كُلفت بتقديم نص مسرحي يقدم في محفل احتفائي لمولد المولى علي الأكبر(عليه السلام) في يوم 11 شعبان، ولهذا استعنت ببهجة الولاء، وطلبت من النجار أن يجعل المهد ديكوراً لكل الأحداث.
استغرب النجار:ـ أي مهد يحتوي هذا البهاء الهاشمي، وصرت عند صمت الوقار، أرى ذلك المهد النوراني الذي كانت تتأرجح عنده الحياة احتفاء، فسألت نفسي: كيف كانت أمه المقدسة ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي تهز مهده، وهو ابن الحسين بن علي (عليهما سلام الله).
فكرت.. لابد أن حوريات يحضرن من الجنة، يهزن معها المهد المبارك، والمشكلة أنه ابن بيت تنامت بهجة الميلاد بأحلام الشهادة، لهذا استيقظت الذاكرة عند يوم اجتمع الحسين (عليه السلام) مع عمر بن سعد، أمر الجميع بالتنحي إلا العباس (عليه السلام) وابنه علي الأكبر (عليه السلام) تورق البهجة بالحزن المبارك على شرفات الذكرى فتنهض الشجون.
يقول الراوي: دلت الشواهد أن علياً الأكبر (عليه السلام) كان أشبه الناس بجده رسول الله (ص)، ينتقل المشهد الى ذروة المجد وملتقى الاباء وصوت الحسين (عليه السلام) يملأ الكون كبرياء: (اللهم اشهد انه برز اليهم اشبه الناس خُلُقاً وخَلقاً ومنطقاً برسولك وكنا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا اليه)، فكان بذلك مرآة الجمال النبوي ومثال كماله.
مشهد آخر يهرم عند قدميه الزمان، وتبقى النبوة في رحاب معناها، رجل كبير السن يقول:ـ هذا شبيه النبي المصطفى (ص) كنت كلما أراه اشتاق لرسول الله(ص)، نشعر بوجوده أن السماء قريبة عنا اذا رفع المؤمن يداً للدعاء يمسكها، صورة طبق الأصل لنبي كريم، كان مضيفاً لمزار يطوف خلفه أحباب رسول الله(ص)، هو ولي بأخلاق نبي كريم.
يقول الراوي:ـ إن الإمام الحسين (عليه السلام) أفرد له بيتاً مستقلاً خاصاً به، فأخذ يستقبل المحبين معرباً عن خاصية الكرم، ومترجماً عملياً موقفه من الضيافة، فمن الناس من يفد عليه للتحدث إليه والتعلم بين يديه، ومن الناس من يزوره نوالاً لجوده وعطاء يده الكريمة، فضلاً عما يهدفون إليه من التزود من ذكريات الماضي المجيد ويوميات الرسالة والرسول الذي تتجلى معالمه على سليله علي (عليه السلام) كان يؤم داره أناس من جميع الطبقات والمستويات، لاسيما الفقراء.. كانت داره عبارة عن منتدى ثقافي للوفود، ومنتجع للكرم والجود.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat