مدهشة تلك العبارة التي كتبت في الجواز البريطاني
(ستدافع المملكة المتحدة عن حامل هذا الجواز حتى آخر جندي على أراضيها) فهي تبعث في نفس حامله الطمأنينة والثقة بأنه محمي إلى ابعد الحدود وانه لا يمكن المساس بكرامته وحقوقه مهما كانت الظروف وهذه العبارة البريطانية تقابلها وتوازنها في القوة العبارة المكتوبة على أول صفحة من الجواز الأمريكي (حامل هذا الجواز في حماية الولايات المتحدة الأمريكية فوق أي ارض وتحت أي سماء) وأمريكا وبريطانيا جادتان في حماية امن رعاياهما مهما كانت الظروف والأسباب لان المواطن في هاتين الدولتين قيمة عليا يحرم المساس بها وكل تشريع يصب في خدمة المواطن البريطاني والأمريكي لذلك تجد انه في حالة مقتل مواطن ستطالب هاتان الدولتان بملايين الدولارات لتعويض عائلته وقد حدث هذا الأمر مرارا وتكرار وذلك مما يعلمه القاصي والداني .
في الدول العربية والإسلامية تجد أن العبارة المكتوبة على أول صفحات الجواز لا تعدوا أن تكون مطالبة بتسهيل مهمة ومرور حامل الجواز لأنه روحه ودمه عديمة القيمة في بلده لاسيما في العراق الذي أصبح وأمسى ضعيفا واهنا يتجرأ عليه من كان لا قيمة له كأسد كثرت جراحه فسقط أرضا لا يقوى على الحراك تنهشه الضباع والثعالب فكيف تكون له القدرة على دفع الأذى عن مواطنيه في الخارج فجواز السفر العراقي وثيقة لا يتمتع حاملها بأدنى حصانة لان الدولة التي أصدرته عاجزة عن حماية العراقي من شظايا الموت وسيوف الظلاميين فكيف تستطيع حمايته وهو خارج حدود وطنه ألام .
ترى هل ستجرأ مملكة آل سعود على قطع رأس مواطن أمريكي دخل إلى أراضيها فارتكب جرما يعاقب عليه القانون السعودي بقطع الرأس أم هل تسول لها نفسها بقطع يد مواطن بريطاني ارتكب ما ارتكب ولا شك لدى أي عاقل بان مملكة آل سعود سترتجف أوصالها قبل أن تعاقب مواطن يحمل الجواز الأمريكي أو البريطاني .
يقول السفير الأمريكي السابق في العراق كرسيتوفر هيل ( السعودية متورطة بدعم وتمويل العمليات الإرهابية في العراق ) وهذه العمليات تتم عن طريق السيارات الملغومة والعبوات الناسفة من اجل إحداث اكبر ضرر ممكن ومن اجل إدامة هذه العمليات تقوم دولة آل سعود بإرسال سجنائها إلى العراق من اجل القيام بعمليات انتحارية لدخول الجنة ومعانقة الحور العين وتناول الطعام مع نبي الإنسانية على مأدبة واحدة تقام على شرف المجاهد الذي جعل الناس يخرجون من دين الله أفواجا .
ربما كانت السعودية تشعر بحاجتها الى أضحية بشرية في يوم النحر فوجدت ضالتها بعدما أقدم احد الحاج العراقيين من أهالي الكاظمية على إقامة مجلس عزاء في مقبرة البقيع فنعى وأجهش بالبكاء فقال له الشرطي السعودي ( لا تشرك ) فزيارة القبور شرك والبكاء على مصائب آل محمد شرك ولانه لا توجد مادة قانونية لقطع رأس زائر القبور المهدمة والبكاء عليهم لشدة المحن التي قاسوها على يد أعداء الله الذين انتحلوا الإسلام وتجلببوا بجلبابه لذلك تم اتهام هذا الحاج بــ ( سب الصحابة ) وهذا الفعل يعاقب عليه القانون السعودي بقطع الرأس لان السعودية التي هدمت قبور شهداء ( بدر واحد ) التي تعاقب على إجلالها واحترامها المسلمون جيلا بعد جيل قد نصبت نفسها حاميا عن دين خاتم الأنبياء الذي قامت بتصميم مسجده بحيث يستدبر المصلي قبر نبيه الذي يقول (سلموا علي فان سلامكم يصل إلي) لذلك يقول مليار مسلم قبل أن ينهون صلاتهم (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ومن سوء حظ هذا الحاج أن السلطات السعودية أجلت تنفيذ الحكم حتى انتهاء موسم الحج فاحتجت منظمات حقوق الإنسان وتحركت وزارة الخارجية العراقية بعد الكسل الذي مرت به طوال عقد واحتج أعضاء البرلمان العراقي فأنقذوا الحاج من سيف الشهادة الذي شحذه الإعياء .
لقد نجا هذا العراقي من مبضع الموت لا بسبب الاحتجاج العراقي بل ربما أرادت السعودية ان لا يكتشف العالم مدى قبح وبشاعة وجهها إذا ما أقدمت على قطع رأس احد حجاج بيت الله الذي من دخله كان آمنا فالعراق دولة ضعيفة لا تقوى إلا أن تفحص برجليها بعد الذبح المستمر لمواطنيها أما الدول الكافرة من أمثال أمريكا وبريطانيا فدول قوية بما يكفي لان تحمي حامل جوازها مهما كانت العواقب والتضحيات فللقوة قانونها في كل زمان ومكان .
وهنا نسأل حكومتنا وخصوصا وزارة الخارجية إلى متى يبقى هذا التهاون مع أعداء العراق وهناك أكثر من خطوة وإجراء يمكن اتخاذه بحق كل من يهرق دمائنا فوق أي ارض وتحت أي سماء من قبيل تقديم الاحتجاجات للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية ... لماذا هذا التهاون مع من يقطعون يد العراق التي تمتد لمصافحتهم.
22/ 10 / 2013
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat