صفحة الكاتب : حيدر علي الكاظمي

الرؤى السيستانية والمنهج القويم
حيدر علي الكاظمي

ان سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني راعى كل ما من شانة ان يلم شتات المسلمين ويشد لحمتهم، حيث انه اتخذ موقفا محايدا من كل الأحزاب والقوى مهما كانت هويتها الدينية والفكرية، مما يعني إنّه لا يؤمن بنظرية فرق تسود لا من قريب ولا من بعيد، كما أن الرجل من دعاة السلام، والتعاطي مع المجتمع بلغة الإسلام التربوي وحيث تتأكد يوما بعد يوم حاجة الشيعة في العالم إلى منهج (السيستانية) وإن لم تتحول (السيستانية) إلى منهج واضح بشكل تفصيلي، وإنما هذا الذي صدر من السيد المسدد علي السيستاني من مواقف وتصورات عامة يمكن أ ن تكون معالم طريق عامّة للشيعة للتعامل مع العالم، وما يجري من أ حداث ووقائع وتحولات سياسية تجري في المنطقة، ولها صلة مصيرية بالمسلمين والعرب والشيعة على وجه الخصوص. 

لقد أثبت ما يجري في العالم صواب الموقف السيستاني بشكل عام من حيث علاقة رجل الدين بالسياسة ومثال على ذلك ما يجري في بعض الحكومات المستكبرة وهيمنتها على شعوبها امثال البحرين وغيرها نظرية صعبة التطبيق، وتتنافى مع القيم السياسية التي تتطلع إليها الشعوب، وإن الحرية هي الطريق الأمثل الى الايدولجية وليس العكس، حيث هناك شبه إجماع إن التقليد الشرعي في الشارع هو للسيستانية، كما هو في العراق ولبنان وسوريا وباكستان وغيرها من بلدان ومناطق التواجد الشيعي في العالم. 

إن الشعوب قد تحمل شعار السيستانية بلسان حالها وليس شرطا بلسان مقالها، وقد تتحول السيستانية بخطوطها العريضة هذه إلى شعارات شبابية وعلمائية وحوزية، وسواء استمرت الأوضاع متوترة ــ لا سامح الله ــ أم تسكن وتهدا، فإن مشروع أو فكرة أو مواقف السيد علي السيستاني سوف يكون لها دالة وبصمة على جدران التاريخ، وسوف تكون موضع إشارة واستشارة لدى الكثير من قطاعات الشباب الواعي، وياتي ذلك، خوفا على الدين، وخوفا من الحصار العالمي على الشيعة، وتطلعا إلى حياة دينية سهلة، تعتمد العقل والدعوة والمنطق الشفاف، وأملا بالتصالح مع العالم فلقد قادت نظرية التفرد وادعاء الاعلمية من بعض المحسوبين على المذهب الشيعي؟؟ إلى عزل الشيعة عن العالم، وتسببت في خلق حواجز كونكريتية بين الشيعة والكثير من المذاهب، كذلك مع المسيحيين وباقي الاديان، ومع الدول الكبرى كذلك، والعديد من دول المنطقة، فيما السيستانية تحاول كسر هذه الحواجز، واستبدالها بقنوات تواصل حي بين الشيعة والعالم، العالم كله، بلا استثناء، وكل متتبع يرى إن زيارة مسؤولين يتلون صناعة القرار السياسي العالمي، والنمط الثقافي للعالم للسيد السيستاني إنما قد تكون فرصا جيدة لأعادة العلاقة بين الشيعة والعالم، بعد أن قادت نظرية انا الاعلم ؟؟ إلى تأزيم هذه العلاقة، وبما يعود بالضرر الفادح على الشيعة، كل الشيعة، وبدون تمييز للأسف الشديد. 

ومن هنا أدعو شباب الشيعة ممن يحملون ا لفكر، ويهتمون بالمصير الشيعي أن يتدارسوا هذه التجربة الشفافة، أقصد تجربة (السيستانية)، وكم أتمنى أن تكون هناك لقاءات فكرية وروحية لقراءة هذه التجربة حيث إن الحدس يقودنا إلى القول بأن تحولا كبيرا ر بما يحصل في بنية الجسم الشيعي، بعد هذه الاحداث، وسوف تحتل (السيستانية) نقطة ا رتكاز وعودة واستشارة واستشهاد في هذه التحولات وكما هو معهود بها دوما وابدا مرجعية ترتقي اسمى واجل وانبل السمات متمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد المؤيد المسدد (علي السيستاني)(دام ظله الوارف) وابقاه ذخرا للانسانية جمعاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر علي الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/23



كتابة تعليق لموضوع : الرؤى السيستانية والمنهج القويم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net