مفهوم الوصل في القرآن الكريم (يصل، يوصل، يصلون، يصلوا، وصيلة) (ح 4)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: وصل) "وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ" (القصص 51) أتبعنا بعضه بعضا فاتصل عنده يعني القرآن وقوله: "إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ" (النساء 90) أي ينتمون، والوصيلة : الشاة التي تلد ستة أبطن عناقين فإذا ولدت في السابع عنافا واحدا يقال: وصلت أخاها فأحلوا لبنها للرجال وحرموها على النساء، وعن ابن عرفة: الوصيلة من الغنم كائن إذا ولدت الشاة سنة أبطن نظر فإن كان السابع ذكرا ذبح وأكل منه الرجال والنساء وإن كانت أنثى تركت في الغنم وإن كانت أنثى وذكر قالوا: وصلت أخاها فلم تذبح وكان لحمها حرام على النساء.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ" ﴿البقرة 27﴾ أكثر المفسرين ذهبوا إلى أن القطع المذكور في الآية يعني قطع الرحم، لكن مفهوم الآية ـ في نظرة أعمق ـ أعم من ذلك، وما قطع الرحم إلاّ أحد مصاديقها، لأن الآية تتحدث عن قطع الفاسقين لِكل إرتباط أمر الله به أن يوصل، بما في ذلك رابطة الرحم، رابطة الصداقة، والروابط الاجتماعية، والرابطة بهداة البشرية إلى الله، والإِرتباط بالله. ولا دليل على حصر الآية برابطة الرحم. بعض المفسرين ذهبوا إلى أن الآية تشير إلى قطع الإرتباط بالأنبياء والمؤمنين، وبعضهم فسّرها بالارتباط بأئمة أهل البيت عليهم السلام. وواضح أن هذه التفاسير تبيّن جزءً من المفهوم الكلي للآية. قوله عز وجل "إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ" ﴿النساء 90﴾ التّرحيب باقتراح السّلم: بعد أن أمر القرآن الكريم المسلمين في الآيات السابقة باستخدام العنف مع المنافقين الذين يتعاونون مع أعداء الإسلام، تستثني هذه الآية من الحكم المذكور طائفتين: 1ـ من كانت لهم عهود ومواثيق مع حلفائكم "إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ". 2ـ من كانت ظروفهم لا تسمح لهم بمحاربة المسلمين، كما أنّ قدرتهم ليست على مستوى التعاون مع المسلمين لمحاربة قبيلتهم "أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ". ومن الواضح أنّ أفراد الطائفة الأولى يجب أن يكونوا مستثنين من هذا القانون احتراما للعقود والعهود، وأمّا المجموعة الثانية وإن لم تكن معذورة، بل عليها أن تستجيب للحق بعد معرفته فقد أعلنت حيادها، ولذلك فمجابهتها يتعارض مع مبادئ العدالة والمروءة. قوله سبحانه "وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَـٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" ﴿الأنعام 136﴾ اختلف المفسّرون بشأن المقصود من هذه الآية، ولكن آراءهم كلها تدور حول حقيقة واحدة، هي أنّه إذا أصاب نصيب الله ضرر على أثر حادثة قالوا: هذا لا أهمية له لأنّ الله لا حاجة به إليه، ولكن إذا أصاب الضرر نصيب أصنامهم عوضوا عنه من نصيب الله، قائلين: إنّ الأصنام أشد حاجة إليه. كما أنّهم إذا نفذ الماء المار بمزرعة الله إلى مزرعة الأصنام قالوا: لا مانع من ذلك، فالله ليس محتاجا، ولكن إذا حدث العكس منعوا الماء المتسرب إلى مزرعة الله، قائلين: إنّ الأصنام أحوج. قوله عز وعلا "قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ" ﴿هود 81﴾ الطريف هنا أنّ ملائكة الله لم يقولوا: لن يصلنا سوء وضرر، بل قالوا: لن يصلوا إِليك يا لوط فيؤذوك ويسيؤوا إِليك. وهذا التعبير إِمّا لأنّهم كانوا يحسبون أنّهم غير منفصلين عن لوط لأنّهم أضيافه على كل حال، وهتك حرمتهم هتك لحرمة لوط. أو لأنّهم أرادوا أن يفهموا لوطاً بأنّهم رسل الله، وأنّ عدم وصول قومه إِليهم بالإِساءة أمر مسلّم به، بل حتى لوط نفسه الذي هو رجل من جنس أُولئك لن يصلوا إِليه بسوء، وذلك بلطف الله وفضله. نقرأ في الآية (37) من سورة القمر" وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ" (القمر 37) وهذه الآية تدل على أن هؤلاء الجماعة الذين أرادوا السوء بأضياف لوط، فقدوا بصرهم بإذن الله، فلم يستطيعوا الهجوم عليهم. ونقرأ في بعض الرّوايات أيضاً أنّ أحد الملائكة غشّى وجوههم بحفنة من التراب فعموا جميعاً. قوله سبحانه "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ" ﴿الرعد 25﴾ في الحقيقة يتلخّص فساد عقيدتهم في الجمل الثلاث الآتية: 1 ـ نقض العهود الإلهيّة: وتشمل المواثيق الفطرية والعقليّة والتشريعيّة. 2 ـ قطع الصلات: وتشمل الصلة مع الله والرسل والناس ومع أنفسهم. 