صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

يوميات مجنون (خاطرة اليوم الأول)
علي حسين الخباز

 -  كم الساعة؟

لا أعرف
-  في أي يوم نحن؟ في أي شهر؟ سنة؟
لا أعرف سوى حقيقه واحدة... إني لست أنا...
أنا لست الرجل الذي بداخلي...
يبحث عن وجع الراس لأنه أعظم وأكبر وأكثر شموخا مني...
لا اعرف هل أنا الذي اخترته أم هو الذي احتل ذاكرتي / إنسانيتي/ آدميتي، البعض من الأصدقاء حاولوا لملمة بقاياي..
أعود لذاتي، أهمس في أذني،
 الغد سيدرك من أنت؟
صرت أؤمن بجنوني، أفكار تغزو ذاكرتي، أفكار تروح وتجيء...
ساعات معلقة بلا أرقام، أرى فيها أفكاري
-  اختر ما يناسبك من الأفكار والأسئلة لو تريد
هل يستطيع الإنسان أن يقيس المسافة بين المطبخ والخلاء؟
هناك فقط تستطيع أن تتعرف تماما على الإنسان
كل يبحث عن حقيقته، وانا حقيقتي في راس مجنون لكنه أعقل من يكون
-  اختار ما يناسبك؟
هذه الجملة تكررت كثيرا حتى فقدت ملحها، وأنا أقول لك في كل مرة دعني أحاول أن أصل حد الفكرة.
أبي كان يساعدني أن أحتفظ بأشيائي، منه تعلمت الأحاسيس وألهمني القيم، والمعتقد، والشرف، والكرامة، وجعل مني مجنونا على مستوى رفيع، مرفوع الهامة لا أنحني، لهذا لا أريد أن أعرف كم الساعة.
صرت أكره هذه (الكم) اللعينة وأكره كل كم
كم اخوه لديك؟
كم عم؟
كم خال؟
أولاد العم؟ الجيران؟ الأصدقاء؟
لا أحد فيهم يعرفني، أو يعرف معناي وهويتي، أعيش غريبا وسط هذا الكون.
بالمناسبة أعرف رصيفا أكبر من مدرسة، فقراء متعففون لا يتسولون كما الأغنياء، ليس هناك أعقل من مجنون يدرك أن الحرية أن تفعل ما تريد، تفعل كل ما تريد بشرط أن تحذر أذى الغير،
وتعود تسالني كم الساعة؟ كم الساعة؟
أعطيني على قدر عقلي وأجبني، لماذا تعرفّون القاتل على شاشات التلفاز وتوارون القتيل؟
لماذا ألعاب أطفالكم أسلحة، وحياتكم حروب؟ كلها معدة لقتل الحسين؟
أنا كمجنون أعرف معناي، لا أريد عمرا يقاس بالساعات، لا أريد زمنًا يرتبط ببندول الساعة من بعيد أو قريب.
وأجبني هل رأيت مجنونا أشعل فتيل حرب؟ أو قاد العالم إلى الخراب، الجنون عندي يعني عابس وانا.
سأقرب لك الفكرة، الجنون أعمق من العقل أدراكا ومعنى وقيما وشجاعة، لو كنت مجنونا ما عرفت طعم الخوف يوما
والجنون أيضا أنواع... كما العقل، هناك ما يجعل عالمك وردا وقداحا، وهناك ما يجعل العالم متوجا بشوك، الجنون لا يمتلك خارطة ولا شرطة ولا حدودا، الزمن أمامي مفتوح
قرات كتب التاريخ، عرفت أن لا سلطان يحب أهل اليقظة لأنهم مجانين، الجنون يرفض أن يشيد ظلا لمكائد عرش مهزوز، فهل يمكن أن تعد ابن ربعي بعقل عابس ولو على سبيل الافتراض؟ 
قالوا: ـ عابس خرافة، يا إلهي إذا أنا من أكون؟
هو الذي قادني إلى البصيرة، ومن سواه...
هو الذي قادني إلى الإيمان إلى الشهادة...
أنا ابن همدان، ولست ظلا لحاكم أو عرش ذليل
أنا ابن الخباز، مجنون يحمل من شاء هواه ليكون، مثل ما يحب أن يكون
أجمل ما في الطف إننا لا نملك ساعة، كان الميقات هو الصلاة
ويسألني أين هو نصركم، وقد ملأت أجسادكم الصحراء، قتلى مروعين؟
