صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

صرخة شاعر حسيني
علي حسين الخباز


 الاحتفاء بالمبدعين من شعراء وكتاب وفنانين هي مسؤولية كل مؤسسة إعلامية وثقافية ومسؤولية كل إعلامي وأديب، لننهل من الذكريات تاريخ ودروس وعبر .
        مجلة صدى الروضتين الصادرة من قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة تحتفي بفارس بساتين كربلاء الشعرية ( الشاعر عودة ضاحي التميمي) في بيته وصومعة أحلامه مكتبته العامرة ، ومن المؤكد مثل هذا الحوار سيدور عن السيرة والمسيرة.
وهو أمام مجموعة  صحفيين وكتاب بأعمار مختلفة و بتجارب متنوعة  ومن الطبيعي أن تكون حصيلة الحوار سيرة حياة شاعر وشعر و سيدور الحديث عن عمالقة الشعر الحسيني وعن كربلاء المجد والتاريخ، وأساليب الكتابة  الشاعر عودة ضاحي التميمي شاعر تنامت شعريته تحت منبر الشاعر الحسيني صاحب الهيبة الشعرية الحاج المرحوم (كاظم المنظور) وعاشر ثنائي المنبر الحسيني الشامخ مع الرادود الحسيني (حمزة الزغير) ولأن الشاعر المنظور كان أميًا لا يفك الحرف إلا بصعوبة كان هو الشاعر الملازم له ليكتب ويعد له مجاميعه الشعرية ، ومع هذا هو شاعر له استقلاليته وهويته الخاصة، وتلك من أصعب الأمور، معظم الشعراء الحسينين تأثروا بأسلوب الشاعر المنظور رحمه الله، وكانت بصمته واضحة على قصائد الشعراء ومازالت التناصات القصدية موجودة إلى اليوم وستمتد إلى أجيال شعرية قادمة 
الشاعر عودة ضاحي التميمي قامة شعرية حسينية كربلائية ، ولد في كربلاء عام 1948م عضو إتحاد أدباء العراق ــ العرب وعضو نقابة الصحفيين ،كتب القصيدة الشعرية منذ عام 1967م وعمل في مجال الصحافة محررا للصفحات الأدبية في عدد من الصحف العراقية وله 15 ديوان شعري من الفصيح والشعبي (المنبري )  قرأ له معظم الرواديد المنشدين الحسينيين وكتب في أغلب الصحف العراقية والعربية فاحتفى به النقاد مبدعًا من مبدعي الأدب الحسيني.
إن التميز طاقة إبداعية تعطي أكثر مما تأخذ، ليبدأ الحوار من نقطة الدلالة، أدراك معنى ان تكون قائدًا إعلاميًا في الشعر الشعبي، في زمن سعيد فيه من يمتلك الحرف، ومما جاد به الرضا فكانت صفحة بساتين للشعر الشعبي والتي كانت تصدر في كربلاء برئاسة تحرير المبدع الأستاذ ( نوفل عبد المجيد) وكان التميز فكرًا وفنًا وطاقة جذبت شعراء العراق الشعبيين اليها ،
(الأستاذ أبو أحمد ) :ــ لأننا أدباء أستطعنا تطوير صفحة الشعر الشعبي إلى بيت ثقافي ،الإعلام أشمل من الشعر، فاذا كان الإعلامي شاعر سيبدع وسيتميز لأن أغلب أبواب الإعلام اليوم تعتمد على الأدب، لهذا كانت صفحة بساتين هي صوت الشعر وصوت النقد وجميع شعراء المحافظات نشروا في بساتين كربلاء للشعر الشعبي ( الشعر حياة) الأستاذ (هاشم الصفار) وجه الأنظار لموضوع مهم في الحياة الكربلائية ، هي البيوتات الكربلائية التي عرفت بأنها مركز الثقافة الحسينية الإبداعية شعر وثقافة وفكر وحوالي ثمانين  بيت كربلائي كان عبارة عن دواوين( منتديات ثقافية) الآن انتهت هذه الظاهرة المبدعة فهل يمكن إعادتها وإنشاء تلك الدواوين ثانية ؟
الشاعر عودة ضاحي التميمي:ــ كانت تحديات الشعر أكبر والمواجهة ضد الطغاة أكبر وكان للمنبر الحسيني صولة المواجهة لذلك منعت السلطة الشعر الحسيني بل منعوا الشعر الشعبي ، اليوم المجال مفتوح تختلف تمامًا عن أيام الدواوين و منتديات البيوت، لم نجد وقتها منشورًا  يحمل هذا الصوت، أمور النشر كانت أمور أكثر من صعبة، فلا تجد ناشر ينشر لك قصيدة ، والأهم أن الرغبة كانت جبل أشم في حياة الناس ، الرغبة في الشعر عارمة ، في إقامة الشعائر الحسينية بشكلها الثقافي المتطور، هذه البيوت كانت تحيي مناسبات تنهض منها الإرادة وإدامة الشعائر في زمن منعت فيه الشعائر الحسينية، وكانت مفردة (واحسيناه ) جريمة تستحق عندهم عقوبة الإعدام ،هذه البيوت عامرة كانت بالأماسي والشعر والقصائد الصادحة بحب الحسين عليه السلام.
** 
الأستاذ خالد عبد السلام وأحمد نصر ومنتظر قحطان، محمد داوود منتظر عامر، منتظر عبد الهادي، عبد الله علاوي، شباب صدى الروضتين إدارة وتحريرًا،
تذاكروا مع الشاعر التميمي في الكثير من الأمور مثل القصيدة المنبرية؟
الشاعر عودة ضاحي التميمي:ـ  
القصيدة الحسينية مقولبة ، مفردات مهذبة تقع على القصيدة الحسينية مسؤوليات كبيرة وحدود لا بد أن تحترم ، التعامل مع رموز مقدسة أئمة معصومين إذا نتأمل الذي يحصل اليوم سنجد أن القصيدة الحسينية 
دخلت عليها مفردات غزل،
:ـ ألم يكن الغزل موجودًا في القصيدة الحسينية؟
:ـ نعم كان الغزل العفيف اليوم قصائد تمس بالقداسة، الجميع يدرك أن هناك تراجعًا في مستوى القصيدة الحسينية،
:ـ  لكن الذي نطمح اليه هو التشخيص النقدي؟
:ـ القضية ليست في الإقرار بوجود تراجع أو لا  القضية بحاجة إلى صوت حقيقي مقتدر يمنع هذا التدهور
( هذا هو طريق الإمتياز الحقيقي أن تكون قادرًا على التشخيص وتدين أسس هذا التدهور، هذا الوجد حين يتحول إلى وجدان يكون صرخة شاعر)
:ـ  قلتها في لقاء بإحدى الفضائيات، والسؤال عن أسباب تدهور القصيدة المنبرية أجبتهم : أن رواديد الخارج جلبوا لنا ثقافات الخارج ،الحان غير معروفة، نحن جيل تربينا على جبال شامخة علمونا على أصول نغمية تبعث في الإنسان الخشوع ، و كان أغلب ملحنين العراق يحضرون إلى كربلاء ليتنفسوا من كربلاء اللحن الروحي النقي الذي تقشعر له الأبدان  ، شعائر اليوم في المواكب معظمها  بألحان طرب وغناء،  المفروض إصدار قرار من أي جهة مقتدرة أن تلزم أصحاب المواكب ،مواكب لدينا اليوم ترقص على أهازيج وأغاني في ليالي الحزن العاشورائي ، القضية بعض القصائد تسيء لسمعة الشعائر ، تمس مكانة المعصوم، مكانة الشهداء من أهل البيت عليهم السلام ، هناك إساءات قصدية. الكل يتحمل المسؤولية،( كربلاء اليوم أصبحت بلا هوية) قصائد ( الكعدة) انتهت في كربلاء لا أحد يقرأ الكعدة، والقصيدة المنبرية اذا فقدت الكعدة انتهت، 
:( ان صرخة الشاعر عودة ضاحي التميمي تحمل الصدق والهوية لا تهمل و لابد أن تدعم)
:ـ  كنت مسافرًا لزيارة مولاي الرضا عليه السلام وفي وفادة صديق، حضرنا  مجلس حسيني  ،الذي أدهشني أن جميع الرواديد يحملون لقب (كربلائي) هوية كربلاء والحقيقة فيها حكمة ،
قال صديقي ليس فيهم إلا كربلائي واحد والبقية ليسوا من كربلاء ،عرفت أن القصيدة لا تمشي هناك إلا بتوقيع كربلاء ،القصيدة الحسينية  فكر ووعي وتاريخ وكربلاء هوية قوية قادرة على بناء المجتمع الإنساني،
(تميز الحوار  بتوجهه إلى معنى القصيدة الحسينية الروحي)
:ـ   كان الشاعر كاظم السلامي لا يكتب قصائده إلا في الصحن الشريف ولأنه كان أمي لا يقرأ ولا يكتب  كنت أحضر معه لأكتب ما يمليه.
:ـ لماذا لا تكتب في البيت يا حاج ؟
أجابني من الصحن المبارك من هذه الحضرة المقدسة أستلهم الشعر وروح الشعر. 
بهذه الروحية يتفجر الإبداع 
ومن  يكتب بأنفاس الحسين يفوز وكربلاء هي المنبع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/28



كتابة تعليق لموضوع : صرخة شاعر حسيني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net