صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

حياة ( زينب ع ) بعد أخيها ، تتويجاً لإستحقاقات الطف الخالدة
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تكاد تكون حياة السيدة زينب ع بعد مصرع أخيها في عرصات كربلاء نسخة ثانية لحياة أمها الزهراء ع بعد وفاة أبيها رسول الله ص واله ، فالدور هو الدور الذي أدّينه بنات النبوة والرسالة والوحي في نصرة الحق وتحمّل المسؤولية وبذل غاية المجهود رغم عظم المصيبة وثقل الحمل وقساوة الألم والجراح .. فإذا الزهراء قد أحرق القوم بابها فإن العقيلة قد أُحرقت خيامها ، واذا الزهراء قد عاشت غربة ووحدة بعلها أمير المؤمنين ع عند اجتماع الناس على الغيّ والباطل فإن زينب ع عاشت غربة أبي عبد الله ع في الطف ، وأي غربة ..!!

شاءت الإرادة الإلهية أن يكون تتويج انتصارات الطف على يد العقيلة الطاهرة ، فنهضت بدورها وقامت بجهادها خير قيام ، قلبت على القوم أفراح انتصارهم - الموهوم - الى أتراح ، وأعادت موازينهم المقلوبة التي يضللون الناس بها في النظر الى الأمور الى نصابها الصحيح ، وضعت النقاط على الحروف وبيّنت الحق وأشارت الى الباطل وفضحت بني أمية ومن تابعهم وشايعهم وردت كيدهم الى نحورهم سواءً في الكوفة أم في الشام ..

ينقل السيد المقرم عن ( الكامل في التاريخ ) للمبرد ( ج 3 ص 145 ) : قوله : " لقد أفصحت زينب بنت علي وهي أسن من حمل الى ابن زياد ، وأبلغت ، وأخذت من الحجة حاجتها " .

اما أهانتها ليزيد بن معاوية في الشام فأشهر من نار على علم في تواريخ المسلمين ، فنسمعها موبّخة له : ( ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك ، إني لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى ، والصدور حرى ! ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء .. الخ خطبتها الشريفة ) .

كان تتويج انتصار الطف على يد العقيلة عليها السلام ولا زالت هذه الانتصارات متتالية حتى يُعلن النصر الالهي على يد ولدهم الحجة الغائب عجل الله فرجه الشريف .

ولا بد من الإشارة الى أن للعفاف مفهومه الزينبي الخاص في الإسلام ، ففي الوقت الذي عاشته بكامل أحساسيها وهي تحت حجاب بيت أبويها علي والزهراء ع الى الدرجة التي لا يُرى لها ظل او يُسمع لها همس .. فإنها عاشته بتجربة أخرى بين أروقة خيام الطف ودخانها ، وبين أروقة قصور الظلمة وطواغيتها .. وفي كلا التجربتين رفعت من شأن المرأة في الإسلام الى أعلى درجات كماله وسموّه ..

#ميلاد_العقلية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/24



كتابة تعليق لموضوع : حياة ( زينب ع ) بعد أخيها ، تتويجاً لإستحقاقات الطف الخالدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net