ابتسمت له:
لو كنت مجنونا لعرفت إن النصرة عزيمة فكر وجنة، هل رأيت خاسرا خلدته القرون؟ قال أحدهم في غابر الدرس عندما يولد الطفل يأتي نقيا.
وكل ملفات عقله روحانية ونقاء، ولا يوجد عنده إدراك لأي معنى...
الشهيد أكثر نقاوة، وملفات عقله الروحانية نقية، وهو يحمل كامل الإدراك، ويعرف أين بعد الشهادة سيكون.
-  شوذب أخي، الخيل تصهل، وسيد الشهداء يقول سنقتل كلنا، ومن تخلف عنا لم يدرك الفتح، فما في نفسك يا شوذب؟
حينها فقط أدرك شوذب معنى الوقت، فاسأله لو شئت كم الساعة يا شوذب؟
ولد الطفل الذي فينا ساعة الطف، وهنا بدأ العقل قل أستوى الجنون، يا شوذب كان أبي يتمنى لو يخبز رغيفا يشبع كل جياع العالم، لو يملك سيفا يحز وريد ظالم، مزنة مطر دائم ومائدة للأفكار، أنا من أسست الحب في مقل السيوف، يا سيوف خذيني.
لن أتركك تذهب وحدك يا شوذب، بالمناسبة ليس هناك في الكون مجنون واحد يدرك معنى الإحباط، ليس في قاموسه مثل هذه الأشياء، كم واحد منا يستطيع أن يرى الليل ويدرك الصبح الذي فيه؟
أنا لا أخبرك يا مسلم عن أحد ولا ما في النفس مغزى يشبه عقل غيري، كل له مغزاه ومعناه أنا يا منية القلب أسير في مقدمة الصبح لأعانق قبل الآخرين شمس الحسين.
موجع هو الصدى لو مات الصوت دون هواه، أو ضاع منه تقاه، أعرف أن دربكم وهو السبيل الوحيد لرضا الله، وأضحي دونكم الروح، هذا هو جنوني، فلا تساومني الساعات بشيء، لتذهب عقاربها إلى الجحيم، من يعشق جرحه لا يحتاج إلى طبيب، والفكر منشغل بالطف قبل قدومه بقرون...
جهات الناس أربع، شرق، وغرب، شمال، وجنوب، وانا كل الجهات عندي حسين...
مولاي مسلم أضع القلب تحت أقدامي وأسير إليه، رسالة دمع وصلاة، واستوجب الرحيل، لا أحتاج إلى بوصلة، لا أحتاج إلى دليل، تلهث الأرض تحت أقدامي، لا أدري من منا هو الذي يسير،
وصلت يثرب أخيرا، وصلت المدينة، نثرت القلب بين يديه...
سيدي عذرا أنا قدمت إليك من القرن 21 من كربلاء، أحمل رسالة مسلم إليك، ابتسم لي مولاي، فأورق الجرح فتيا، يحمل المدى رسالة إليه، سيدي يا حسين حبك يغمر القلب بالصلوات، في هواك أصلي، أحمد الله أن رزقنا دون أزمنة الله حسينا، أقسم... من نحرك تشرق الشمس، أنت الضوء الساكن في أعماق الوجدان، أنت قلب الأذان، الله أكبر الله أكبر، تفتديك الروح ولو ألف روح لدي، أنا مجنون هواك، وقلب عابس يحملني إليك... أفتديك، وأنا أذوب في لجة الحنين بين الباب والمسمار أعيش... ذبحوني في عشرات الحروب...
أنت هواي... سلمي وحربي، ورائحة الجنة فيك، وأنت السبيل الذي يروي العطاشا، وأنت يا مولاي لون الصراط، وعين النداء، فالسلام عليك، نموت ونحيا على حبك، يحلو النداء (لبيك يا حسين) لك مني السلام، ومنذ قرون وما زلت أنازلهم، هل من مبارز، وأنا أدرك العقل كل العقل في هذا الجنون، سلام الله على جنون يفتديك (يا حسين).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/07



كتابة تعليق لموضوع : يوميات مجنون (خاطرة اليوم الأول)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net