صفحة الكاتب : احمد محمود شنان

الطبيب الجراح والفنان الرسام صفاء نعمة يرسم بالمشرط والفرشاة اروع اللوحات
احمد محمود شنان
 النجف الاشرف /احمد محمود شنان
 
 
 
ولد فناناً موهوباً اكتشف ذاته قبل أن يكتشفه معلم التربية الفنية في الصف الأول ابتدائي نما و نمت معه موهبته كبر وكبرت معه هوايته فبعد أن كان يرسم بالفرشاة وأقلام الرصاص التي يفضلها في الرسم ، اليوم يرسم بمشرطه في معالجة التشوهات الخلقية والحوادث التي تحصل لمرضاه .
انه الطبيب الجراح والفنان الرسام صفاء نعمة التقيته على حين غرة فوجدته انموذجاً رائعاً للإنسان يتحسس معاناة مرضاه ويبلسم جراحهم بكلماته الطيبة قبل أدواته .
أراد أن يساهم في تجميل صورة المجتمع برسوماته الناقدة كما يجمل أعضاء جسم الإنسان حين يصيبها الضرر فتحتاج إلى مشرط جراح إما يزيل جزء تالف أو فاسد أو يجمل جزء أساء له عارض ما .
يعمل الفنان صفاء نعمة مديراً لمركز مهدي العطار في النجف الاشرف وهو يكمل الان دراسة (البورد)أب لثلاثة أولاد ابنتان وابن واحد الابنتان على سر أبيهما ، استوقفني وهو يهب بعض أصدقائه مجمعة من أعماله بعد شعوره بتمتعهم بذائقة فنية تليق بإعماله التي مذ عرف نفسه فنانً لم يقم سوى معرض واحد سألته أسئلة عديدة فكان هذا اللقاء.
تحدث لي عن بداياتك الفنية ومرحلة الاكتشاف؟
الفنان صفاء نعمة : عندما كنت طالباً في الصف الأول الابتدائي بدأت الرسم وكنت مولعاً برسم معارك المسلمين وكان معلم التربية الفنية غير مقتنع بموهبتي وقدرتي على الرسم ولم يكتشفني احد غير أنا والعائلة حيث انتابني شعور بالإحباط بعد تشكيك المعلم فبعد أن كنت امني نفسي بترحيب معلمي وتشجيعه لي فوجئت بموقفه السلبي مما دفعني إلى إثبات وجودي من خلال أعمالي ولوحاتي ولكن فشلت حتى بلغت الصف الثاني فكان معلم التربية الفنية مختلف تماماً عن الأول حيث شجعني على الاستمرار في الرسم وبدأ يقوّم محاولاتي فكان لك الدور الأكبر في صقل موهبتي وتنميتها من خلال تقليدي للوحات لفنانين كبار كما كان يطالبني بتعديل لوحات زملائي المشاركة في المهرجانات والمعرض الفنية التي تقيمها إدارة المدرسة ومديرية التربية.
وكيف تعاملت مع موهبتك وأنت تدخل مرحلة جديدة من حياتك حيث الدراسة تكبر مسؤوليتها والاهتمامات تزيد؟
الفنان صفاء نعمة: في المرحلة الإعدادية تحديداً ورغم صعوبة المرحلة كنت منهمكاً في الرسم وبدأ يتناولها زملائي في المدرسة وقد اطلع عليها بعض ممن ينتمون إلى المؤسسة الدينية فاخبروني بأن الرسم حرام فتركت الرسم ومزقت كل رسوماتي وتفرغت لدراستي وكنت أتلظى للرسم فلم أقوى على تركه بعد استشارتي لفنانين عن حقيقة الحرمة فلم يثبتوا لي ذلك فلم أتردد في العودة للرسم وعالمي المفضل.
 
وفي الدراسة الجامعية بزغت موهبتي أكثر ونلت بعض الشهرة بين زملائي حتى كادت أن تقودني للاعتقال من قبل الأمن ألصدامي في الكلية بعد إقبال الزملاء على تداول لوحاتي ورسوماتي التي اغلبها كانت تترجم معاناة أهل البيت ومصائبهم وتضحياتهم الكبيرة في جنب الله وإقامة دينه فبدأت ارسم لوحاتي على لوحات كبيرة في أروقة الكلية ما أثار حفيظتهم فوصلتني نصيحة من احدهم كانت لي علاقة طيبة به فتركت الرسم حتى أقمت أول معرض لي بعد تخرجي برعاية مدير عام دائرة صحة المثنى وكان المعرض الأول والأخير لي وقد تضمن (60) لوحة اغلبها مرسومة بالفحم وكان معرضاً متواضعاً إلا أني اصريت على استثمار أي فرصة تعرض لي للكشف عن موهبتي بعد هذا العمر والآن بدأت انشر لوحاتي من خلال صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) فأجد الكثير يلومونني من خلال تعليقاتهم بسبب عدم استثمار تلك الموهبة والكشف عنها بطرق أخرى كإقامة المعارض أو عرضها على وسائل الإعلام المرئية.
 
أين تجد نفسك أكثر في الفن أم في مهنتك الإنسانية؟
 
الفنان صفاء نعمة : أجد نفسي في الفن أكثر فعندما ارسم لوحة اشعر بالراحة وهذا ما يحدث أيضاً عندما اجري عملية جراحية تكلل بالنجاح فهنالك تشابه كبير بين عملي  وموهبتي فالعمل في الجراحة يحتاج إلى لمسة فن فكثير من الأطباء الزملاء يشجعوني على التخصص في الجراحة التجميلية وهذا الاختصاص قريب إلى نفسي إلا أن الفرق هو ففي عملية الرسم تترجم فكرة على ورقة بيضاء بينما التجميل هو عملية إصلاح ومعالجة لتشوه ما أو تجميل صورة غير واضحة أو قل غير مكتملة لسبب ما فانا احرص أن اترك مكان العملية الجراحية بشكل جميل اقرب إلى وضعه الطبيعي قبل العملية إن كان تداخلاً جراحياً وتجميل ما شوه بفعل حادث أو أي سبب أخر،فهما الاثنان قريبين إلي وان كان الفن اقرب أكثر.
 
العائلة ما دورها في صناعة الفنان والطبيب صفاء؟
 
للعائلة دور كبير وكبير جداً فوالدي كان يشجعني على مزاولة هوايتي في الرسم رغم تأكيده على عدم إغفال دراستي فضلاً عن وجود شقيقان لي فنانان أكبرهم كان يشجعني أكثر على الرسم ولي شقيقتان هما الاخريتان فنانتان إلا أنهما تركا الرسم بسبب الظروف الاجتماعية التي حالت دون استمرارهن بممارسة الرسم،وبنتاي هما الاخريتان شغوفتان بالرسم كابيهما وسأحاول أن أكون لهن عوناً في شق طريقهن نحو الاكتشاف المبكر لمواهبهن وطاقاتهن فلا أريد أن يتكرر مع بنتاي مثل ما حدث معي.
 
إلى أي نوع من فن الرسم تميل؟
 
الفنان صفاء نعمة : بغض النظر عن طريقة الرسم ونوعه أميل دوماً إلى رصد الحالات الاجتماعية التي تتعلق بحياة المواطن فأحاول ترجمتها لأجل رصدها سواء كانت ايجابية أو سلبية فهي رسالة ممكن أن تصل إلى المعنيين لاتخاذ إجراء بها ومعالجتها.
 
فالفن رسالة تكتب بلغة يفهما الجميع ولها قدرة كبيرة على التأثير ولهذا أتوقع أن يكون للفن ثقل في تغيير كثير من الحالات ونشر الوعي واستلهام كل المعاني الجميلة التي تنهض بالإنسان وترفعه إلى أسمى المراتب ولهذا أدعو زملائي الفنانين إلى اخذ دورهم في عملية التغيير وتحمل مسؤوليتهم تجاه المجتمع .
 
الفنان صفاء تميل إلى رسم الكاريكاتير أكثر من غيرها بمن تأثرت من رسامي هذا اللون ؟
 
الفنان صفاء نعمة : كنت من قراء مجلة ألف باء في زمن النظام البائد وكنت متابعاً مهتماً ومعجباً برسومات رسام الكاريكاتير العراقي خضير عباس فقد كانت أعماله تستهويني فهو ذو فن جميل ونقد أجمل بصورة مؤدبة ورائعة لا كما متبع من أساليب التشهير.
 
 ويختتم الفنان الجراح حديثه بالدعوة الى الاهتمام بالمواهب والمهارات التي يتمتع بها الاطفال ورعايتها وتنميتها وتطويرها من خلال توفير كوادر تربوية متخصصة من شأنها اكتشاف المواهب والبحث عن اهتماماتها لتكون بداية صحيحة لبناء اجيال متميزة مؤهلة للنهوض بالواقع العراقي بعد سني النظام البائد القفراء التي كانت تحارب الابداع وتدثر المواهب وتطارد المبدعين وتقتل العلماء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد محمود شنان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/17



كتابة تعليق لموضوع : الطبيب الجراح والفنان الرسام صفاء نعمة يرسم بالمشرط والفرشاة اروع اللوحات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net