صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

الهمجية ومفهومها في لغة الشهرستاني
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد ان نص الدستور على عدم منع التتظاهرات السلمية التي تهتم بالشأن المدني المتسلسل على شكل نقاط تخدم الصالح العام وتخص تأهيل البنى التحتية للمجتمع رأينا ان قمع التظاهرات لم يشهده العراق الا في حالات لم تعد تذكر حين بدأت العواصف الجمعوية التي اتخذها الشعب الصابر.

الجميل في هذا الدستور ( المـُحـْكم ؟؟؟ ) والمصاغ بأنامل قادة التعصب والعنصرية قد أيد فكرة ان يولد في العراق رضيع ديمقراطي ينام على مهد الارصفة، تلوكه الشمس حراً ، وتنزع جلده رياح اللامبالاة، وما ان ولد حتى مسحت على وجهه ايادٍ تعم بالحنين المصطنع، لكي يشتد أزره يجب ان يصاغ وينصاع لأوامر اكبر من ان يتعلمها تلقائياً بل بحاجة الى معلمين يتقنون هذه المسألة ولديهم خبرة لا تقل عن 150 سنة، وبالفعل فقد تم احتضان وليدنا من قبل سادة العالم العسكريين التعسفيين .

حين يضج في بودقة المجتمع سائل الملل واليأس لابد من ايجاد الحلول السريعة والكفيلة في تهدئة الموجة الهائجة وهي المجتمع وان لا يبقى الحال كما هو عليه لان تركه بلا معالجة قد ينتج عنه عدة تصورات اهمها الاستغناء عن الوطنية وتحويل المجتمع الى اداة مهمتها قضاء اليوم بلا تفكير بالمستقبل او الحفاظ على صورة البلد والدخول في منافسات دولية تعمل على اظهار الاجمل والاقوى والانتج بين البلدان .

نعم ... سمحت الحكومة المنتخبة للمواطنين ان يبدوا آرائهم وان يفرغوا شحناتهم التي ولدت بسبب احتكاك اناملهم بجباههم أسفاً وتحسراً لما يمر بهم والبحث باستمرار عن الاسباب التي اودت بالبلد الى سبيل لايعرف ان كان وعراً ام معتدل ، لكن هل عمدت الحكومة الى تنفيذ ما يرتأيه المجتمع من اصلاح سياسي واجتماعي او تلبية طلباته البسيطة ؟ كلا... لان الحال كما هو وليس على الدولة ان تفتخر بانها شيدت صروحاً ( إرمية ) وهناك من يشيد بيتاً من صفائح المعادن او ان تتزع نخلاً وهناك من لايستطيع على ايفاء مبلغ لقمة يمضغها فمه ! .. نعم تلك المأساة ساقت الجياع الى سبلاٍ جعلتهم يتربعون على عروش القمامة بحثاً عن ما يمكنه ان يسد حاجتهم اليومية وهذا المنظر الفضيع ما هو الا انتاكسة لنفسية المواطن الذي لم يزل يبني في السراب صرحاً يسلي فوضى تفكيره المتشعبة.

اليوم .. يوجه نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني خطاباً لنظيره كريم عفتان وزير الكهرباء وحسب مصدر مقرب من عفتان يقول فيه " ان لاتبالي لمطالبات المحافظات الجنوبية حول موضوع استقالتنا لانها شعارات ( همجية )" ومالهمجية ايها المبجل ؟.. هل تطعنون بأبناء جلدتكم ومن انتم كي تصفوا اسيادكم بالهمجيين؟ ، لعل افعال الصنم المشؤوم في طمر محافظات الجنوب جعلت منهم فئة بعيدة عن التطور لكن هل هم طارئين كما انتم ؟ كلا فقد ولدوا على تراب العراق ودفنوا آبائهم واجدادهم بكرامة وشرف وبساطة في عراقهم وعراقنا وليس عراقكم ! فالموت بالكرامة اشرف وحُسن الذكـْر ازكى وانمى من الموت على صراط الدولار والمنصب.

اذا كانت مطالبات الجنوب همجية فهذا دليل واضح على ان الدستور خطته ايادٍ همجية لا تعي ما تدونه وليس لها من الخبرة الا ما عملته من سلب وقتل وتدمير واستيطان ... فهل ينعت الشهرستاني العراقيين بانهم لا يعرفون سوى الهمجية ولم يصلوا الى المنطق الى الآن ؟ وكيف خمن الشهرستاني رضى رئيس الوزراء عن اداء وزارة الكهرباء في تلبية حاجات المجتمع والمحافظات الجنوبية شهدت انقطاعات وصلت الى 20 ساعة في اليوم ؟ ولماذ لايعمد المذكور على طمر تلك التظاهرات لنعود الى زمن السياط وقطع الالسن ؟.

لنرى كيف سترد الحكومة على ذلك المذياع وما سيفعله المدنيون ازاء ما سرده صاحب المقولة العظيمة والواصف الاغر في توظيف مفردة طمرت قبل آلاف السنين  .

 

مصدر الخبر للاطلاع : http://www.qeraat.org/ArticleShow.aspx?ID=4977


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/05



كتابة تعليق لموضوع : الهمجية ومفهومها في لغة الشهرستاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net