صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

مسرحية أنا أبحث عن زينب ع
علي حسين الخباز

بقع ضوء تنتشر على المسرح / وفي كل بقعة ضوء امرأة / بحركات متنوعة بقعة ضوء ترفع اليد بالدعاء / وبقعة ضوء تصلي / وبقعة ثالثة تقرأ في مصحف / تظهر الصحفية تتجول بين بقع الضوء مستغربة لهذا الحضور الزينبي  
الصحفية: ـ (تسأل نفسها) من منهن زينب عليها السلام؟
بقع الضوء: ـ (مجموعة) أنا 
ومن جانب من جوانب المسرح شيخ كبير السن، يقف خارج بقع الضوء ليدلي بشهادته 
الشيخ: ـ هي زينب بأمر رب العالمين / هكذا شاء الله أن يسميها زينب 
الصحفية: ـ (تخاطب البقع الضوئية) من منكن زينب. أنا أبحث عن زينب عليها السلام 
بقعة ضوء 1: ـ أنا زينب كل الأزمان 
بقعة ضوء 2: ـ في كل جيل ستريني صابرة الجراح 
بقعة ضوء 3: ـ وصلاتي بذرة الدين والحياة 
بقعة ضوء 3: ـ وصمت صبري عاصفة 
بقعة ضوء 1: ـ سأطلع في كل حسين، أتحدى بصبري كل الطغاة، أجز الخوف عن قواميس الناهضين، 
الصحفية تدور بين بقع الضوء وهي تنادي زينب / أنا أبحث عن زينب / لأعرف كيف استقبلت خبر الرحيل؟ 
بقعة ضوء 1: ـ بيقظة المنتظرين الفرج العظيم  
بقعة ضوء تلتقي مضيف، ـ يا ابن العم / الحسين وقد عزم المسير،
عبد الله بن جعفر: ـ إلى أين؟
بقعة ضوء 2: ـ إلى العراق، وأنت تعلم سطوة المعزة التي لا تطيق الصبر دونه 
الصحفية: ـ من تتبع إماما معصوما لا تحتاج لاستئذان زوج 
بقعة ضوء 3: ـ إنها تربية إمام معصوم، يسطع من جبينها الرشد
بقعة ضوء 2: ـ يصحو قلبها النابض بالود، عند ذكر الحسين   يصير الكون كله محراب صلاة بقعة ضوء 1: ـ (مع عبد الله بن جعفر) تعلم سطوة المعزة التي لا تطيق الصبر دونه ولا يحق لي المسير إلا باستئذان، 
بقعة ضوء 1: ـ امتثال مطيع وثق ستكون حينها لا حياة 
 بقعة ضوء 3: ـ لا شيء يسكت هذا الأنين من بعده سوى الموت  
الشيخ: ـ من ضمن الشرط الوارد في العقد 
 صوت: ـ لا تمنع مشوار الرحيل / اذا جاءتك وفي نواحيها شجو كربلاء 
بقعة ضوء 3: ـ أعدَّها رب العرش لنصرة الحسين عليه السلام 
عبد الله بن جعفر: ـ (يطلع من مضيفه يقف أمام إحدى بقع الضوء) أنا لا أجهل ما ترومين إليه (مع أولاده) قم يا عون ويا محمد مع أمكما للمسير إلى نصرة سيدي الحسين 
بقعة ضوء 2: ـ وقال ما تحيا على نبضاته القلوب 
 عبد الله بن جعفر: ـ (مع ولديه) أوصيكما بالجهاد دون سيد هذا البيت 
بقعة ضوء 3: ـ كان يدري سيلد من رحم الصبر / زينبا بكل ما تملك من وقار المبجلين
الصحفية: ـ مازلت اسأل من منكن زينب بقع الضوء جميعها: ـ أنا 
بقعة ضوء 2: ـ منذ المشوار الأول / لملتقى المسير  
بقعة ضوء 3: ـ عاشرت المصائب لوعة لوعة، وهي ابنة قائد الصبر في العالمين
الصحفية: ـ جميل أن تعرض على سفوح الحزن / آهة أهة كي نلم جراح الواقعة في بوتقة الضمير 
بقعة ضوء 1: ـ هي نبوءة جدي الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم وما يحدث هو الدليل بأن حدقات الإمامة ظل نبي 
بقع الضوء: ـ حدقات الإمامة ظل نبي 
بقعة ضوء 1: ـ زيت قنديل لا يقدر أن ينير ما تنيره التضحيات
بقعة ضوء 2: ـ منذ قرون وهي تحمل وجع المصاب في دفاتر مصحف يحمل في حقيبته الضوء البصير،
بقعة ضوء3: ـ ستتشابه ملامح الجرح في كل جيل، 
بقعة ضوء 1: ـ مخيفة هي الحياة دون صحوك يا حسين 
الصحفية: ـ في بهاءات التعليل جاء تأويل بقامة الشروق 
صوت: ـ هل تعرفوني 
بقعة ضوء 2: ـ من لا يعرف أعماق الإيمان / وهج العلو السارح في كل فجر يتأهب للصلاة 
بقعة ضوء 3: ـ ابن الضلع المكسور من أجل بصمة الرفض
الشيخ: ـ وهو يسير بين بقع الضوء.. بين الوجد والوجد / جرح غليظ في قلب الجنة عمَّ
الصحفية: ـ كان الدليل إليه 
الشيخ: ـ عاطلة هي اليقظة يا ابن علي، وأنهم يعلمون أن الرواء في آخرة الله يصلي بين يدي أبيك، ومع هذا لا يفارقون ضماك إلا قتيلا،
(تتحرك البقع الضوئية / تتداخل وتنتثر حتى لم يعد بالإمكان التميز بين بقعة وبقعة)  
صوت 1: ـ الحسين يقظة الفجر 
صوت 2: ـ يحمل الظمأ المنسوج / ليغزل الندى تواريخا مترعة بالوفاء،
صوت 3: ـ لا تمزقوا ستر النور اذا عانق الظهيرة موردا للرحيل 
الشيخ: ـ هي الدنيا عناوين رحيل / رحل الأطهر / والأصفى / والأنبل / وسيرحل بعده الأطهر / والأصفى / والأنبل / هي دورة حياة تواكب إشراقة النضوج 
الصحفية: ـ هو نفس الفارق ما بين الموت والحياة 
صوت الحسين: ـ يا أبا الفضل أصرفهم عنا الليلة لنصلي ونتلو كتاب الله الأعظم 
 عمر بن سعد: ـ (يطلع بشكل مباغت يدور بين بقع الضوء يتوعدهم) لا لم أمنحهم أكثر من هذا الصمت / 
شبث بن ربعي: ـ لم هذا الأمر؟
عمر بن سعد: ـ لنشعل قلب هذا الليل نارا  
شبث بن ربعي: ـ هل تحب العتمات يا ابن سعد؟
عمر بن سعد: ـ أنا لست أنت يا ابن ربعي، إني أرى الفارق بين ليلهم وليل عسكرنا، ليلهم المؤمن سيعبدون الله به، يرتلون كتاب الله، ويدعون طوال الليل يدعون بهلاكنا  
شبث بن ربعي: ـ إذا كنت تخشى الدعاء فما الذي أخرجك لقتالهم؟
عمر ابن سعد: ـ أخشى أن ينقلب العسكر علينا فجرا
شبث بن ربعي: ـ أطمئنك لا تخاف فالأحرار في معسكرنا قليل، قل غيرها 
عمر بن سعد: ـ أنا كلي متلهف للقتل 
شبث بن ربعي: ـ لا تمكث في الغيظ طويلا فتتوه / هي الليلة أن طالت أو قصرت ستكون بين يديك فلا تعجل / والله لو كانوا من أغراب الأرض / ومن نزوات الريح لمنحناهم الليل / وهي فكرة أن نلغي الوقت / إلى أن يزف اللقاء المحسوم بهذه السيوف 
عمر ابن سعد: ـ هي سيوف عمياء 
عمرو بن الحجاج: ـ وهل ينفعنا غير العمي سيوفا، دعهم يتمتعون بهذا الليل ودعنا نرَ ما يفعلون، هل سيبرز لنا في غد دعوات تحمل السيوف، 
 الشيخ: ـ (يقف عند بقعة ضوء) سيدتي زينب كلما أتسلل إلى الغد أرتقب / إذ أرى فيك ألفة الصحارى / والأسر / والوجد المعتلي صهوة الثكل / والنحيب / على قراب الماء / أشم ظمأ الأطفال الصغار والنسوة  
بقعة ضوء 1: ـ بعد ظمأ الحسين ستظمأ الدنيا ولا يرويها بعد ماء 
الشيخ: ـ كأني أراك تمشين مع قوافل الأسر وقناديل رؤوس بني هاشم / أقمارا من الحزن تلهب الطريق / وسيكون لي الشرف لو كان راسي بين تلك الرؤوس 
 الصحفية: ـ كأنها تدري؟
بقعة ضوء 3: ـ هي أعدت لتكون سراج ضوء ينير صحراء الله / ويطفئ الظلمات  
الشيخ: ـ سيدتي كل قامة من قامات أهلك ستصير مئذنة (برهة صمت / سكون حركة) 
(صمت عالي هدوء وفجأة ينطلق صوت الدلول)
صوت أم: ـ دلول يا الولد يبني دللول  
بقعة ضوء 2: ـ الرضيع يصرخ ظامئا 
بقعة ضوء 3: ـ ذبحوه.. لأنهم رأوا فيه غدا يتوهج بالوعي ورفض الجور 
بقعة ضوءا: ـ ذبحوه /كي يبقى الجرح ينزف فراتا في كل جيل 
الصحفية: ـ والدم؟
بقعة ضوء 1: ـ عانق السماء 
الشيخ: ـ رضيع توضأ بدمه / وصلى الشهادة قربة لله / رضيع بقامة مقاتل يرعب الشتات 
الصحفية: ـ والدم؟  
الشيخ: ـ لم تسقط منه قطرة على الأرصفة 
(صوت وقع سنابك الجواد / صهيل) 
بقعة ضوء 3: ـ جواد يطوي الدرب بشارته الرواء 
