صفحة الكاتب : نزار حيدر

بَيْنَ صُندُوقَينِ!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندنا؛ في كُلِّ دائرةٍ ومُؤَسَّسةٍ يوجد [صندُوق الشَّكاوى].

عندهُم؛ في كُلِّ دائرةٍ ومؤَسَّسةٍ يوجد [صندُوق الأَفكار والمُقترحات].

بمعنى؛

عندنا؛ ليسَ مِن حقِّكَ أَن تقترحَ أَو تُشاركَ أَفكاركَ الآخرين، مِن حقِّكَ فقط أَن تتشكَّى لتجدَ شكاواكَ، فيما بعد، طريقَها إِلى سلَّةِ المُهمَلات بعدَ أَن يكُونَ [الصُّندُوق] قد أَفرغَ غضبكَ وهدَّأَ مِن رَوعِكَ!.

مِن حقِّ المُواطن أَن يشتكي ومِن حقِّ المسؤُول أَن [يُغلِّس]!.

فصُندُوقُنا [فضفَضةٌ] فارِغةٌ لا معنى لها وصُندُوقهُم [مَشورَةٌ] تُحدِثُ تغييراً.

نحنُ وُلِدنا ونشأنا وكَبرنا نتشكَّى ونتذمَّر مِن كُلِّ شيءٍ لا لشيءٍ!.

أَمَّا عندهُم فالشَّكوى لا معنى لها إِذا لم تُرفَق بفكرةٍ أَو مُقترحٍ لتصحيحِ الخطأ أَو تطويرِ المَنهجِ والمُنتَجِ مِن أَجلِ إِحداثِ التَّغييرِ مهما كان بسيطاً، فالمُواطن عندهُم يتشارك بأَفكارهِ ومُقترحاتهِ مع أَيَّة مُؤَسَّسة أَو دائِرة يتعامل معَها، خاصَّةً كانت أَو عامَّةً، لا فَرق.

لذلكَ؛ هُم يتطوَّرُونَ باستمرارٍ لأَنَّ الكُل يتشارَك بأَفكارهِ معَ الكُل فـ {مَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا} كما يقُولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع).

أَمَّا عندنا فلا تسمَع إِلَّا التشكِّي [النَّقنقَة] مِن دُونِ أَثرٍ فلا أَحدَ يحِقُّ لهُ أَن يتشاركَ بأَفكارهِ وآرائهِ مع أَحدٍ لأَنَّ الجميع [عباقِرة] لا أَحدَ بحاجةٍ إِلى أَن يسمعَ رأياً من أَحدٍ! وإِذا نبَّهتَ لخطأ أَو تقصيرٍ أَو اقترحتَ رأياً أَو تقدَّمتَ بفكرةٍ قالَ لكَ المسؤُول [شنو تريد تعلِّمني شُغلي؟!].

أَتذكَّر أَنَّ أَوَّلَ حكمةٍ قرأتها هُنا وردَت في كتابِ إِدارةِ المرُور [DMV] تقُول [Share the road] أَي تشارك الطَّريق مع الآخرين، فالطَّريقُ ليسَ مُلكاً لكَ وحدكَ، إِنَّما لِكُلِّ مَن يمرُّ بهِ.

أَمَّا نحنُ فنتعامل مع الطَّريق كمُلكٍ شخصيٍّ!.

وهذا هوَ حال كُلَّ ما يخصُّ الشَّأن العام، يلزَم مُشاركتهِ مع الآخرين، وإِنَّ مَن لم يتشارَك الطَّريق معَ الآخرين [لا ولَن ولَم] يتشارَك السُّلطة معهُم! مهما كانت تافِهة.

أَليسَ كذلِك؟!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/05/05



كتابة تعليق لموضوع : بَيْنَ صُندُوقَينِ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net