صفحة الكاتب : نور صباح

طفولة متشظية
نور صباح

  ان اجمل مرحلة في حياة الانسان هي الطفولة ..
فيها لا نفقه شيئا عن سوء هذا العالم ..
فيها تتعالى اصوات البراءة والحان الحلم ..وأناشيد القيم ..
تصبح لكل الأشياء وهي تلاعب طفولتنا لها قيمة ..
اذكر لحظات طفولتي لحظة لحظة، اذكر كيف ننتظرُ بشغفٍ بدء  مسلسلنا  الكرتوني على سبيستون، ونحرص على عدم ان تفوتنا  اي دقيقة منه، لاننا نعلم أنه لن نستطيع رؤيتها في الوقت اللذي نريده -كما هو الحال اليوم - اليوتيوب موحود لذلك لا يهتم الطفل لمتابعة شىء ..
اطفال الوقت الحاضر، لم يعيشوا متعة متابعة الكارتون كالتي عشناها نحن ،لم يذوقوا  مرّ انتظار الغد لحلقةٍ جديدة!ومعرفة ماذا سيحدث للبطل ..ولا توترك وحزنك حين تسمع (سنعود  بعد قليل) وفرحتك  العظيمة حين يقول(عدنا) ..
لقد كنا نحب ألغاز كونان،ونتعب  تفكيرنا  في حلّ لغز الجرائم معه ..ونبكي بحرقة  على بائعة الكبريت،والثلجُ يلسع  قدميها  الحافيتين ..حتى ماتت ..
وكانت برائتنا تطير  فرحاً حين  تجد ريمي امها، وحين يحقق روميو حلم آليفريدو وان كنّا عشنا  مأتماً لوفاته بين يديه وقد حقق هدفه ..
نغني  مع رشا رزق ونحن نستلذُ بصوتها الرخيم، وكانت اغنية (امي)التي تنشدها  ريمي ..أغنيتنا  الشهيرة  والجميلة  التي تدمع  لها الأعين في كل مرة نسمعها  ..
كنا نعيش الرحيل، والصداقة الحقيقية  وتتسامى  اهداف  نبيلة  في ارواحنا  يوما بعد يوم..
كنا نلعب كثيرا ، أوراق اليوغي  التي كنتُ اعتبر نفسي خصمة  عنيدة  فيها  رغم  خساراتي  ..الوان  وقصصٌ اعشق  رائحتها والتي كنتُ اخذها  من محل ابي كلما اخذني  معه ..ربما كان يضحك  علي  حينها ، لاني  لن اخرج من المحل حتى آخذ الأشياء التي تفرحني  حتى لو كان بيتنا مليئا منها..
سباحتي  ساعات  طوال  في المسبح  الصغير، وحين اجلس من التعب اجعل من اصابع يدي أشخاصا..يتقاتلون  في ما بينهم  ويتكلمون  ويخرجون  للتسوق  ..او يغرقون  في الماء  ..
كانت العابنا  مع الاصدقاء، لاتتجاوز  الركض  ولعبة  الغميضة وكرة القدم ..
كنا لانعرف شيئا  عن الاغانِ المتدنية  التي نسمعها  اليوم، كنا لانعرف عشقا  لأغنية  غير (انا واخي) و(ريمي) التي عاشت فيها للابد ..
انتِ الامان ..انتِ الحنان
من تحت قدميكِ ..لنا الجنان
من عطاؤكِ تخجلي 
ابدا لم تتململي
ياشمعة  دربي 
يا بلسم الزمان 

لقد كنا  نرددها  حتى في درس  النشيد..
براءة  وأحلام وعيونا  تبرقُ طفولة  حقيقية..
هكذا كنا ..

وحين ارى طفولة اليوم ، يعتمل في نفسي الاسف..
لقد صرت انبهر انبهارا  شديدا  حين اجد طفلة اوطفلا  ممن درستهم  ..مؤدبا  وبريئا!!

هذا لا يعني  أن الاهل لهم السبب الرئيسي  لما يحدث  ..
الاسباب  كثيرة ..
إنها تبدأ من المؤسسة  الرئيسية  وهي الأسرة..
وصولا إلى البيئة  المحيطة، والمدرسة  ،والاصدقاء  ..
متابعة  الاهل للأطفال وتصرفاتهم ..كيفية  حماية  بذرة  البراءة  في نفوسهم  ..اصبح صعبا جدا ..
طلاب  في الرابع الابتدائي يعشقون !ويخرجون في مواعيد يحتسون الاراكيل!..طلاب يعرفون ويحفظون  كل الاغاني التي في بالك حتى تلك التي لم تعرفها ولم تسمع بها ..بالرغم أن جيل اليوم يتميز بصفة واحدة ...انهم بفضل  العولمة والتكنولوجيا  الحديثة  التي عرتهم  من طفولتهم  وبرائتهم  ... إلا أنهم  جيل مستحدث  وذكي  جدا ..
مع ذلك...فلا فائدة من ذكاء شعوبٍ ..تنحدر اخلاقها واساسياتها  المهمه  كالأطفال  اللذين هم جيل المستقبل والشباب  اللذين هم عجلة الحياة ..
اتشائم  حقا من  مستقبل ربما سيكون  خالٍ من المبادىء  والقيم ..وينحدر  نحو الهاوية..كيف لا واهم شرائح المجتمع تغوص  اكثر فاكثر  في العتمة !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نور صباح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/02


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • منفى  (ثقافات)

    • أحلام  (المقالات)

    • مطر  (ثقافات)

    • كاد المعلم ان يكون ....؟!  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : طفولة متشظية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net