صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

درس الشيخ الايرواني واسباب النجاح العلمي
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

        بدا الشيخ الايرواني بالقاء الدرس الحوزوي عند عودته من قم المقدسة وبدا باعطاء دروس السطوح العالية كالكفاية والمكاسب واضاف اليها درس الخارج وكان وضع الدرس في العراق بالنسبة اليه مفيدا جدا لان طلاب الحوزة العلمية رفدوا الدرس بعدد من المطالب العلمية التي طورت الوضع السابق لدرس الشيخ الذي كان عليه في مدينة قم المقدسة .

 وقد  حضر عند الشيخ في بداية حضوره الى العراق عدد غير قليل من خيرة طلاب العلم في النجف الاشرف وكان الطابع العام على الحضور هو الرغبة في اتمام المقرر الدراسي بسبب ما عرف عن الشيخ من الاهتمام بهذا الجانب وعدم ترك الدرس لاي امر طاريء وهذا امر قد يصادف الطلبة احيانا في اثناء الدراسة .

       وقد بدا الدرس الخارج للشيخ في النجف بعدد غير قليل من الطلبة وكان المكان الذي بدا الدرس به لا يستوعب الحضور وانتقل الشيخ من مكان لاخر ولنفس السبب والغاية فقد كان عدد الحضور يتزايد مع مرور الوقت فيصبح المكان ضيقا ومزدحما ولهذا الامر الملازم لدرس الشيخ في العادة اسباب منها :

الاول : القدرة التي يمتلكها الشيخ والحضور المتزايد في اذهان الطلبة وهي من الصفات التي امتاز بها الشيخ بصورة ملفتة للنظر حتى عد الشيخ عند البعض من البسطاء في هذا الجانب مع انه من الجوانب المحببة للاخرين في الدرس لانه يزيد الشيء الكثير من الغربة التي قد تلف علاقة الطالب والاستاذ خصوصا في الدروس التي تمتاز بطول الفترة الزمنية كدرس الكفاية والمكاسب والخارج .

الثاني : اعتماد الشيخ على منهجية خاصة في التعرض للمطالب العلمية التي يتعرض لها في الدرس وذلك امر امتاز به عن بقية الاساتذة حتى عده البعض مجددا في هذا الجانب لاشتهار الخروج عن المنهج السائد بصفة التجديد وساهم هذا الامر كثيرا في رغبة عدد غير محدود من الطلبة للحضور في درسه من اجل المنهجية التي سار عليها الشيخ في دروسه المختلفة وربما ساهم ذلك في اظهار الدروس الاخرى وكانها تعقد عملية الوصول الى ملكة الاستنباط من المدارك المقررة وتعقد هذه القضية وتضفي عليها صعوبة زائدة عن صعوبتها الطبيعية ولذا كاد درس الشيخ الايرواني مقدما على غيره من الدروس في هذا الامر لانه يمتاز بسلاسة ويسر في هذا الجانب .

الثالث : استعمال الشيخ الايرواني للاسلوب الادبي الرفيع في طرح المطالب العلمية وتطعيم الطرح بكثير من النكات والذكريات العلمية النافعة خصوصا الجوانب الخلقية وهي امور تحبب كثيرا الاشخاص الذين يدرسون مدة طويلة بسبب طول فترة الدرس الثقيلة على النفس والتي تحتاج الى محطات استراحة بين فترة واخرى والشيخ الايرواني بسبب خبرته الطويلة في القاء الدروس يركز كثيرا على ايجاد الفواصل الكثيرة في كلامه من اجل اعطاء فسحة واسعة للتامل وزيادة دور الطالب في تنقيح المطالب والتامل فيها.

      والشيخ يركز كثيرا على الجوانب النافعة للطالب في هذه النكات وما هو الهدف من التعرض لها في اثناء البحث وكيف استفاد بنفسه من بعض هذه الجوانب ونقل تجربته الناجحة بصورة مطزورة الى طلبته لكي يقفوا على المنافع التي حصل عليها الشيخ في مسرته العلمية طوال فترة دراسته في النجف وقم كما ان الشيخ الايرواني يركز كذلك على الجوانب السلبية التي صادفها اثناء دراسته لكي يجنب الطلبة اعادة نفس تلك التجربة وربما عمل على تجاوزها كما هو الحال بالنسبة الى بعض العلوم التي لم يكن قد تلقاها بصورة مناسبة داخل المنهج الحوزوي الذي تلقاه وكان في الغالب ممن عمل على تجاوز تلك المشاكل ومنها على سبيل المثال دون الحصر مشاكل بعض الكتب المقررة للدرس الفقهي والاصولي والرجالي وهكذا وقد عمل الشيخ على تجاوز المشاكل التي راها في تلك الكتب ووضع بديلا او حاول ان يضع البديل لها وقد تبين هذا السعي في تاليف كتاب فقهي بديل للشرائع واخر للمعة وهكذا الاصول وهكذا الرجال والقواعد الفقهية وغير ذلك .

الرابع : يمتاز اسلوب الشيخ في القاء الدرس باعادة الكلام مرات متعددة ولذلك يجد البعض من الطلبة هذا النهج موافقا لهم وهم الطلبة الذين لا يستفيدون من الدرس دون الاعادة فيما يرى الاخرون ان الدرس لا يستحق كل هذا الحجم من التركيز على اعادة الكلام عدة مرات ويعاني الطلبة الاذكياء جدا في درس الشيخ بسبب هذه الظاهرة لانهم يرون انفسهم كانهم واقفون في مكان واحد لا يتحركون ابدا ولكن يرى القسم الاول من الطلبة ان الاعادة تتيح لهم اللحاق بالافكار التي يطرحها الشيخ اثناء درسه خصوصا وان الشيخ الايرواني يبتعد مهما امكن عن تشويش المطالب ومكامن الالتباس فيها ويسعى بكل جهده للخروج بابسط الصيغ المعبرة عن المطالب العلمية مهما كانت معقدة وهذا النهج جرى عليه في كل دروسه وكان لا يقترب من بعض الجوانب مخافة الوقوع في محذور التعقيد الذي يسعى للخلاص منه وتخليص الطلبة في الوقت نفسه .

الخامس :امتاز درس الشيخ بالفهرسة العالية الدقة للمطالب والتي ساهمت كثيرا في تحديد اولويات البحث العلمي عند الطلبة وساهمت بصورة كبيرة على فهم الجوانب ذات الارتباط المباشر بالعمل التخصصي للفقيه وتجنب الجوانب غير النافعة في الغرض التخصصي .

   واضاف الشيخ خصوصا في درس الاصول منهجية خاصة اسقطت كثيرا من المطالب المعدودة على المقدمات في علم الاصول ويمتاز بعضها بالدقة والتعقيد او عدم وجود فائدة عملية على التعرض لها ولذلك فان الشيخ صار بصدد البحث الاصولي مع اسقاط هذه المباحث فصار بحثه مختصرا على الجوانب الدخلية في تهيئة الطالب للوصول الى ملكة الاستنباط ..

   ومن هنا كان درس الشيخ استراحة كبيرة للطلبة من عناء الدروس التقليدية ومطمعا لكل راغب في الدخول في البحث الخارج حتى وان كان زمن دراسته قصيرا والسبب هو اليسر والوضوح المنقطعين في درس الشيخ والذي ادى الى ازدياد عدد طلابه بطريقة غصت اروقة المدرسة الغروية بها وصار الطلاب يجلس بعضهم على طرف البعض الاخر .

ومع وجود هذا الاقبال الكبير على درس الشيخ الايرواني الا ان بعض الطلبة لا يحبذون الحضور فيه لانه لا يشفي غليلهم بسبب عدم تشعب البحث لكل الجوانب التي تلحظ في هذه الدروس والتي داب العلماء من اساتذة البحث الخارج على التعرض لها .

وبالرغم من وجود اساتذة كبار في حوزة النجف العامرة الا ان درس الشيخ الايرواني لا زال الدرس الاكثر حضورا من بين دروس البحث الخارج في الوقت الراهن .    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/24



كتابة تعليق لموضوع : درس الشيخ الايرواني واسباب النجاح العلمي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net