مرثية لابدَّ منها
غني العمار

( تعودَّ شعراؤنا القدامى أن يبدأوا قصائدهم بالغزل وها أنا اليوم أبدءُ قصيدتي بغزل خساراتنا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما قالَ لي قلبُك يوماً : أحبكَ
لاتكذبي
سليهِ ولاتلعبي
ولا تمطلي العهدَ
فالمطلُ سمات الشياطين
ليسَ النبي
عنادُك يمشي بنا نحو شوطٍ
من التعبَ
ولاتشربي من سياط خسائرنا
فورةَ النخَبِ
خسائرنا ظامئاتٌ
الى شمس عينيكِ
الى مطرٍ عذبِ
الى غيمة تستعير جناح الصلاة
لا سؤدد السُحبِ
الى عشبةٍ تنحني خجلاً
في حومةِ القصبِ
أذْ ذاكَ أسمي بلادي بلاداً
وقومي قومَ وفاءٍ
ودربي درباً من الذهبِ
بكائي كان ومازال بكاء الحسين
على طفلِه
وهو يرى دفقةَ النشبِ
فيرمي دماً نحو باب السماء
وينزلُ ..لا
كيف ينزلُ ؟
وكف الأله تلقّاهُ
ليشهدَ في الغدِ
(( يا أمةً )) قتلت أبن بنت نبي
رفعتُ أكفَّ الدعاء
قنوتاً
( أشفعْ لنا يامحمد )
يوم النشورِ
وظلَّ بظلكَ وجهَ أبي لهبِ
ومروانَ والعاصَ من لهبِ
وأشدد لهندَ فماً
ستلوكُ غداً كبداً آخر
وتعيد لثارات بدر
نياشينها
(وأبن الزبعرى )
يغني هواه يزيد
وهو يعلقها
فيطربَ من صوتهِ القردُ( سرجون )
ويعيد الى قينقاع بطولاتها
كذِبٌ × كذبِ
فعليٌ قتلناه بثوبٍ قشيب
والدين براء كما الذئبِ
ويوسفُ ماعاد حنطتنا ومؤنتنا وبيت الجيّاع
بلا سببِ
البرلمانات بيتُ المؤونة
لكن لمَن ؟
فأميطي اللثامَ ( عبلُ )
ولاتوقظي الخيلَ
(فعنترةٌ) نام في الأصطِّبل من تعبِ
وحَجاجُّكِ عادَ ياهند
وليلى المريضة غزاها الجراد
وحناؤها أحرقَ الوجدَ
فماتت عنيزةُ من غضبِ
وقيس تلحفَّ بالنَصَبِ
أي حبٍ يحدثني عنكِ
وكل البطولاتِ خيالٌ من العجبِ
اليوم درهمنا ضاعَ
والزيتُ أضحى ديوناً وناراً علينا
هنيئاً لنا
ولأمة العربِ
ونحن نغني البطولات
وفِقرَ الصغار
والنائمين
وثرثرةَ الكتبِ
كفى بكِ داءً
أن نسميكِ
أمةَ الطربِ
معاولهم هدَّمت وجه أبي تمامَ
ويونسَ وشيت السفينِ
ودسرَ اليمامِ
وفي ذات كأس يزيدَ
شربوا الدمَ
ورأسكَ يابلدي
تعلقه عصبةُ الكذبِ
وعاثوا فساداً
وهم يطردون المسيحَ
من الكَهفِ
ولم تسلَّمَ صابئة اليوم
ومَن يحملُ أسم عليٍ
على النسبِ
من الذبح
في البعدِ والقُرُبِ

 كوت 17 / 11

الموضوع السابق وصية وطن جريح....!؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat