاتفه النقال.... واذا انا امام صورة في حائط المطان للفقيد الشاب المبتهج ببسمته التي شراعها دموع مغادرة....التقط الرجل عدة صور للفقيد ولم يكن يعلم ان عيوني التقطت مليون صورة للمشهد كلها تسحق المحاجر والمدامع والاجفان....
لن اكتب النهاية فقد تركت المكان لاني عاجز عن فعل الاحزن موقفا.... اين التفاؤل المستقبلي؟ اين سيذهب فراش السيد ضرغام وملابسه واحلامه وطموحه ... وبسمته وحبه المكنون؟ كم ستصبر امه؟ المنسية دموعها عن الترقيم في لوحات السيد حمورابي.... فمسلته حملت احزاننا منذ بدء الخليقة..
اي كلمة اكتبها للختام......دائما تضحك الاحزان على كل العراقيين.... لانها تبتدع كل صور الموت لهم!!!  وبرسومات لم يفكر بها عباقرة الفكر السريالي ! وكل خيال في هوليوود كان هنا الحزن يبتدع صورا للموت لم تمرّ على كل خاطر.... يملك خيالا خصبا..
الصمت سيد الاحزان.....
عزيز الحافظ
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/30



كتابة تعليق لموضوع : دموع على طريق الغرباء..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net