3 ـ الإفساد في الأرض: وهو نتيجة حتمية لنقض العهود وقطع الصلات. أو ليس المفسد هو الذي ينقض عهد الله ويقطع الصلات؟ فهذا السعي من قبل هذه المجموعة من الأفراد بهدف الوصول إلى الأغراض المادّية، وعوضاً أن تصل بهم هذه الجهود المبذولة إلى الأهداف النّبيلة تُبعدهم عنها، لأنّ اللعن هو عبارة عن الإبتعاد من رحمة الله. ومن الظريف أنّ الدار هنا وفي الآية السابقة جاءت بصيغة مطلقة، وهذه إشارة إلى أنّ الدار الحقيقيّة هي الدار الآخرة، وأي دار ما عداها فانية وزائلة. قوله عز وجل "قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا" ﴿القصص 35﴾ فأجاب الله دعوته، وطمأنه بإجابة ما طلبه منه و"قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً" فالسلطة والغلبة لكما في جميع المراحل. وبشرهما بالنصر والفوز، وأنّه لن يصل إليهما سوء من أولئك: إذ قال سبحانه: "فلا يصلون إليكما بآياتنا" فبهذه الآيات والمعاجز لن يستطيعوا قتلكما أو الاضرار بكما "أنتما ومن اتبعكما الغالبون". قوله جل وعلا "مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ۙ وَلَـٰكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" ﴿المائدة 103﴾ إشارة إلى أربعة (بدع) كانت سائدة في الجاهلية، فقد كانوا يضعون على بعض الحيوانات علامات وأسماء لأسباب معينة ويحرمون أكل لحومها ولا يجيزون شرب لبنها أو جز صوفها أو حتى امتطاءها، كانوا أحيانا يطلقون سراح هذه الحيوانات تسرح وتمرح دون أن يعترضها أحد، أي أنّهم كانوا يطلقونها سائبة دون أن يستفيدوا منها شيئا، لذلك يقول الله تعالى: "ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ". (الوصيلة) هي الشاة التي ولدت سبعة أبطن ـ وقيل أنّها التي تلد التوائم، من مادة (وصل) وكانوا يحرمون ذبحها.
جاء في كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم للشيخ حسن المصطفوي عن معنى كلمة وصل: والوصول ممّا وراء المادّة: كما في "فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً" (هود 70) يراد أيدى الرسل الّذين كانوا مرسلين الى ابراهيم ع بالبشرى، فرأى أنّها لا تصل الى العجل الحنيذ ليأكلوا منه. والوصول في الأقوال: كما في: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (القصص 51) يراد إنزال الآيات والكتب والمواعظ ليتّعظوا بها ويهتدوا. والوصول المطلق العامّ: كما في: " وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ " (الرعد 21). " وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ" (البقرة 27) فانّ أمر اللّه المتعال بالصلة كثير، وله موارد مختلفة، كالوصول الى شهود الحقائق والمعارف الإلهيّة، والوصول الى حصول التهذيب وتزكية النفس، والوصول الى حقيقة العبادة والطاعة، والوصول الى الخدمات الدينيّة، والصلة الى الأقارب والفقراء والضعفاء، والوصول الى كلّ خير وصلاح وفلاح، وكلّ هذا ممّا أمر اللّه تعالى به. ولا يخفى أنّ ما أمر اللّه به أن يوصل: إنّما هو لتكميل الأنفس وإيصالهم الى سعادتهم وتأمين صلاح الاجتماع. كما أنّ القطع وإيجاد الفصل في هذه الأمور المأمور بها: إنّما ينتج فسادا وشرّا وخسرانا وضلالا وسوء عاقبة. وأمّا الوصيلة: فهي ممّا كانت محرّمة عند أهل الجاهليّة، من الغنم والناقة على مقرّرات معيّنة عندهم، واختلفوا في خصوصيّاتها. "مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ" (المائدة 103) راجع التفاسير.
عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ" ﴿البقرة 27﴾ والمراد بقطع ما أمر اللَّه به ان يوصل أوامره ونواهيه. قوله عز وجل "إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ" ﴿النساء 90﴾ يريد بهذا جل وعلا ان من يلتجئ من أولئك المنافقين إلى قوم بينهم وبين المسلمين عهد في المهادنة وترك القتال، ان هذا اللاجئ يترك لا يؤسر ولا يقتل، لأنه والحال هذه يكون مسالما للمسلمين، تماما كالذين التجأ إليهم، فيعامل معاملتهم في عدم التعرض له. ومن المفيد أن ننقل ما قاله الرازي هنا: (اعلم ان هذا يتضمن بشارة عظيمة لأهل الإيمان، لأنه تعالى لما رفع السيف عمن التجأ إلى من التجأ إلى المسلمين فبالأولى أن يرفع العذاب في الآخرة عمن التجأ إلى محبة اللَّه ومحبة رسوله). وليس من شك ان محبة أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله هي محبة للَّه وللرسول، لقوله تعالى "قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى" (الشورى 23). قوله سبحانه "وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَـٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" ﴿الأنعام 136﴾ وهذه الآية التي نفسرها تعرضت لشأنهم وتقاليدهم في ثروتهم المالية، وهي الزرع والماشية، وكانوا كما في كتب التفسير يعينون شيئا من زرعهم وأنعامهم للَّه، ويصرفونه إلى الصبيان والمساكين، وشيئا لأصنامهم، وينفقونه على سدنة الأصنام وحراسها، وكانوا يبالغون ويجتهدون في تنمية نصيب الأصنام، ليأتي نتاجه أكثر وأوفر من نصيب اللَّه، لأن اللَّه غني، وفي الأصنام فقر، وكانوا إذا خالط شيء مما جعلوه للَّه ما جعلوه للأصنام تركوه لها، وإذا خالط شيء مما جعلوه للأصنام ما جعلوه للَّه ردوه إلى الأصنام، وأيضا إذا أصابهم الجدب أكلوا من نصيب اللَّه، وتركوا نصيب الأصنام. قوله عز وعلا "قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ" ﴿هود 81﴾ قال الرازي: لما رأت الملائكة قلق لوط وحزنه بشّروه بأنواع البشارات: إحداها انهم رسل اللَّه. ثانيها ان الكفار لا يصلون إلى ما هموا به ثالثها انه تعالى مهلكهم. رابعها انه ينجيه وأهله من العذاب. خامسها ان لوط في ركن شديد لأن اللَّه ناصره على القوم الظالمين. قوله تعالى "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ" ﴿الرعد 21﴾ ذكر المفسرون أقوالا في تفسير ما أمر اللَّه به أن يوصل، وأقربها إلى روح الإسلام ومبادئه قول من قال: ان المراد به مناصرة الإنسان لأخيه الإنسان، والتعاون معه على كشف الضر عنه، وجلب النفع له قريبا كان أو بعيدا. قوله سبحانه "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ" ﴿الرعد 25﴾ بعد ان ذكر سبحانه الصالحين وأوصافهم، وما أعد لهم من حسن الثواب والمآب ذكر الفاسدين والمفسدين. وبالتعبير الدارج بعد أن ذكر أنصار الثورة على الفساد ذكر أنصار الثورة المضادة، وطبيعي أن يكون هؤلاء في صفاتهم وأعمالهم على الضد من أولئك، فالصالحون يوفون بعهد اللَّه، فيعملون بوحي من العقل والضمير وبكل ما دل عليه الدليل والمفسدون ينقضون عهده جل وعلا فيعملون بوحي من الشيطان، يلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق وهم يعلمون " ويَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ". فيتولون الطغاة المجرمين، ويناصرونهم على الأحرار الطيبين، تماما على العكس مما أمر اللَّه به، ونهى عنه. قوله عز وجل "قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا" ﴿القصص 35﴾ في الآية 46 من سورة طه: "قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى" (طه 46). وقال هنا: اني سلحتكما بسلاح يرهب فرعون وجنوده، ويمتنعون بسببه عنكما وعن الذين يؤمنون بكما، وهذا السلاح أو السلطان هو الآيات والمعجزات من انقلاب العصا حية وتحوّل اليد البيضاء إلى الجراد، والقمل، والضفادع، وغير ذلك. قوله جل وعلا "مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ۙ وَلَـٰكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" ﴿المائدة 103﴾ والوصيلة الشاة تلد ذكرا وأنثى معا، وقد كان من عادتهم إذا ولدت ذكرا يجعلونه للآلهة، وإذا ولدت أنثى فهي لهم، وإذا ولدتهما معا لم يذبحوا الذكر، ويقولون: وصلت أخاها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat