صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

لمحات فكرية في مجموعة أزاهير متقدة للشاعر وليد حسين
علي حسين الخباز

السعي لقراءة مجموعة / أزاهير متقدة / للشاعر وليد حسين بما تحتويه من مساعي فكرية مترعة بعوالم المضمون يتطلب منا الولوج إلى العوالم النصية والبحث في الكوامن الدلالية، معتمدين على تميز مهم هو معرفتنا بشاعرها وخصوصية مكانته وبما يمتلك من مقدرة إبداعية متوهجة، "أزاهير"... جمع زهرة والتوقد حضور البديهة والتوهج. 
 يشاكسنا الشاعر بإهداء مثير جعل تلك الأزاهير المتوهجة تعلن الحرب على القيم البالية، وهذه من المفارقات الجميلة في شعرية / وليد حسين /  
ومنها يرسم مسعى إهداء المجموعة إلى ولده البكر عماد لينفذ إلى رحاب الفكر، والمتأمل في معالجته الفكرية يلاحظ إصراره على المشاكسة لتثيره تلك الرحاب المحاطة برؤى شاسعة حسب تعبيره بالبوح الشفيف. 
 والشفيف تعني لنا أن المجموعة محملة برؤى فكرية مضمرة، في جميع اشتغالاته وعناوينه. 
 هناك حراك غير مألوف، له خصوصية الابتكار، وصناعة الدهشة بتعددية التأويل التي تضيء في كل روح معنى وفكر معبرا عن محتواها مؤثرا بما ينتج من أغراض تأويلية. 
(أرخت للريح دربا فانحنى عوجا            
                       أسرى هطول ندى في الأرض فانفرجا 
 فكن كالضوء يجري في ربى عدن  
                            به المدينة ولهى تبصر الهوجا) 
  تتميز قدرات الشاعر وليد حسين بإضافة الفكر إلى جمالية العمل الشعري، ليقدم إبداعه الفني بموهبة تمزج العاطفة بالعقل، وتصنع المؤثر بما يعزز القيم الفكرية، بمعنى أن النسيج الداخلي هو الذي يحتكم بعملية التوازن بين الجمالي والفكري ولهذا لا بد من الفطنة في إدراك الحراك التأويلي  
وفهم عميق للواقع الذهني يلفت انتباه المتلقي، ويلج الفكرة إلى ما وراء المعنى  
(يداعب الروح يمضي في مفارزها  
                              وما تقلد إلا البوح كي يلجا 
 كم أرتجي.. وبلوغ الحب حاد بنا 
                               عما تولى وغالى فيك.. ما انزعجا  
 أي المشارق من غاياتها ارتحلت  
                            وأنت تحجب عن أقمارنا الحجبا)  
خبرة الشاعر المقتدر تنظم تلك البؤر الفكرية إلى عمل إبداعي يعكس الفهم العميق لمبدعه، ففي عنوان قصيدة (وكاد يمسك عني) نتأمل هذه "الكاد" تفتح آفاق ما سيكون لكونه فلت من زمام الإمساك، و(كاد) فعل ماضي ناقص ويمسك فعل مضارع، يجعلنا نتحرر من سطوة الماضي ومن سطوة الإمساك، وهذا يفتح آفاق الأمل، "الكاد" محاولة سجن الواقع بالماضي، ولا يأتمن الدارج من الأمور وإنما يعمل لصنع المفارقة الأكثر مغامرة  
(وأن تهيج ثمار الطلع مكتشفا   
                         حجم البراعم في سعي بما درجا  
 فما عساني.. ونصفي عالق ثمل  
                     يستمرئ الصمت هل يكبو اذا لهجا؟)  
حالة من التفكير ترتبط بعمق ما سيلد، القدرات الفكرية الخصبة لكل نص تنطوي على ثراء التجربة وقدرة تحويل الاستفهام إلى منحى استقصائي   يبحث في الواقع ويقرن التصور بالمغزى المضمر، ومعنى الخبرة الحقيقي يكمن في إخضاع القدرة الخلاقة لإرادة المبدع وتسخير السؤال إلى وجهة نظر. 
(وكف بها بعض الرجاء تباعدت  
                            وجيء بأخرى كي تحل محله  
 وينى بنا التغيير ما بال منهم  
                       يعيش ضياعا والرؤى تستغله) ص18 
 والاستفهام المجازي يعطي إحساسا بعدم الرضا عن الحالة، وترتبط بحالات انفعالية نفسية ولكونه يسعى إلى تهيء الحالة الفكرية نجده يصرخ بتوبيخ يعبر عن غضبه بتقريع ولوم. 
(هل تسترد ملامح الماضي 
وتنسجها على مرأى 
من الجيران  
وكأن عصر أبن العميد 
قد انتهى 
متأثرا بالشح منذ هوان) ص24 
تظل رؤية الشاعر تتجسد في المنحى الفكري ليصوغ لنا عمليات التفكير دلاليا ويمنح التصور بموجهات أفكار الشاعر الذهنية معبرة عن تداعيات الواقع وهذا ما يميز الجهد الإبداعي  
((أ ليست الندوب شاسعة الاصداء؟  
وأنت طاعن باللامبالاة   
لا بديل   
هذا ما ذكره جارنا أبو حسام   
 وهو يترنح مغشيا عليه    
 من السكر    
بسؤال يختزل العولمة  
لماذا لا يدخل الحمار مدرسة؟) 
 وينهي النص بحركة تمويه تأويلي  
(نلوذ بقيامة معتمة  
 وتحيط بها الجهالة   
من كل حدب  
مع الإبقاء على (دال) ساكنة  
 تلقي بك الرحلة بفج سحيق فأجنحتي مكسورة  
 وأنا متوقف عن الطيران) 
 نجد أن شعرية وليد حسين الصارخة بهمس شعري تدفقت لتقديم مجموعة شعرية أكثر من رائعة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/18



كتابة تعليق لموضوع : لمحات فكرية في مجموعة أزاهير متقدة للشاعر وليد حسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : جلال علي محمد
صفحة الكاتب :
  جلال علي محمد


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net