صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

الوطن بطوائفه لا بطائفيته !
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 فلسفة ادارة الاختلاف، كانت ولازالت من اهم وأعقد الفلسفات البشرية ، كونها لا ترتبط بعلم او مجال محدد بقدر ارتباطها بذاتهم وتعايشهم ، لتكون معياراً اساسياً لقياس اي الشعوب قد وصل الى القرن الحادي والعشرين اولاً ، لوجود زمانين يتواجد فيهما كل مجتمع، احدهما يوجد فيه جسده، والجميع موجود في القرن الحادي والعشرين، واما الزمان الثاني فهو ما يعيشه عقله، ولهذا امتازت الكثير من المجتمعات بأن أجسادها ترافقها، ولكن عقولها انفصلت عنها في لحظة زمنية قبل قرنين او ثلاث، لتقطن هناك وتتخلف عن تطور أجسادها، لنرى مظاهر متحضرة وافكار متحجرة ! 

الشعوب المتقدمة سر قوتها وتقدمها يكمن بتقبل اختلافات بعضها، لان اختلافاتها الفكرية لا تمنع من اتحاد أفرادها وتوجيه طاقاتهم صوب هدف واحد، فالهويات تتكامل ولا تتقاطع، والهوية الشاملة تحتضن الهويات الفرعية ولا تعاديها ولا تختزلها، الهوية العراقية يجب ان لا تلغي الهويات الفرعية، ان أكون عربياً او كوردياً، مسلماً او مسيحياً او صابئياً او ايزيدياً، شيعياً او سنياً لا يعني ان هذا يتقاطع مع هويتي الوطنية ، فالطائفة نعمة والطائفية نقمة، المرفوض هو إقصاء الاخر بحجة الاختلاف، وليس التعبير عن الذات بصورة حضارية لا تؤذي احد ولا تنتقص من احد

وطني هو الذي استطيع فيه التعبير بحرية عن هويتي، الوطن هو الذي يتقبلني كما انا، بكل اعتقاداتي وميولي ومتبنياتي، كما انه يفرض علي مجموعة واجبات أؤديها بكل التزام، فأن لي عليه حقوقاً في مقدمتها ان يعترف بهويتي، إلغاء الهويات يتعارض مع الوطنية الحقة، لانه يجعل من الفرد مجبراً على الاختيار بين ميوله واعتقاداته وانتمائاته الدينية والقومية وبين انتمائه لوطنه، مفترضاً التقاطع بين المتكاملات، المجتمع الذي يفتقر الى الاختلاف يفتقر للحياة ، لان الاختلاف اثراء ومحاربته بحجة التوحيد هو إفقار للوطن والمجتمع، والوطن الذي لا يحترم خصوصيات وهويات ابنائه لا يستحق كل هذا الولاء .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/23



كتابة تعليق لموضوع : الوطن بطوائفه لا بطائفيته !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net