في خضم تصاعد صراع المحاور واخص بالذكر الصراع ، الأميركي _ الإيراني الذي يتخذ من العراق ارضية خصبة لخوضه ، اخذت القوى تلعب على وتر مهم وحساس وفعال بنفس الوقت، لياجج الرأي العام كلٍ ضد خصمه، في محاولة لتاليب الناس، باعتبار الجمهور عامل ضغط مهم وكسب وده له دور فعال ويسهل كثيرا تحقيق الأهداف المنشودة، استخدم الامريكان هذا أسلوب من خلال اعلامها، الذي لايقل قوة عن ترسانتها العسكرية ، من يتابع الاعلام الامريكي يفهم جيدا انه يرسم صورة ذهنية ملائكية لقواته في الشرق الاوسط ، وجل وجودهم لدحظ الشر والتهديدات التي تأتي من إيران والفصائل المرتبطة بها ، والمنظمات الارهابية تارة ، وتحريض السنة والاكراد بخطورة الحشد الاستراتيجية على المناطق الغربية والمناطق المتنازع عليها تارة أخرى ، ويبررون افعالهم الدنيئة ، خصوصا فيما يتعلق بقصف مقرات الحشد الشعبي، والقوات الحكومية المسلحة، على انهم يخلصون الناس من شر هذه الفصائل، التي تحكم قبضتها على الواقع السياسي ، والاجتماعي، والاقتصادي بالعراق ، خصوصا وان القصف الأمريكي، يأتي بعد تعرض قواعد الامريكان للقصف ، من الفصائل الشيعية حسب وصفهم ، وهذا يعني : ان الامريكان انما يردون لاخذ الثأر ، وليس معتدين ، ولا عدوانيين ، لأنهم لم يبادرو بالقصف، وهذه من اهم الذرائع التي منحتها فصائل المقاومة للمحتل الغاشم للأسف الشديد ، بسبب قصف بعض القواعد العسكرية واستهداف السفارة وسط بغداد ، في المقابل، تعمل ايران ، وفصائل المقاومة، والإعلام التابع لهما، على كسب ود الناس ، وذلك بإثارة العواطف لديهم، وهذا احد الأساليب المهمة، المستخدمة في الدعاية ، لذا فأخذ الاعلام الموالي لهذه الجهات، يسلط الضوء ويركز كثيرا ، على إستهداف المقرات والمنشآت المدنية، كمطار كربلاء الدولي قيد الإنشاء، وكذلك مرور الطائرات الحربية فوق منطقة بين الحرمين الشريفين في كربلاء، والتركيز على شهداء القوات المسلحة العراقية جراء القصف الغاشم ، محاولة في نفس الوقت تجيج الناس، على الحكومة العراقية، لأخذ موقف جاد وحازم بشأن التواجد الامريكي ، وإغلاق السفارة الأمريكية وطرد قوات التحالف الدولي من الاراضي العراقية ، وفي ظل هذا الصراع المحتدم ، الذي لايزال يدفع ثمنه الباهض ثلة من شباب العراق يذهبون ضحية هذا التوتر والفوضى، في ظل حكومة ابرز سماتها الضعف والتخبط ، فاقدة للإرادة، منهمكة في حصد المكاسب والتمسك بالكرسي تغرد خارج سرب الشعب الذي يعاني الامرين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat