الطفل هذا الكائن المهمل (3)
د . ايمان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ايمان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابنك على أبواب المدرسة:
كثير من الآباء والأمهات، لا يولون اهتماماً لأبنائهم في الفترة التي تسبق دخولهم المدرسة لأول مرة... فهما يقومان بشراء أفخر الملابس، وأغلى الأحذية والحقائب... لكنهما ينسيان كيفية تعامله داخل المدرسة في العام الأول، فترى اغلب الأطفال يتهربون من الدخول الى المدرسة في العام الأول، ولحجج غير مقبولة من قبل الأهل أو حتى المعلمين.. ولكي يتفادى كثير من الآباء هذه الظاهرة، عليهم تهيئته للدخول إلى هذا العالم الجديد عليه، وذلك بتدريبه عملياً على نظام المدرسة، وبفترة كافية لتعليمه كيفية التصرف.. ومن هذه التدريبات:
معرفة الاتجاهات (اليمين، الشمال، الأمام، الخلف)، وذلك عند دخول الطفل إلى المدرسة، أول عمل تقوم به المعلمات، هو ترتيب الأطفال ضمن طابور من طفلين عرضاً، وإلى عدد من التلاميذ الآخرين طولاً.. ومن التدريبات التي ينبغي على الأهل، تعليمها للطفل قبل دخوله المدرسة.. هو اقناعهم بالجلوس على كرسي لمدة ربع ساعة على الأقل، وعرض أشياء مختلفة له على الحائط، كالصور المتنوعة، أو الأشكال الهندسية ذات الاتجاهات المختلفة، هذا التمرين يعوّد الطفل بالجلوس على الرحلة عند دخوله الصف، ويحد من حركته المستمرة داخل الصف.. ثم مساعدة الطفل بتدريبه على قبول طفل آخر، يكون الى جانبه في الصف، وحسب أطوال الأطفال داخل الصف، وهذه مهمة معلمة الصف الأول، بأن تبيّن لهم المقارنة بالأطوال والأبعاد الهندسية.. لتتفادى كثيرا من المشاكل التي تحصل في الصف الأول..
ومن التدريبات التي ينبغي على الأهل تعليمها لأطفالهم، هو كيفية التعامل مع الأشياء، كارتدائه لملابسه، وربط الحذاء، أو الحزام، ومسك القلم، ولا نطلب منه الترتيب في الكتابة أو الكتابة على السطر، لأن طفل السادسة ما زالت أعصاب عينيه غير مكتملة. أخيراً على الأهل تدريب أطفالهم على الإحساس بالزمن.. وهذا يجب أن يكون في فترات متقدمة من الطفولة المبكرة، ليتعود الطفل على الاستيقاظ بوقت مبكر، والذهاب إلى مدرسته بالوقت المحدد، والانصراف بالوقت المحدد، وتعريفه بـ(اليوم وغداً وأمس) فهذا يساعده في تحضير واجباته، ونلاحظ ان الكثير من الأمهات، ترافق أبناءَها إلى الصف، ولفترة قد تطول أحياناً، إن التدريبات الأولية تحد من هذه الظاهرة.. وخصوصاً بمساعدة أبناء الجيران الذين سبقوا طفلها إلى المدرسة.
إن تحضير الطفل جيداً قبل المدرسة من قبل الأهل، سيساعده على عدم الفشل، وتعطيه الشجاعة. وذلك بتهيئة جو جدي أشبه بالصف، أو أصطحابه إلى المدرسة في أوقات مختلفة، قبل الدوام الرسمي.. ليشعر الطفل بالتآلف مع المكان من جهة، ويقيس المسافة بين البيت والمدرسة من جهة أخرى..
تعويد الطفل على الاهتمام بمظهره، ونظافة ملابسه، وتخصيص مكان خاص للوازمه المدرسية، حتى لو كان ركنا جانبيا، خلف باب إحدى الغرف، إلا أنه يكون مخصصا له فقط، وهذ الأمر يساعد الطفل على الاستقلالية والتنظيم منذ اليوم الأول للدراسة.
على الأهل أن يعوِّدوا ابنهم على الصراحة، والانصات له، إلى أن يتم كلامه، ومن ثم توجهيه بشكل سليم، كي لا تكون تجربة الصف الأول تجربة قاسية له، لأنها أهم مرحلة في طريق مستقبله.
أخيراً إذا كانت لديكم استفسارات أو مشكلات حول مرحلة المدرسة، وخصوصاً مرحلة الصف الأول، بإمكانكم الكتابة إلينا.. في العدد القادم إن شاء الله تعالى سنتناول محور (مشكلات وحلول الكذب عند الأطفال).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat