صفحة الكاتب : صفاء ابراهيم

حوار الطرشان
صفاء ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من نيقوسيا في قبرص اطلق البابا اخر صيحة في سلسلة غير منتهية من الصيحات الداعية للحوار
حوار الاديان او حوار الحضارات او حوار الثقافات كلها مسميات لمفهوم واحد هو الحوار الاسلامي المسيحي
لم يأت البابا بجديد لان هذه الدعوات تتردد من خمسينات القرن الماضي وازدادت وتيرتها خلال العقدين الاخيرين , وغالبا ما يكون الداعين لها هم رجال الدين وبعض المتنورين من الفريقين ...

البابا يتمتع بثقل روحي كبير في اوساط العالم المسيحي وفي اوربا على وجه الخصوص , فبعد ان جردته الثورة الفرنسية والثورات التي نسجت على منوالها من كل الصلاحيات الاسطورية  التي كان يتمتع بها وحجمت نفوذه بشكل كبير وجعلته مقتصرا على الفاتيكان لم يعد دوره يتعدى التاثير الروحي في اتباع كنيسته الكاثوليكيه وهو دور ما زال كبيرا بالطبع انا لا اشك في صدق نوايا البابا العجوز, لكن الامر يحتاج الى ما هو اكثر من النوايا الصادقه , يحتاج الى مواقف سياسية تصنع  القرار أوتؤثر في صانعيه وتحتاج ايضا الى عملية تغيير فكري جذري لا يبدو ان الشارع المسيحي مستعد لها في الوقت الحاضر هل تؤثر الاراء البابوية في سياسات الاتحاد الاوربي ومفوضيته للشؤون الخارجية؟ ام هل تؤثرهذه الحوارات التي يدعو اليها البابا ومن هم على شاكلته في اتجاهات المجتمعات الاوربية المنطلقة بقوة نحو اقصى اليمين؟
كنت وما زلت اقول ان احداث الحادي عشر من سبتمبر التي سببت كل هذا ما هي الا لعبة الغرض منها دفع الغرب نحو المزيد من التطرف والتخندق في موجهة الاسلام الزاحف نحو قلب اوربا والامريكيتين , وما زلت اقول ان الرواية الامريكية للاحداث ابعد ما تكون عن التصديق , وما زلت اقول ايضا ان من دبر احداث سبتمبر ونفذها هو من استفاد منها في اخر الامر.... فمن الذي استفاد من تلك الاحداث؟ ومن الذي استغل تلك الاحداث لتحقيق اهدافه على المدى البعيد؟
اعتقد انه هنا ستتداخل الادوار بين الضحية والجاني , بل قد يكون الجاني المفترض هو الضحية الحقيقية وقد تكون الضحية المفترضة هي الجاني الفعلي , المهم انها لعبة اجادت امريكا في لعبها ،  ونعود ونقول ليس بنوايا البابا الطيبة وحدها ولا بالحوار الذي يدعو اليه وحده يتعايش الاسلام والمسيحية لانه غير خاف على احد مدى الكراهية والنفور الذي يحيط بالاقليات الدينية الاسلامية والجالية المسلمة في اوربا وامريكا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الدموية .
المسلمون في اوربا تحديدا وفي امريكا بشكل اخف يتعرضون اليوم الى اقسى درجات التمييزوالعداء فمن الرسوم الكاريكاتيريه المسيئة لشخص النبي الى منع الحجاب في الجامعات والمعاهد والتشريعات الخاصة بذلك الى منع النقاب وفرض الغرامات المالية  على المنقبات الى منع بناء الماذن ومنع رفع الاذان بمكبرات الصوت الى الشعارات العنصرية التي تشوه بها جدران المساجد الى العبث بالمقابر الاسلامية وتدنيسها الى المطالبة الصريحة بمنع المهاجرين المسلمين من دخول اوربا  الى كثير من المضايقات التي يتعرضون لها بسبب انتماءهم الديني
هذه هي الحملة التي يتعرض لها المسلمون في اوربا , وهي في ازدياد مضطرد ومع تاكيدي اني لا اشك بنوايا الرجل الطيب الا اني اتساءل ماذا بوسع البابا ان يفعل؟ هل بامكانه ان يدير اتجاه سياسات الحكومات الاوربية وسياسييها المتجهين نحو العنصرية والتطرف؟ ام هل يستطيع ان يحدث نقلة نوعية في اتجاه الشارع الاوربي نحو معاداة الاسلام والمسلمين؟
بالتاكيد نحن نجزم بعدم قدرته على ذلك ...
السياسيون الاوربيون والمؤسسات السياسية والاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني في اوربا  وانصار السلام وناشطو حقوق الانسان واصحاب الفكر كلهم مدعوون لاشاعة فكر التسامح وقبول الاخر , كلهم مدعوون لترجمة ما يؤمنون به من قيم ومثل من اجل تخفيف التوتر والاحتقان الذي يحيط باوضاع الجاليات الاسلامية في اوربا وامريكا , كلهم مدعوون لقبول المسلم الاوربي باعتباره اوربيا اولا وقبول المسلم المهاجر لاوربا بغرض العمل او اللجوء السياسي باعتباره انسان اولا ...
الكراهية لا تولد الا الكراهية المضاده والجاليات المسيحية موجودة في العالم الاسلامي منذ الفي عام ولعل ما يتعرضون له بين الفينة والاخرى من مضايقات سببها نفس الروح العنصرية المتطرفة لانه  بالتأكيد يوجد في العالم الاسلامي مثل الجهلة الذين يضايقون المسلمين في اوربا وربما اكثر
ان دعوة البابا للحوار بين الاسلام والمسيحية يجب ان تأخذ صداها لدا السياسيين الاوربيين اولا ثم المجتمعات الاوربية بأطيافهاالاجتماعية المتنوعه وبعكس ذلك لن تكون الا امنية من الاف الاماني الموضوعة رفوف التسويف ...فهل من ساع بهذا الامر قبل فوات الاوان؟؟؟

 صفاء ابراهيم

ahleen65@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/25



كتابة تعليق لموضوع : حوار الطرشان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net