صوت طفلة: ـ الماء 
صوت طفل: ـ الماء 
صوت أطفال: ـ الماء الماء 
الصحفية: ـ والصهيل؟
 بقعة ضوء 1: ـ نحيب يشكو جور الظالمين / وينعي الدين / والناس / والضمير  
الصحفية: ـ في آخر ما توصلت إليه في البحث عن زينب عليها السلام أن هناك أشياء كثيرة لا بد أن نقف عندها 
الشيخ: ـ مثلا؟  
الصحفية: ـ الصمت الصحراوي الذي شهد أن عري الجواد / لفت انظار الكون / والسرج الخالي يخبرنا بأن جسد النور قطعته السيوف 
الشيخ: ـ السيوف التي صقلتها أزمنة السقائف / بالجبن والخسة / والخداع / لهوى اليوم أذرعا من بطش لئيم 
بقعة ضوء 1: ـ يا من غيبته السيوف فصار صحوة دين 
الشيخ: ـ (مع الصحفية) اكتبي أرجوك، أن تجاعيد الوعي خذلان يكبر   عند جيش لا يكفيه القتل / الفتك / الدمار  
الصحفية: ـ ما الذي تبقى كي نخاف 
الشيخ: ـ حامل أرث هذا الحضور / زهوه الباقي والطهر الغيور / فيه يمتد السلام ومنه نورد أحداق الخير في كل العصور 
بقعة ضوء 3: ـ كل الفصول التي ستمر على عطشي / ستدرك خصوبة المعين 
بقعة ضوء 2: ـ هذا أرث الإمامة الوحيد / لأنه لا يمكن أن يمسه شر وأنا أتنفس هواء الله
بقعة ضوء 1: ـ ولترتعد عروشهم من خوف
الشيخ: ـ كيف لا يخافون وهم يحملون الجدب في كل جيل 
بقعة ضوء 2: ـ عهد معهود 
بقعة ضوء 1: ـ جاء في نبوءة جدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم آن دم المنحور في كربلاء هو عهد يسري في قافلة اليقين ويزكي الدين ويبعد عن أهل البيت معاقل الخمول 
بقعة ضوء 3: ـ عهد معهود
بقعة ضوء 1: ـ منذ تفتحت جفون الشهادة / كان هودج الإيمان ينعم في قوافل الزهو باسم الحسين عليه السلام / وسترى بأهداب التواريخ نورا يطل بكربلاء / رايات أمة ترفع بكفوف الولاء
بقعة ضوء 3: ـ عهد معهود
 بقع الضوء: ـ شاهد ومشهود 
بقعة الضوء 1: ـ لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة العصور 
بقعة ضوء 2: ـ يعرفون عند أهل السماوات، ينصبون لهذا الطف علما لقبر سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام  
الصحيفة: ـ وأتباع ابن سعد؟
بقعة الضوء 3: ـ يتوهمون النتن عطرا 
بقعة الضوء 2: ـ حين يفتقد الشذى يتخفى الذبول كي لا يصحو اللوم عليه 
بقعة ضوء 1: ـ ليس كل صوت تغريدة / وكذلك ليس كل صوت نداء 
الشيخ: ـ (وهو ينظر الى تغير مواقع البقع) ـ أشهد أن الوجد ضمير وهذا النوال كفاح الأولياء اللذين أنطق الله بهم الحق تضحيات أثمرها الصبر 
الصحفية: ـ وتطاول السؤال؟
 ابن زياد: ـ (أمام بقعة ضوء) كيف رأيت صنع الله بك وبأهل بيتك
(تتحرك البقع الضوئية تتبادل الأمكنة
 بقعة ضوء 1: ـ ما رأيت إلا جميلا 
بقعة ضوء 2: ـ ما رأيت إلا جميلا 
الشيخ: ـ في زحمة الحضور يندحر الغياب حتى لو كان حاكما وعروش / ها هي زينب كل العصور ترد على كل طاغية يجور 
بقعة ضوء 1: ـ شهدائنا لا يموتون / يبذرون الثقة لتتنامى أشجار الرفض في كل جيل
الشيخ: ـ والطواغيت بور  
الصحفية: ـ أنا ما زلت أبحث عن زينب 
الشيخ: ـ ابحثي عنها فيك، وكل ليبحث عنها فيه 
 فهي كانت فيكم بصرختها العظيمة
بقع الضوء: ـ (جوقة) كد كيدك / واسع سعيك فو الله لا تمحو ذكرنا 
الشيخ: - يا حسين ويستدرج الجمهور يا حسين يا حسين يا حسين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/01/10



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية أنا أبحث عن زينب ع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net